الأحد، 22 مارس 2015

ليبيا_'المنطق المعكوس' لن يحلّ أزمة ليبيا مهما طالت المفاوضات

ميدل أيست أونلاين (مدريد): - اعتبر المبعوث الدولي الى ليبيا برناردينو ليون ان التوصل الى اتفاق بين طرفي النزاع في ليبيا سيكون صعبا، لكنه اعرب عن الامل في ان يتحدا لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية". وقال في مقابلة مع صحيفة البايس نشرت السبت في ثاني ايام المفاوضات الليبية في الصخيرات بالمغرب "الاتفاق سيكون صعبا، ونحن لا نزال بعيدين عنه". وشهدت ليبيا في الاثناء معارك الجمعة قرب طرابلس بين قوات "فجر ليبيا" وقوات الحكومة المعترف بها دوليا التي تعمل من طبرق شرق ليبيا.
وقال ليون "نعتقد ان هذا الامر له علاقة بالمفاوضات" في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة المعترف بها دوليا عن هجوم على صفحتها على فيسبوك. واوضح المبعوث "في كل معسكر هناك متشددون ومعتدلون. المعتدلون يرغبون في التوصل الى اتفاق في حين يفضل المتشددون الحل العسكري، يريدون فرض انفسهم عسكريا على المعسكر الآخر".
لكن هذا التصنيف لواقع الصراع بين الطرفين فيه كثير من الاجحاف مثلما يقول محللون للشأن الليبي حيث ان الوسيط الدولي يتجاهل أن هناك سلطة شرعية واخرى انقلابية في ليبيا وان الصراع الحقيقي يدور حول هذه المعادلة الواضحة والتي لو يتم البناء عليها لحل الأزمة لكانت ليبيا قد تجاوزت وضعها الصعب منذ وقت.
وتقول الحكومة الليبية الشرعية في طبرق إنه من حقها ان تمارس سلطتها على كامل التراب الليبي وعدم التنازل لأطراف انقلابية ترفض القبول بنتائج انتخابات اعترفت بها في مرحلة اولى ثم ارتدت عليها بسرعة لتقسم ليبيا بهذا الشكل الحاد ولم تتورع عن الاستنجاد بإرهابيين لدعم نفوذها. 
والسبت، قال مسؤولون إن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا شنت غارات جوية على معسكر تابع للجيش السبت وحاولت قصف المطار في العاصمة طرابلس التي يسيطر عليها فصيل منافس لها. ويأتي القصف بعد يوم من اعلان الحكومة أنها بدأت هجوما عسكريا "لتحرير" طرابلس التي سيطر عليها فصيل فجر ليبيا في أغسطس/آب وأعاد برلمانا سابقا. وتباشر الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبدالله الثني والبرلمان المنتخب عملهما من شرق ليبيا منذ ذلك الحين.
وقال مسؤول في طرابلس إن ضربة جوية نفذتها الحكومة المعترف بها دوليا على العاصمة الليبية طرابلس اليوم السبت أسفرت عن مقتل صلاح البركي القيادي البارز في جماعة فجر ليبيا الموالية للحكومة المنافسة التي تسيطر على العاصمة. وجاء الهجوم بعد يوم من اعلان الحكومة الرسمية انها بدأت هجوما عسكريا "لتحرير" طرابلس التي سيطرت عليها جماعة فجر ليبيا في أغسطس آب وأعادت البرلمان السابق المسمى المؤتمر الوطني العام.
واضطرت الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني والبرلمان المنتخب (مجلس النواب) للعمل من شرق ليبيا منذ ذلك الحين. وتتحالف كل من الحكومتين مع فصائل مسلحة تتقاتل من أجل السيطرة على السلطة بعد أربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. وقال المسؤول إن البركي وهو أحد قادة فجر ليبيا قتل في الضربة الجوية.
وفي وقت سابق، قال صقر الجروشي وهو قيادي في سلاح الجو بشرق ليبيا إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس ومعسكرا يستخدمه فجر ليبيا قرب مطار آخر بالعاصمة. وذكر مصدر أمني في طرابلس أن المعسكر قصف فيما يبدو لكن الطائرات أخطأت هدفها ولم تقصف المطار.
وقالت قناة النبأ التلفزيونية ومقرها طرابلس إن طائرات حربية قصفت أيضا مطار زوارة بغرب البلاد لكن لم يرد تأكيد فوري على هذا. وقال المبعوث الدولي برناردينو ليون إنه "لا يمكن أن يقبل المجتمع الدولي هذا الحلّ (..) وفي حال التوصل الى اتفاق يجب ان يعود (المجتمع الدولي) الى البلد". وتابع "ان ما لم يقم به المجتمع الدولي بشكل جيد في 2011 هو المتابعة، والبقاء في الميدان.. ولم يكن الامر يتعلق باعادة اعمار بلد بل ببنائه" من جديد.
واشار الى انه من المفارقة ان وجود تنظيم الدولة في البلد يمكن ان يكون "عامل توحيد للقوات الحكومية في طبرق ومليشيات مصراتة التي تتصدى لداعش". وكان ليون حض الجمعة طرفي النزاع على "وقف عملياتها والتعاون مع العملية السياسية" في الوقت الذي يحاول فيه اطراف النزاع التحاور في المغرب. ومن المقرر ان تستمر المفاوضات حتى الاحد. وليبيا التي غرقت في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 ، تشهد معارك بين عدة فصائل. ومنذ اسابيع اصبحت تشهد هجمات لتنظيم "الدولة الإسلامية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق