الأربعاء، 22 أبريل 2015

ليبيا_القبلية والتماسك الديني يحبطان داعش في ليبيا

إرم نيوز: يستغل تنظيم داعش الفوضى في ليبيا، ولاسيما بعد ذبحه 30 مسيحياً، الأحد، إلا أن الولاءات القبلية والسياسية وغياب الانقسام الطائفي يشيران إلى أنه من غير المتوقع أن ينمو التنظيم سريعاً في ليبيا كما هو الحال في العراق أو سوريا. ويتوضح مدى استغلال التنظيم للفوضى في هذه الدولة المنتجة للنفط، حيث تتقاتل حكومتان متنافستان لكل منهما فصائل موالية لها على عدة جبهات منذ أربعة أعوام بعد سقوط معمر القذافي، في ظل عدم قدرة أي من الجانبين على الهيمنة على البلاد ووجود فراغ أمني. لكن التنظيم المتشدد قد يواجه صراعا آخر من أجل توسيع نفوذه كما فعل في سوريا والعراق، لأن ليبيا ليس بها انقسام سني شيعي يمكن أن يستغله التنظيم لجذب أنصار. والليبيون مسلمون سنة. ويفتقر التنظيم أيضا لعلاقات قوية بقبائل ليبية كبيرة وعليه التنافس مع جماعات معارضة سابقة مناهضة للقذافي أسست مناطقها الخاصة اعتمادا على علاقات إقليمية وقبلية عرقية وسياسية. وقال جيفري هاوارد من مؤسسة تقييم المخاطر (كونترول ريسكس) "هذه الجماعات في نهاية المطاف تعمل على خدمة مصالحها الذاتية”. وأضاف: “من المرجح أن يمثل تقدم تنظيم الدولة الإسلامية تهديدا لأجنداتها السياسية والاقتصادية وكذلك لسيطرتها على الأراضي والأصول الاستراتيجية".
وأدى ذلك إلى انقسام داعش لوحدات صغيرة يمكنها أن تشن هجمات كبيرة ولكن قبضتها على الأراضي ليست ثابتة بالدرجة الكافية لتوفير خدمات اجتماعية كما فعل التنظيم لكسب سكان محليين في أماكن مثل الموصل بالعراق. وعلى عكس العراق وسوريا لم يسيطر مسلحو الدولة الإسلامية على حقول نفطية في ليبيا لتوفير عائدات كما أن بيع نفط خارج القنوات الرسمية سيكون بأي حال أكثر تعقيدا في ليبيا عنه في العراق وسوريا. ومع وجود منشآت تخزين النفط في المناطق الساحلية يجري تصدير النفط الليبي عبر البحر. وحاولت بعض الفصائل الليبية المتحاربة بيع النفط بشكل مستقل من الموانئ الواقعة تحت سيطرتها لكن حظرا تفرضه الأمم المتحدة ردع شركات الشحن الأجنبية. كما أن تهريب النفط عبر الحدود سيكون صعبا أيضا إذ أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يسيطر على أي حدود برية ليبية.
انضمام أجانب
قد تساعد تسجيلات الفيديو لقتل المسيحيين ووصفهم “بالصليبيين” على جذب داعش لمزيد من الأجانب من الخارج أو من الجماعات المتشددة المحلية مثل أنصار الشريعة. لكن أكبر صداع أمني للقوى الغربية هو توسع التنظيم صوب الصحراء بجنوب ليبيا وهو المكان الذي صور فيه على ما يبدو جزء من تسجيل الفيديو الذي بث يوم الأحد. وليس هناك نفوذ لأي من الحكومتين الليبيتين الموازيتين على المنطقة النائية الواقعة على الحدود مع النيجر وتشاد والسودان والجزائر والتي أهملت منذ فترة طويلة. وكان القذافي قدم للقبائل المحلية تعهدات بالمواطنة وبمشاريع تنمية إلا أنه لم ينفذ التعهدات. وتعيش القبائل الجنوبية على تهريب أي شيء من البنزين المدعوم والطحين (الدقيق) والأسلحة إلى مهاجرين أفارقة في طريقهم إلى أوروبا عبر حدود جنوب الصحراء الليبية التي يسهل اختراقها. وفي يناير/ كانون الثاني نشر داعش تسجيل فيديو بلغة الطوارق يطلب مجندين ويدعو رجال القبائل إلى الانضمام للخلافة. ويقول محللون إن تجنيد ناس في الجنوب سيساعد التنظيم على التعاون مع جماعات أخرى للمتشددين مثل الطوارق الذين يقاتلون في مالي أو بوكو حرام في نيجيريا في إطار محاولته لنقل معركته إلى تشاد والنيجر المجاورتين لليبيا.
ويقول محللون إن المتشددين ينتفعون أيضا من احجام أي من الحكومتين الليبيتين الموازيتين عن التعامل مع التنظيم إذ تريد كل منهما أن يبقي تنظيم الدولة الإسلامية الحكومة الأخرى منشغلة به عنها. ونفذت طائرات حربية تابعة لحكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا ضربات جوية قرب مدينة سرت مستهدفة قوات موالية للحكومة الموازية التي تسيطر على طرابلس إلا أنها لم تتعامل مع المتشددين داخل سرت حيث سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مبان حكومية. وحركت قوات موالية لطرابلس أسلحة ثقيلة إلى مشارف سرت ولكنها لم تشن هجوما كاملا على الإسلاميين الذين يقاتلون قوات الثني في الشرق غير أنه كانت هناك اشتباكات صغيرة خارج المدينة. وفي حين أن الثني ينتهز كل فرصة ممكنة للتحذير من توسع نفوذ الدولة الإسلامية يقلل مسؤولون في طرابلس من شأن التنظيم ويقول إنهم مجموعة من الموالين للقذافي ولا يتمتعون بقوة تذكر. وقالت أمنية محجوب العضو الإسلامي في البرلمان الموازي ومقره طرابلس إن الجماعات الإرهابية لا يمكنها ترويع المدن الرئيسية ويمكنها فقط التسلل إلى بلدات صغيرة. وبث التنظيم، يوم الأحد، تسجيل فيديو يوضح ما يبدو أنه إعدام 30 إثيوبيا مسيحيا ذبحا وبالرصاص في مكانين في شرق وجنوب ليبيا بعد شهرين من ذبحه 21 مسيحيا مصريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق