الخميس، 15 يناير 2015

ليبيا_عبدالجليل: مشاركون في الحوار والإسلاميون قلبوا الطاولة على الليبيين

ليبيا المستقبل: قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي "السابق" مصطفى عبدالجليل في حديث إلى صحيفة «الحياة اللندنية» أمس الأربعاء أن لا حل للأزمة في ليبيا إلا بالحوار الذي «يتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات». ورأى أن «الاحتكام للسلاح لم يشكل قط حلاً لأي مشكلة، سواء بين شخصين أو قبيلتين أو فئتين»، واعتبر أنه «ما لم تكن هناك رغبة في الوصول وتقديم تنازلات، فقد يؤدي ذلك إلى فشل كل أطراف الحوار، ولن يتمكن من يدير الحوار من التوصل إلى نتيجة إيجابية تفضي إلى مصالحة». وأكد عبدالجليل مشاركة المجلس الانتقالي (البرلمان السابق) في إدارة الحوار الليبي الذي دعت الأمم المتحدة إلى عقده في جنيف هذا الأسبوع، وقال: «استجابة لحرص الجامعة العربية على أن يكون للمجلس الانتقالي حضور لمجريات هذا الحوار، توافقنا كمجلس انتقالي على أن يمثلنا أربعة من الأعضاء السابقين وهم فتحي البعجة وفوزي عبدالعال (السفيران حالياً في كندا والبحرين) وجمال عيسى (أمازيغي من جبل نفوسة) ومنصور ميلاد يونس (من الجنوب)». وشدد عبدالجليل في حديثة للصحفية على «ضرورة وقف القتال، وخروج المجموعات المسلحة من المدن واعتذار أعضاء مجلس النواب المقاطعين عن غيابهم في مقابل أن يعيد المجلس النظر في قراراته السابقة (التي أثارت جدلاً) وأن يستأنف جلساته في مقره في بنغازي». كما شدد على «قيام حكومة توافقية تتخذ من طرابلس مقراً لها، على أن تسارع لجنة الستين المنتخبة في أعداد مسودة الدستور لطرحه في استفتاء».
وعن مسؤولية الإسلام السياسي عمّا آلت إليه الأوضاع في ليبيا؟ قال عبدالجليل: «كلنا كليبيين مسؤولون لأننا أتحنا الفرصة لاستغلال مناطق معينة كان لها دور محوري في تحرير ليبيا (من حكم معمر القذافي) أو لتيارات معينة سواء التيار الإسلامي المعتدل أو المتطرف اللذين خسرا الانتخابات، سواء في لجنة الستين (لصوغ الدستور) أو في انتخابات المجالس البلدية، وأخيراً في انتخابات مجلس النواب. وبخسارتهم رأوا أن يقلبوا الطاولة عليهم وعلى الآخرين». وأضاف أن «كل هؤلاء، سواء كانوا من الإخوان أو القاعدة أو المقاتلة أو أنصار الشريعة، اتحدوا ليقلبوا الطاولة على الليبيين. ولكن بإذن الله، ستنعم ليبيا برفاهية وتنمية ومستقبل يجعلها في طليعة دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط». وأشار عبدالجليل إلى أن «هناك دولاً ترعى هذا الحوار وهو يهمها، مثلما يهمنا، ويجب أن نسعى لأن يكون هو الأساس للحل والسلام». وثمّن زيارة وزير الخارجية (في حكومة عبدالله الثني) قطر التي «كان لها دور بارز في نجاح ثورة فبراير، رغم دعمها بعضَ المجموعات»، ورأى أن «ليبيا في حاجة إلى انتهاج سياسة توافقية مع الجميع». واعتبر انطلاق الحوار في جنيف «جولة أولى نأمل لها التوفيق والنجاح، ولا يجب التوقف عند مخرجات هذه الجولة، لأن ضحايا النزاعات بالبلاد في نهاية الأمر هم ليبيون ويجب ألا يستهان بأي منهم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق