الأربعاء، 29 أبريل 2015

السعودية_سعود الفيصل.. محطات في حياة عميد الدبلوماسية السعودية وأقدم وزير في العالم

فرنسا 24: تنحى سعود الفيصل عميد وزراء الخارجية في العالم عن منصبه على رأس دبلوماسية تتمتع بوزن قل نظيره في العالم الإسلامي، بعد أربعين عاما شهدت نزاعات إقليمية متتالية. وأعفي الأمير سعود (75 عاما) من منصبه بناء على طلبه ولأسباب صحية. نسلط الضوء هنا على الجوانب البارزة في حياة الرجل. الأمير سعود الفيصل، ورغم تنحيه من منصبه وتركه الحقيبة الدبلوماسية أخيرا بعد عقود من حملها، سيظل عضوا في مجلس الوزراء ومشرفا على السياسة الخارجية بحسب الأوامر الملكية الصادرة فجر اليوم الأربعاء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي إن "التاريخ أقوى من أي كلمة تقال في حق الرجل ومواقفه". وتأتي مغادرة الأمير سعود لمنصبه في ظل وضع إقليمي متوتر تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة، سواء في اليمن حيث تقود تحالفا عربيا عريضا ضد المتمردين، من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، المتهمين بتلقي الدعم من إيران، أو ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في إطار تحالف تقوده واشنطن. والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وقد عمل في ظل أربعة ملوك. إلا أن الوزير المخضرم كان يعاني من عدة مشاكل صحية، لا سيما من صعوبات في المشي والكلام.
الحرب اللبنانية... والعراقية-الإيرانية
عين الأمير سعود وزيرا للخارجية في تشرين الأول/أكتوبر 1975 بعد سبعة أشهر من اغتيال والده الملك فيصل، ولعب بعد ذلك دورا كبيرا في الجهود التي أفضت إلى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990) خصوصا مع التوصل إلى اتفاق الطائف في 1989. وقاد هذا الدبلوماسي المحنك سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولا إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من المملكة. وقد دفع الاقتتال الطائفي في العراق في أعقاب الاجتياح الأمريكي لهذا البلد في 2003، والذي لم تسمح خلاله السعودية للأمريكيين باستخدام أراضيها، إلى توجيه انتقادات علنية لسياسة إدارة الرئيس جورج بوش في المنطقة. والأمير الذي كان يجري زيارات كثيرة إلى واشنطن ويستقبل المسؤولين الأمريكيين في الرياض، كان أيضا يتمتع بعلاقات متينة مع قادة أوروبيين.
مبادرة السلام العربية
وساهم الأمير سعود في إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007 بعد خمس سنوات على إطلاقها في القمة العربية في بيروت. لكنه كان يميل إلى سياسة الحذر إزاء إسرائيل فهو يعتبر أن أي علاقة معها يجب أن تكون مرتبطة بحل النزاعات بين الدولة العبرية وبين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وذلك على أساس انسحاب كامل من الأراضي من المحتلة. والأمير سعود الذي غالبا ما يرتدي الثياب الرسمية الغربية بدل الثياب السعودية التقليدية عندما يكون خارج الدول العربية، وجد نفسه مؤخرا في موقع مواجهة محتدمة مع إيران التي تتقارب مع الولايات المتحدة وتوسع نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ولادته ودراسته الجامعية
ولد الأمير سعود في منطقة الطائف عام 1940 وحصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة برينستون الأمريكية في 1964. وعمل الأمير سعود بعد ذلك لدى شركة "بترومين" النفطية الحكومية ثم لدى وزارة النفط التي شغل فيها منصب وكيل وزارة اعتبارا من حزيران/يونيو 1971. والأمير سعود متزوج وله ثلاثة أبناء وثلاث بنات. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر، موجة من التعاطف الكبير مع الأمير سعود، وأطقت وسومًا (هاشتاغ) متعددة لشكره. وكتبت إحدى المغردات على تويتر "رجال لا تنسى.. قليل هم الرجال الذين تخط أسماؤهم ذاكرة التاريخ بماء الذهب.. وأنت ووالدك منهم.. سعود الفيصل_كفيت_ووفيت".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق