الأحد، 9 نوفمبر 2014

ليبيا_ماذا قال شباب بنغازي عن الانتفاضة ضد المتشددين؟

شباب الأحياء يحرسون مداخلها (photo: )
شباب الأحياء يحرسون مداخلها
شهدت شوارع بنغازي منذ ليلة الرابع عشر من أكتوبر ازدحامًا نتيجة إغلاق بعض منها بسواتر ترابية من قبل شباب الأحياء، فيما اكتظّت الأسواق بالمواطنين الذين ذهبوا لشراء المواد الغذائية وحاجياتهم الأساسية، كما طال الازدحام محطات الوقود فيما يشبه حالة استنفار، وذلك بعد تردد دعوات لما يُسمى بـ «انتفاضة 15 أكتوبر»، والداعية إلى التظاهر بالسلاح ضد من سموهم «الخوارج» وطردهم من داخل الأحياء، تمهيدًا لدخول قوات الجيش الوطني إلى المدينة للسيطرة على مرافقها الحيوية والمعسكرات ومداخل المدينة.
وانتشرت تحذيرات بعدم التجول بالسيارات في الطرقات العامة ودعوة شباب الأحياء للخروج لحماية مناطقهم، وترقّب الشارع في بنغازي هذه التظاهرة للخروج من حالة الاقتتال التي لم تتوقّف منذ ما يقارب الستة أشهر تسبّبت في نزوح كثير من الأهالي بعدما دمرت بيوتهم جراء القصف.
ونشر الناطق الرسمي باسم عملية «الكرامة» الرائد محمد الحجازي، في وقت سابق بيانًا طالب فيه الشباب الذين يرغبون في مؤازرة الجيش بـ«تأمين مناطقهم بحيث لا يسمحون للخوارج برماية آليات وأفراد الجيش عند دخولها المدينة، وألا يسمحوا لهم بالاختباء داخل الأحياء في حال تمت مطاردتهم».
واليوم وبعد مرور 24 يومًا على الانتفاضة التي بدأت بتاريخ 15 أكتوبر شهدت مدينة بنغازي مواجهات عنيفة في أحيائها، وآخرها ما يدور من اشتباكات في منطقة الصابري وحي بلعون وسوق الحوت وشارع النهر، وتتعرض المدينة إلى شبه حصار وبدأت المواد الغذائية والخضراوات في المحال في تناقص شديد هذا الأسبوع، نتيجة وقوع الاشتباكات في مناطق الأسواق، هذا عدا نزوح كثير من السكان إلى شرق البلاد وغربها بحثًا عن ملجأ آمن، ولا يزال شباب المناطق يقومون بمهامهم في تأمين الأحياء واضعين السواتر وحاملين الأسلحة تحسبًا لأي مواجهات.
وفيما يرى البعض أن اللواء خليفة حفتر نجح في كسب تأييد الشارع، وأن شباب بنغازي مهمتهم هي تحرير مناطقهم، وهذه كانت رغبتهم يوم أعلنوا الخروج في 15 أكتوبر، والشباب موجودون بسلاحهم ويحاربون لأجل بنغازي برضاهم الكامل، يصف آخرون هؤلاء الشباب «بالصحوات» تشبيهًا بصحوات العراق التي جاءت نتاج تفكير الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق، الذي جيء به بعد إقالة سلفه خصيصًا لانتشال الجيش الأميركي من المستنقع العراقي، ومبادرته بإنشاء الصحوات بإغراء زعماء العشائر بالمال حينًا والجاه حينًا آخر.
«بوابة الوسط» التقت بعضًا من الشباب الذين بادروا لمساندة قوات الجيش في مواجهاته مع قوات مجلس شورى الثوار، التي تسعى لفرض سيطرتها على مدينة بنغازي بقوة السلاح، والذين يتلقون دعمًا من المؤتمر الوطني المنتهية صلاحيته، والرافضين قرارات مجلس النواب بوضع السلاح وانضمامهم إلى الجيش أو الشرطة أو العودة إلى حياتهم المدنية.
ضد الظلم
«س ع» قال مجيبًا عن السؤال حول الدافع إلى خروجه يوم 15 أكتوبر: «شاركنا في الانتفاضة على الظلم وقتل الأبرياء والاغتيالات ونحن أيضًا تعرضنا للخطر، وفي كل مرة يأتون إلى البيوت ليقتلوا وسيأتي الدور علينا جميعًا، نحن مجبرون على الوقوف مع الجيش الليبي في القتال معه ضد قوات أنصار الشريعة وقوات مجلس شورى الثوار».
فيما أضاف «س ع»: «هم تحالفوا مع المنحرفين وضموهم لقواتهم ولكن اللواء خليفة حفتر جمع الشباب الطاهر والأسوياء وهم من سيحررون البلاد، ولقب الصحوات لا يعنينا في شيء والرسول عليه الصلاة والسلام سماهم ووصفهم بالخوارج وكلاب أهل النار، ونحن شباب هذا الحي لا نطمح في أي مقابل نظير وقوفنا وكله لوجه الله تعالى ثم للوطن الذي نحن فداء له».
تلقي الدعم
وعما إذا تلقوا دعمًا سواء أسلحة أو تموين، قال «س ع»: «لم يأتنا دعم من الجيش سواء كان سلاحًا أو تموينًا إلا بعض الإغاثات من أهل الخير في الحي، والأهالي رحبوا بنا لأنهم أصبحوا في أمان مطمئنين على أنفسهم وأبنائهم وممتلكاتهم».
«ص م» أحد الشباب المشرفين على تنظيم وتنسيق فترات الوقوف عند مدخل أحد الأحياء أضاف: «وقوفنا هنا هو لحماية المنطقة بالدرجة الأولى من الإرهابيين والخوارج، نحن شباب ليبيون وخائفون على أهالينا وأخواتنا وليس لدينا أي هدف آخر نريد سلامة المواطنين وراحتهم وراحة أبنائنا جيل المستقبل هذا ما نريده، ولا نريد أي مقابل ولا نطمع في مال أو جاه، والدعم بمجهوداتنا الذاتية من شباب المنطقة».
وتابع «ص م»: «الجميع رحب بالفكرة وتضامن معنا لأنهم شعروا بالأمان في بيوتهم، لأن هناك أصحاب النفوس المريضة من السراق الذين يستغلون الفرص وهناك من يفتعلون المشاكل فنحن وفرنا الحماية للناس من السرقات وغيرها، ما نريده هو الراحة والاستقرار والأمان ومستقبل زاهر للبلاد من أجل أطفالنا وشبابنا، والقضاء على البطالة التي يعانونها ويتحصلوا على تعليم وأعمال تقيهم من الانحراف والضياع، ونحن نتأسف على توقف الدراسة والأعمال ولكن ما بعد الضيق إلا الفرج».
«س ح» جندي سابق في القوات المسلحة الليبية عاد ليحمل السلاح بعد الدعوة التي وجهت لشباب الأحياء من قبل الجيش الليبي قال: «دافعنا الحقيقي هو التخلص من الذين يغتالون أفراد الجيش والشرطة وأنا في منطقتي مع الشباب وسوف نتصدى لهم، اللواء خليفة حفتر قاد المعركة هو ومعه ضباط آخرون أشاوس وشجعان، ومعهم أيضًا ضباط صف وجنود أبطال والشباب هنا من المحترمين والخيرين، وبعضهم من الطلبة ومنهم عسكريون ومدنيون ووقفوا مع منطقتهم وبلادهم، وسنبقى هنا إلى آخر لحظة وهم لا يطمعون في مقابل ولا نملك إلا مرتباتنا».
ويستطرد قائلاً: «كما أننا لا نتلقى أي دعم من الجيش أو أي جهات أخرى، وما نحتاجه فقط هو الدعم المعنوي والأهالي رحبوا بنا ووقفوا بجانبنا وتمكنا من الدخول إلى بيوت المشتبه في ضلوعهم في الاغتيالات، ووجدنا أسلحة وذخائر، وندعو الله أن تنتهي هذه الفوضى وتستقر ليبيا وينتصر الحق».


شباب الأحياء يحرسون مداخلها
شباب الأحياء يحرسون مداخلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق