الأحد، 15 مارس 2015

الصراع الفكري محور معرض كتاب الرياض

وكالات: أنهي معرض الرياض للكتاب نشاطه، أمس السبت، بعد أن شهد سجالات ونقاشات ومواقف تعوّد عليها رواده في السنوات الأخيرة التي ارتفعت فيها مبيعات الكتاب في السعودية، وتعدد الاهتمامات الفكرية للسعوديين. السجال السنوي يبدأ عادة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأعمدة الصحف، بالحديث عن منع بعض الكتب ودور النشر من الحضور بسبب توجهاتها، أو عناوين مضمون ما تحمله بعض الكتب مما لا يتوافق مع "الروح الإسلامية" في البلاد. ومع حرص السلطات المنظمة بحماية المعرض من أي تعد من قبل المحتسبين، مثل منع اللجنة المنظمة له من قيام أي جهة أو أفراد بتوزيع الكتب والمطويات والأشرطة على الزوار دون موافقة خطية من إدارة المعرض، إلا أن هذا لم يمنع أصوات المحتسبين من الارتفاع بدعوى وجود "روح ليبرالية" وفكر دخيل في المعرض. وينشط سنويا في المعرض عدد من المحتسبين لرصد الكتب التي يعتبرونها مخالفة للقيم الإسلامية، فيما تعلو أصوات ناشطين سعوديين احتجاجا على مصادرة "حرية الرأي" والاختلاف. وفي هذا الصدد أوضح د. ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، أن لجنة المطبوعات تلقت شكاوى وملاحظات عديدة حول العناوين خلال معرض العام الماضي، حيث أسهمت في اتخاذ إجراءات نظامية، فيما يشكل 13 في المائة من تلك الملاحظات. كما أوردت صحيفة الاقتصادية السعودية. ويرى سعوديون أن منع الكتب وحجبها عن القراء أمر تجاوزه الزمن في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ لا يكاد كتاب يصدر إلا ويجد طريقه بنسخة إلكترونية إلى منصات الإنترنت المختلفة. لكن إصرار المحتسبين، على "حماية المجتمع" من "الفكر التغريبي"، وكتب "الإلحاد"، جعل معرض الكتاب أكبر ساحة فكرية يجتمع فيها الطيف السعودي بتوجهاته الفكرية المختلفة، ليثمر نقاشا تترواح درجاته بين الحدة والعقلانية، كل حسب رؤيته وتوجهه. يشار إلى أن عدد دور النشر المشاركة هذا العام بلغ 915 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية، وبلغت الكتب الموقعة في المعرض أكثر من 250 كتاب لكاتب وكاتبة، كما شهد المعرض 18 ندوة ثقافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق