الخميس، 30 أبريل 2015

اليمن_ما بعد عاصفة الحزم.. تدخل بري مرتقب لدعم تحالف قبلي مضاد للحوثيين

العربكشفت التطورات الأخيرة على الأرض اليمنية الحاجة إلى الذهاب إلى أبعد من "عملية عاصفة الحزم"، خصوصا أنّ آخر المعلومات الواردة تشير إلى أن وضع القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي في عدن سيئ جدا، وأن اليد العليا في المدينة ومحيطها للحوثيين ولجماعة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقالت مصادر مطلعة لـ"العرب" إن قوات الحوثيين وقوات صالح تزيدان من ضغوطهما في تعز، لكن الوضع ليس بسوء الوضع في عدن وأن ثمة اختراقات لهذه القوات، لكن المدينة ما زالت تقاوم. ويحاول الحوثيون من جهة ثانية فرض سيطرتهم المطلقة على محافظة مأرب الاستراتيجية وهو ما أدى إلى اشتعال اشتباكات عنيفة في المحافظة. وتشير عمليات القصف المكثفة وعمليات حشد واسعة لقوات الحرس الوطني السعودي بالإضافة إلى القوات البرية للجيش السعودي المنتشرة أصلا على طول الحدود مع اليمن، إلى أن "ما بعد عاصفة الحزم" يمكن أن يحمل سمات تدخل بري خصوصا بعد أن اظهر الحوثيون وقوات صالح انهم ليسوا بصدد التراجع عن المكاسب التي حققوها على الأرض خلال الأشهر الماضية وخصوصا في الجزء الجنوبي من البلاد. ويمكن أن يكون التدخل البري لقوات خليجية عنصرا داعما للتحالف القبلي الذي يتشكل الآن في مناطق الجنوب وخصوصا حضرموت. لكن مشاكل الرئيس عبدربه منصور لا تنتهي بتعقيدات الوضع الميداني بل تتجاوزها إلى الصعيد السياسي. ويصرّ أهل حضرموت على رحيل عبدربه منصور في إجازة، على أن يتولى شؤون البلد نائبه خالد البحاح.

ويطرح الحضارمة شروطهم لقبول صيغة الإقليمين، أي العودة إلى صيغة ما قبل الوحدة اليمنية، بدل الاستقلال التام للمحافظة، وهذا يعني قيام دولتين، على الأقلّ في الجنوب. وقال مصدر يمني مطلع في المكلا عاصمة المحافظة "يرفض الحضارمة أن يحكمهم بعد الآن شخص من خارج المحافظة. هذا الثمن الذي يريدونه من أجل بقاء الجنوب موحدا." ومعروف أنّ الرئيس الانتقالي الحالي هو من محافظة أبين القريبة من عدن. وتفرض المواقف في حضرموت توازنا حرجا لدى السعوديين أساسه الحاجة إلى عبدربه منصور، بصفته رئيسا شرعيا. وقال المصدر الذي لم يشأ ذكر اسمه "سيعلن عن أن عبدربه منصور في رحلة علاج خارج اليمن. وهذا صحيح، لأن لديه مشاكل في القلب." وشكل إعلان حلف قبائل حضرموت فتح باب التجنيد مؤشرا على دور ميداني محتمل لحضرموت قد يسهم في حسم الصراع. وأشار المحلل السياسي ياسين التميمي في تصريح لـ"العرب" إلى أن إعلان حلف قبائل حضرموت فتح باب التجنيد "جاء ردا على تسليم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة من قبل الجيش الموالي لصالح، معتبرا أن حضرموت يمكن أن تكون ظهيرا مهما للمقاومة". ولفت المحلل السياسي عبدالله إسماعيل في حديثه عن الدور المرتقب لمحافظة حضرموت التي تمثل ثلث مساحة اليمن إلى أن "الحوثيين وصالح يجدون صعوبة واضحة في تفجير الأوضاع في حضرموت وذلك ناتج عن تماسك الجبهة المكونة لتحالف قبائل حضرموت وإعلان المنطقة انحيازها للشرعية، وذلك سينعكس بالتأكيد على تشكيل عمق استراتيجي للمقاومة ليس في عدن وشبوة وأبين فحسب، بل في مأرب أيضا". ورجح إسماعيل في تصريح لـ"العرب" أن تحصل متغيرات كبيرة في الأيام القادمة متعلقة خاصة بالتحركات والتنسيق على الأرض بين مختلف لجان المقاومة وخاصة في الجنوب.
وقالت مصادر إن السعودية تقدم تدريبات عسكرية للمئات من رجال القبائل لقتال جماعة الحوثي، ويشمل التدريب تزويدهم بالأسلحة الخفيفة والنصائح التكتيكية. وأضافت أن 300 مقاتل قبلي تدربوا في المملكة العربية السعودية عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح بمحافظة مأرب (وسط) هذا الأسبوع لمحاربة الحوثيين وتمكنوا من صدهم. وذكر مصدر دفاعي سعودي أن هناك خطة لتعزيز القوات اليمنية في المعارك بمختلف أنحاء اليمن لأن السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض مقارنة بالسعوديين. ويؤكد خبراء يمنيون أنه لا يمكن الانتصار في حرب ضد الحوثيين من الجو، وأن ثمة حاجة ملحة إلى إدخال قوات برية، أو تسريع جهود تدريب المقاتلين القبليين على الحدود، وهي المهمة التي تتولاها السعودية. وكشفت مصادر يمنية لرويترز أن السعودية دعت زعماء القبائل لحضور اجتماع في الرياض وذلك في محاولة لتشكيل جبهة قبلية موحدة في مواجهة الحوثيين، وأنها تريد توحيد زعماء القبائل في هذا الاجتماع، لكن هناك شعور بأنه لا يوجد أمل كبير في تحقيق هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق