الأربعاء، 8 أبريل 2015

العراق_معركة الموصل تنطلق قريبا دون مشاركة الحشد الشعبي

وكالات: الاتفاق بشأن منع ميليشيات الحشد الشعبي من المشاركة في معركة الموصل التي تبدو وشيكة انتصار سياسي لمناهضي تلك التشكيلات الطائفية، وخطوة أولى باتجاه تحجيم النفوذ الإيراني في العراق ومنعه من التمدد إلى مختلف مناطقه. أعلن أثيل النجيفي محافظ محافظة نينوى بشمال العراق عن اتفاق باستبعاد قوات الحشد الشعبي المشكّلة من ميليشيات شيعية من المشاركة في معركة الموصل المرتقب إطلاقها قريبا لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش. ويعتبر هذا الاتفاق نصرا لشخصيات وقوى سياسية وعشائرية عراقية عارضت بشدّة تدخّل ميليشيات الحشد الشعبي في محافظتي الأنبار ونينوى استنادا إلى تجارب مريرة سابقة تعلّقت بمشاركة تلك الميليشيات في القتال في محافظة ديالى وبعدها في محافظة صلاح الدين، حيث ارتدّت على المدنيين وأتت بممارسات ترقى إلى جرائم حرب تراوحت بين القتل لأسباب طائفية والخطف والاحتجاز خارج نطاق القانون واستباحة الممتلكات وتدمير البنى من دور ومتاجر وغيرها، ومنع لنازحين من العودة إلى ديارهم. وتنطوي وراء الحشد الشعبي قضية أكثر مصيرية لمستقبل العراقيين تتمثل في تمكين تلك الميليشيات للنفوذ الإيراني في العراق، نظرا لما تتلقاه من دعم إيراني سخي بالمال والسلاح، فضلا عن الولاء الظاهر من قبل قادتها لطهران.
ومن هذا المنطلق يعتبر قرار منع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة الموصل تحجيما للنفوذ الإيراني في العراق ومنعه من مزيد التمدد في مناطق البلاد. أثيل النجيفي: ترتيبات لمنع ارتكاب أي نوع من الانتقام أو العقوبة خارج سياق القانون كذلك يحمل إذعان حكومة رئيس الوزراء حيدر العابدي لاشتراطات شركائها بشأن استبعاد الميليشيات الشيعية من الحرب على داعش في الأنبار ونينوى بوادر توازن سياسي وإمكانية تأثير في اتخاذ القرار من قبل شخصيات سنية، وحتى شيعية غير طائفية مشاركة السلطة. وتبدو حكومة العبادي حريصة على حماية الجهد الحربي ضد داعش من التأثيرات السلبية لسمعة وسلوكات الميليشيات. وسبق أن استجابت جزئيا لطلب الولايات المتحدة بتحجيم دور الحشد الشعبي في معركة تكريت، وهو الأمر الذي فتح الباب لمشاركة طيران التحالف الدولي في المعركة وكان لذلك أثر إيجابي على تسريع حسمها بعد أن توقفت مطولا على أعتاب المدينة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، قال النجيفي إنه تم الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى أربيل الإثنين على استبعاد مشاركة قوات الحشد الشعبي بالمعركة المرتقبة. وأضاف أنه تم الاتفاق أيضا على إعطاء الدور الرئيسي في معركة الموصل لقوات الجيش العراقي، بينما تتولى قوات البيشمركة والشرطة المحلية وعشائر نينوى والحشد الوطني -قوات سنية موالية للحكومة في نينوى توازي الحشد الشعبي- في المعارك حسب الطبيعة السكانية للمناطق. وتابع النجيفي أن مسك الأرض في المناطق التي يطرد منها داعش سيكون بيد قوات من نينوى حصرا، وحسب الطبيعة السكانية لكل منطقة، لافتا إلى أنه تم اتخاذ كافة السبل لمنع ارتكاب أي نوع من أنواع الانتقام أو العقوبة خارج السياقات القانونية. واتفق رئيس الوزراء حيدر العبادي الإثنين، مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أربيل على تنسيق الجهود العسكرية لتحرير محافظة نينوى ومركزها الموصل معقل تنظيم داعش الأساس في العراق.
وجاء الاتفاق على التنسيق العسكري بين الطرفين خلال الزيارة التي قام بها العبادي لأربيل وهي الأولى له للإقليم منذ تسلمه منصبه قبل نحو ثمانية أشهر. ويأتي حديث النجيفي بعد الجدل الذي أثارته الأنباء التي تواترت عن أعمال نهب وإحراق واسعة النطاق في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين منذ أن طردت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تنظيم داعش من المدينة ذات الغالبية السنية الثلاثاء الماضي. وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت قيام عناصر مجهولة بحرق ونهب منازل وممتلكات السكان في المدينة. ووجه السنة أصابع الاتهام إلى المقاتلين الشيعة في الحشد الشعبي بالوقوف وراء تلك الانتهاكات، فيما ألقى قادة بالحشد بالمسؤولية على “عصابات” مجهولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق