الخميس، 26 فبراير 2015

ليبيا_ القويري: نتحفظ على تصريحات البكوش ومساواتنا مع الإرهابيين لا تجوز

وزير الإعلام الليبي عمر القويري لـ«المغرب»: نتحفظ على
تصريحات الطيب البكوش ومساواتنا مع الإرهابيين لا تجوز

 
القويري: لسنا محتاجين لجنيف ولا لرعاية أمريكية وجيشنا الوطني سوف يحسم المعركة ضد الإرهاب خلال أشهر
المغرب: طالب وزير الإعلام الليبي الدكتور عمر القويري برفع الحظر الدولي المفروض من مجلس الامن على تصدير السلاح الى ليبيا، وقال في حوار خاص لـ«المغرب» على هامش زيارته الى تونس بان الحكومة الليبية في طبرق ترفض اي تدخل عسكري خارجي مشيرا الى ان معركة دحر الارهاب تتطلب وقتا ودعما عسكريا للجيش الليبي. وشدد على ان القضاء على داعش يتطلب جهودا وتنسيقا بين دول المنطقة، لان المعركة واحدة على حد قوله. واوضح بان وضع الاعلام كارثي في بلاده مشيرا الى ان هناك اكثر من 100 صحفي بين مقتول ومخطوف ومدمر منزله.
في البداية اين تتنزل زيارتكم الى تونس؟
زيارتي الى تونس خاصة وليست رسمية وكانت فرصة للقاء وسائل الاعلام التونسية والإطلاع على وضع الاعلام هنا عن قرب. وهنا اريد ان اوضح بأن لدينا تحفظا على تصريحات وزير الخارجية السيد الطيب بكوش بخصوص الاعتراف بحكومتين. ربما نستطيع ان نفسرها بانها تنطلق من حقيقة ان تونس لا تتحمل ازمات..لكن هذه التصريحات والاعتراف بالحكومة غير الشرعية ومساواتنا مع الارهابيين لا يجوز، وهذا يعطي مؤشرات سلبية جدا للخارجين عن الشرعية. يجب ان يكون الجيش الليبي والتونسي على مسافة واحدة لقيادة معركة واحدة لدحر الارهاب والا فان النار ستحرق الجميع. وحل الازمات يجب ان يكون بالشفافية واتخاذ مواقف واضحة..فهل نحن مع الارهاب؟ او نتعامل معه. ومن المعلوم ان حكومة فجر ليبيا في طرابلس مدعومة من داعش واغلب قادة الثوار بايعوا هذا التنظيم الارهابي.
وهل توضح لنا وضع الاعلام اليوم في ليبيا؟
بالنسبة لوضع الاعلام في ليبيا فحاله من حال البلد. اذ لدينا اكثر من 100 صحفي بين مقتول ومخطوف ومدمر منزله.. ومنذ اسبوعين استقبلت ممثلة منظمة هيومن رايتس ووتش واعربت لي عن صدمتها من عدم وجود اي من الصحفيين الذين تعرفهم في طرابلس.. لقد هربوا جميعهم. وهذا مؤشر خطير جدا على وضع حرية الصحافة والإعلام في ليبيا خاصة في الغرب الذي تسيطر عليه الميليشيات. وهذا الوضع ليس حكرا على الاعلاميين فالجماعات الارهابية تنال من الجميع بمن فيهم رجال الامن وحراس مؤسسات الدولة. كل شيء دمر في ليبيا بما فيها اضرحة عائلة احمد باشا القرملي التي كانت تحكم البلاد.
ما اسباب تصاعد نفوذ داعش فجاة؟
ما حصل لم يفاجئنا، انا شخصيا وقبل ان اتولى مسؤوليتي كنت اكتب واحذر من السلاح الذي ينقل من المخازن ويذهب للميليشيات.
والآن ما هي اماكن وجود هذا التنظيم؟
داعش موجود في كل المناطق الليبية بشكل معلن او غير معلن، وهو وراء التفجيرات الاخيرة في منطقة القبة التي اودت بحياة 38 شهيدا. هناك 20 ألف مقاتل من داعش في ليبيا وجنسياتهم مختلفة وبعضهم كان يحارب في افغانستان. ولو اعطيك مثال وكيل وزارة الدفاع في طرابلس قضى 20 سنة في افغانستان. ثم تم اعطاؤهم صفة الشرعية. وها أنا أسأل هل إنّ عبد الحكيم بالحاج رجل ديمقراطي ويؤمن بالديمقراطية؟.
هل لديكم اية معلومات بخصوص اي تنسيق بين كتيبة عقبة بن نافع والجماعات التكفيرية في ليبيا؟
أبو عياض موجود في ليبيا في درنة تحديدا واؤكد بان هناك معلومات بانه اجتمع قبل فترة مع كبار قادة فجر ليبيا وطلب منهم التوقف عن ارسال المقاتلين التونسيين الى سوريا لان تونس اولى بهم بحسب ما قاله حرفيا. وهذا يدل على ان مخططه كان توجيه المعركة الى الداخل التونسي. هناك حديث عن ان حكومة طبرق لا تسيطر الا على 20 بالمائة من الاراضي فيما تسيطر حكومة فجر ليبيا على 70 بالمائة
فما مدى صحة هذه الانباء؟ وهل تؤثر على قوتكم ونفوذكم؟
اولا من حيث المبدأ الشرعية لا تقاس بحجم الارض ولكن اذا ما تكلمنا عن الاقاليم فاقليم برقة بالكامل تحت سيطرة الحكومة واقليم فزان ايضا وتبقى لعصابة فجر ليبيا في طرابلس بعض المدن بين مؤيدة ومعارضة. هم موجودون في مدينة طربلس وليسوا مسيطرين عليها.
هناك معركة على الهلال النفطي تدور اليوم بين الجيش الليبي والميليشيات، ما تبعاتها على الوضع الاقتصادي الليبي؟
الاقتصاد منهار جدا، وهنا اريد ان ألفت النظر إلى ان الهلال هو مكان صادرات وليس مكان استخراجا، نحن كحكومة يمكن ان نغير اتجاه التصدير، وحاليا هناك ميناء الحريقة في اقصى الشرق جزء مهم من الصادرات أي حوالي ربع مليون برميل تنقل عبره.
ما موقفكم من احتمال التدخل العسكري الخارجي لمحاربة الارهاب في ليبيا؟
لا نحتاجهم، فليبقوا في دولهم واماكنهم وليرفعوا عنا حظر التسليح ويتركونا في حالنا، لسنا محتاجين لجنيف ولا لرعاية امريكية. لكن المعركة سوف تحسم لصالح الجيش مشكلتنا فقط في الوقت لو يتم تزويدنا بالسلاح ستحل كل مشاكلنا، لدينا صفقات سلاح مدفوعة الثمن مع اوكرانيا وروسيا ودول اخرى ليرفعوا عنها الحظر فقط. فهناك حظر دولي من مجلس الامن يمنع تصدير السلاح الى ليبيا الا بموافقة مجلس الامن مع ان السلاح يشحن الى الميليشيات في طرابلس علنا عبر طائرات. يجب ان تكون مساعدة الحكومة الليبية عن طريق القنوات الرسمية وليس الكتائب حتى لو كانت تدعم الحكومة والجيش الوطني بقيادة حفتر.
اين وصل الحوار الليبي برعاية اممية ولماذا انتقل الى المغرب؟
الحوار يجب ان يكون ليبيا - ليبيا وان يكون داخل ليبيا وبين الليبيين فقط. لكن لقاء الليبيين مع بعضهم جيد ويكون وممتازا اذا كان في الداخل. ومن الجيد انه في دول عربية شقيقة. وقد اقترح جلالة الملك المغربي اجراء حوار من اجل اصلاح ذات البين.
لكن اليوم الى اي مدى يمكن تحقيق ذلك وهل انتم موافقون على التحاور مع فجر ليبيا؟
امس كان هناك حوار داخل مدينة الاصابعة، بين المجلس البلدي للزنتان ومصراتة في مدينة الاصابعة، ومن المفارقة ان مدينتي الثورة « مصراتة والزنتان» دخلا في حوار برعاية مدينة الازلام «الاصابعة». وكان لقاء طيبا وجيدا.
اذا انتم الآن منفتحون على الحوار داخل ليبيا اذن ما الذي يمنع انتقال الجلسات الى الداخل؟
نحن نمتلك قرار انفسنا لكن الآخرين لا يمتلكون ذلك.
يعني هناك رفض من الطرف الآخر..من طرابلس؟
الرفض جاء ممن يدعمهم ويمولهم. نحن لدينا مؤسسات دولة تملك قرارها واذا اعلنا وقف اطلاق النار نستطيع ان ننفذ القرار في خمس دقائق، لكن من يستطيع ان يضمن ايقاف النار في غرب ليبيا وهناك 1700 ميليشيا؟ اما في شرق ليبيا فلا توجد ميليشيا واحدة منذ سقوط القذافي.
اذن ما هي شروطكم للحوار؟
نحن مع الحوار وفق الثوابت التي اطلقها البرلمان وهي الاعتراف بمجلس النواب والتعامل مع الحكومة الليبية المؤقتة، وان يكون الحوار داخل ليبيا.
وهنا اريد ان افهم ما معنى مصطلح حكومة وحدة وطنية؟
فالحكومة الشرعية اليوم بقيادة الثني تمثل كل المكونات القبلية، فنحن حكومة وحدة وطنية والمعركة كلها فقط هي من اجل اشراك جماعة الاخوان المسلمين في الحكم بالقوة، اما ان يشاركوا في الحكم واما ينقلبوا عليه وهذا لا مجال اليه. هم يعرضون الآن على المبعوث الاممي حكومة برئاسة احمد معيتيق وهو مدعوم من البريطانيين، أو مصطفى ابو شاغور الاخواني وهو مرشح الامريكان.
رغم كل هذه الفوضى الامنية والسياسية والسوداوية في المشهد..هل هناك بارقة امل بحل قريب؟
هناك حل بمعركة الكرامة التي سوف تدحر الارهاب مع نهاية العام لا شك في ذلك. والفريق أول خليفة حفتر شارك بدباباته في حرب 73 وحائز على نجمة العبور، هو رجل قوي وقادر على دحر الارهاب وتكوين وتأسيس الجيش ورغم ذلك تتم محاربته ليس فقط من بعض جماعات الاسلام السياسي لكن ايضا من بعض السياسيين من التيار الوطني الذين يخشون على مستقبل زعامتهم.
كيف تجدون التنسيق الامني والعسكري مع دول الجوار الليبي وفي مقدمتها تونس و مصر والجزائر؟
تونس يجب ان تكون جزءا من المعركة وإلّا طالها الارهاب، فهناك 4000 تونسي مرتبط بداعش موجود في ليبيا. والجزائر لم تقم بدورها المطلوب فهي لم توظف قدرتها العسكرية على محاربة الارهاب هي تعمل فقط على حماية حدودها وتناست ان حماية امنها ينطلق ايضا من حماية الامن الليبي. لان المعركة ضد الارهاب لا تتجزأ.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق