الاثنين، 26 يناير 2015

ليبيا_مرام الطرابلسي: الأطفال في مناطق النزاعات 'وقود' الحروب

ليبيا المستقبل - مرام الطرابلسي:  شهدت العديد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ما يُعرف بثورات الربيع العربي غير ان هذه الثورات لم تحقق المبادئ التي قامت من أجلها، بل زادت في تعميق هوة الظلم والاستبداد وبث الفوضى مثلما حدث على سبيل الحصر في ليبيا وسوريا اللذان يعدان أكثر البلدان تضررا من انتفاضات شعوبها ضد ظلم حكامهم وسطوتهم.
يعاني الأطفال في ليبيا كما في سوريا من العديد من الانتهاكات من خطف وقتل وتنكيل بالجثث او هجرة غير شرعية على قوارب الموت التي تحصد براءة الأطفال وتغتالها مبكرا، إلى ذلك أصبح الأطفال يُجندون من قبل التنظيمات الإرهابية التي تزج بهم في اتون الصراعات، بل يصل الأمر أحيانا إلى استخدامهم كدروع بشرية.
ففي درنة وبنغازي وغيرها من مدن شرق ليبيا، فقدت الكثير من الأسر أبناءها بسبب تجنيدهم ترغيباً أو ترهيباً من قبل المتطرفين ـ وبدرجة اكبر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (الذي عرف بداعش) لإرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا. ففي العاصمة طرابلس بدأ نشاط داعش داخل المساجد، وفي مراكز تحفيظ القرآن بهدف تعليم الأطفالأصول القرآن لكن في حقيقة الأمر يسعون إلى استدراجهم فكريا لزرع مفهوم الجهاد لديهم والزج بهم في الحروب.
ويدور القتال في عدة بلدات ليبية مثل في منطقة جبال نفوسة، ويُعتقد أن بلدات يفران والقلعة والزنتان ونالوت هي الأكثر تأثراً من الصراع في ليبيا حيث فقد السكان منازلهم والعديد من أقاربهم وأصبحوا ينتظرون المساعدات من المنظمات الدولية والأممية لإنقاذهم، ووفقاً لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، فقد فر ما يقرب من 850000 شخص من ليبيا منذ بداية الأزمة التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وقد ٍفر نحو 300000 شخص إلى مصر، وأكثر من 400000 إلى تونس وما يزال التدفق مستمرا بسبب استمرار القتال في العديد من المناطق في ليبيا.
ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا، جميع الأطراف المسلحة لوقف فوري وعاجل لإطلاق النار بغرب وجنوب وشرق البلاد، وذلك استجابة لدعوات الأمم المتحدة وذلك لتوفير بيئة مواتية للحوار والدفع بالحوار السلمي وعملية السلام و تحسين الوضع الإنساني لشعب الليبي. كما دعت اللجنة في بيانٍ لها جميع الأطراف المتنازعة إلى احترام القانون الدولي الإنساني لتخفيف المعاناة الانسانية للنازحين والفارين من مناطق النزاع وحماية ضحايا النزاعات وخاصة المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمعاقين والمرضى.
والوضع الإنساني المتردي في ليبيا هو نفسه في سوريا، حيث اتخذت التنظيمات المتطرفة الأطفال كوقود للنزاع العسكري، حيث أن قرابة 17   ألف طفل سوري قتلوا خلال النزاع فضلا عن الآلاف المشردين في الملاجئ الذين لا يلوح لهم مستقبل واضح.
تركت غارات الحرب السورية المستمرة منذ فترة طويلة على منطقة "جوبر" في العاصمة السورية دمشق، الأطفال أمام عدة خيارات أسوأها الموت قصفًا، أو الإصابة المنتهية بالمشي على عكازين
وحسب إحصاءات للشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن القوات النظامية اعتقلت حوالي 9500 طفل، قتل منهم أكثر من 95 تحت التعذيب. إضافة لجرح حوالي 280 ألف طفل، ونزوح 4.7 ملايين طفل بينهم 2.9 مليون لاجئ، مما أدى لحرمان أكثر من ثلاثة ملايين طفل داخل وخارج سوريا من التعليم.
وتبرز الشبكة كذلك انتهاكات أخرى، ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة، بقتل حوالي 304 أطفال واعتقال قرابة ألف طفل. كما أبرزت الشبكة أن تنظيم الدولة الاسلامية قتل أكثر من 130 طفلا واعتقل ما لا يقل عن 455 آخرين، وجند المئات منهم في صفوفه. 
ولم يتورع النظام السوري حسب العديد من الحقوقيون من تعريض حياة المئات من الأطفال للموت من خلال استخدامه السلاح الكيمياوي حيث قتل حوالي 400 طفل في غوطة دمشق، كما أن استهداف المدارس بالقصف والتفجيرات أودى بحياة عشرات الأطفال كما حدث في عكرمة بحمص والقابون بدمشق فضلا عن إلقاء البراميل المتفجرة في ريف إدلب والتي تسببت في مقتل العديد من الأطفال والمدنيين.
وتطالب منظمات دولية ومختصة في حقوق الانسان بحماية الأطفال داخل سوريا والعمل على تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم وتوفير مدارس يتعلمون فيها،خصوصا وأن الجيل القادم من أطفال سوريا مهدد بالجهل بسبب عدم التحاقه بالمدارس.
ولا تستثني الانتهاكات اطفال ليبيا او سوريا، فأطفال غزة هم ايضا يعانون من انتهاكات الاحتلال وخصوصا ما تعرضوا له جراء العدوان الغاشم الذي ارتكب بحق الطفولة البريئة على مرأى ومسمع من العالم، وهو ما جعل جامعة الدول العربية تدعو إلى وضع خطة عمل دولية لتوفير نظم خاصة لحماية الأطفال في المنطقة العربية، خاصة في فلسطين ومناطق النزاع لتطوير قدراتهم في بيئات آمنة.
واحدة من بين 140 صورة فوتوغرافية، التقطت بمهارات بدائية، استطاع من خلالها 500 طفل، من أبناء اللاجئين السوريين، لم يتجاوز أكبرهم سن الثانية عشرة، إيصال صورة المعاناة التي يعيشونها مع ذويهم في مخيمات اللجوء المنتشرة في العديد من المناطق اللبنانية. هي مبادرة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالتعاون مع جمعية مهرجان الصورة "ذاكرة" اللبنانية، شملت 500 طفل من أبناء النازحين السوريين في لبنان، تتراوح أعمارهم بين 7 الى 12 عاما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق