الاثنين، 11 مايو 2015

ليبيا_20 قطعة بحرية أطلسية تقترب من سواحل ليبيا

العرببدأت قطع بحرية حربية أطلسية تقترب تدريجيا من السواحل الليبية عبر المياه الإقليمية التونسية، وذلك في تحرك لافت، تباينت الآراء والتقديرات حوله لجهة تحديد مهمة وطبيعة هذا التحرك البحري العسكري في هذا التوقيت الذي تشهد فيه ليبيا تطورات ميدانية خطيرة دفعت قائد الجيش الليبي "القوات الموالية للحكومة الموقتة" الفريق أول ركن خليفة حفتر إلى التحذير من خطة أوروبية للتدخل العسكري وضرب أهداف على السواحل الليبية. وأكدت مصادر تونسية مُتطابقة أن أكثر من 20 قطعة بحرية عسكرية أطلسية توغلت خلال اليومين الماضيين داخل المياه الإقليمية التونسية في تحرك غير مسبوق أثار خشية المراقبين. وقال صيادون تونسيون إنهم شاهدوا القطع البحرية الأطلسية داخل مياه تونس الإقليمية على بعد نحو 50 ميلا من سواحل مدينة المهدية الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر شرق تونس العاصمة. وأكدوا أن تلك القطع البحرية تابعة لثلاث دول أطلسية منها الولايات المتحدة الأميركية، وهي تتحرك في اتجاه الجنوب التونسي وفق تشكيلة عسكرية دفاعية. وامتنع المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية عن تأكيد أو نفي تواجد تلك القطع البحرية الأطلسية داخل المياه الإقليمية لبلاده، في الوقت الذي أكد فيه ضابط عسكري تونسي صحة دخول قطع حربية أطلسية المياه الإقليمية التونسية.
وقال الضابط العسكري لـ”العرب” طالبا عدم ذكر اسمه، إن بحوزته معلومات موثوقة تُفيد بأن قطعا حربية أطلسية عاودت القيام بنشاط وصفه بـ”المشبوه” في المياه الإقليمية التونسية، لافتا إلى أن تلك القطع تتألف من عدد من البوارج والفرقاطات والزوارق الهـجومية الـسريعة، مدعومــة بطراد ومُدمـرة. ورجح أن تكون تلك القطع الحربية تابعة للقوة العسكرية الدائمة لحلف الشمال الأطلسي (ناتو) الناشطة في حوض البحر الأبيض المتوسط التي أصبحت معنية بعمليات التدخل والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب منذ مؤتمر الحلف الأطلسي في براغ عام 2002. واستبعد أن تكون تونس معنية بتحرك تلك القطع البحرية العسكرية، غير أنه اعتبر أن عدد وتشكيلة تلك القوة “لا توحي بأنها في مهمة روتينية، أو عملية استطلاعية عادية، بقدر ما تُنذر بأن أمرا ما ستقوم به قريبا”، على حد توقعاته. وربط مراقبون هذه التحركات البحرية العسكرية بتزايد الأصوات الأوروبية الداعية إلى وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين على الشواطئ الأوروبية انطلاقا من السواحل الليبية، ما يعني أن مهمتها قد تكون مرتبطة بملف الهجرة غير الشرعية عبر توجيه ضربات للقوارب والزوارق التي قد تُستخدم لنقل المهاجرين غير الشرعيين.
وتفاقم ملف الهجرة غير الشرعية خلال الشهر الماضي، ما دفع قادة أوروبا إلى النظر في بلورة استراتيجية جديدة لمواجهة هذه الظاهرة تنص على تدمير سفن وقوارب وزوارق الهجرة غير الشرعية قبل استخدامها. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريديريكا موغيريني قد أعلنت في وقت سابق "أن الوقت حان للنظر في إنشاء استراتيجية للدفاع توفر القدرة على تحديد واعتقال وتدمير سفن الهجرة غير الشرعية قبل أن يتم استخدامها من قبل تجار الـبشر لـجلب المهاجـرين عبر البحر المتـوسط". ولئن يؤكد الاتحاد الأوروبي أن هذه الاستراتيجية الدفاعية لن تشمل عملية عسكرية مكتملة، فإن ذلك لم يمنع أطراف الصراع في ليبيا إلى التحذير منها ومن عواقبها، فيما خيّر البعض من قادة ميليشيا “فجر ليبيا” الهروب إلى تركيا تحسبا لأي طارئ.
وذكرت مصادر ليبية أن عددا من قادة “فجر ليبيا” منهم أبوعبيدة الزاوي وعبدالوهاب القايد، والوكيل السابق لوزارة الدفاع وعضو الجماعة الليبية المقاتلة خالد الشريف، والإخواني المعروف عبدالرحمن السويحلي غادروا مطار معيتيقة نحو تركيا على إثر الكشف عن اقتراب القطع البحرية الأطلسية من سواحل ليبيا. وبالتوازي مع ذلك، حذر القائد العام للقوات الليبية الفريق أول ركن خليفة حفتر من العواقب الوخيمة للخطة الأوروبية للتدخل العسكري وضرب أهداف على السواحل الليبية بحجة وقف الهجرة. واعتبر في تصريحات نشرتها أمس الأول وكالة الأنباء الليبية، أن تلك الخطة “ستورط أطرافا أخرى في الصراع، وستشكل ذريعة لتحشيد الإرهابيين في المنطقة”، مؤكدا أن الجيش الليبي قادر على التقدم في طرابلس والمناطق في غرب البلاد لضمان السيطرة على كامل البلاد وبالتالي السيطرة على منافذ خروج زوارق المهاجرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق