الاثنين، 10 نوفمبر 2014

ليبيا_قلة الإمكانات والخبرة.. أسباب تعيق تغطية الحرب ببنغازي

ارشيفية (photo: )
ارشيفية
شح في المعلومات وبعضها مغلوط والآخر كاذب، حالة يعيشها المواطن في بنغازي تفتح باب التساؤل عن موقع صحفيي المدينة وما يعيق عملهم في أيام الصراعات والاشتباكات التي يحتاج فيها الناس بشدة للمعلومات والأخبار، فترى أين هم صحفيو بنغازي مما يحدث الآن؟
يجيبنا عن هذا التساؤل المصور الصحفي فاتح مناع بالقول إن: «تصوير الاشتباكات يحتاج إلى تجهيزات خاصة مثل السترة الواقية من الرصاص، والمميزة للصحفي، وفي بنغازي خاصة لم تخلق الأطراف المتنازعة أي جسور للتواصل إلا مع بعض القنوات الإعلامية التي يعاني أفرادها خلال رحلة البحث عن الخبر معرضين أنفسهم للخطر الدائم».
ويضيف مناع: «ليس عامل الخبرة وحده الكفيل بتأمين حماية للصحفي، فمن خلال تجربتي خاض كثير من الإعلاميين في مدينة بنغازي في مواقع الاشتباكات أثناء الحرب ضد القذافي ومنهم من قتل ومنهم من أصيب، والصعوبة التي تواجهنا حاليًّا تكمن في قلة الإمكانات، هذا بالإضافة إلى مدى الإرباك الذي يدور حاليًّا، فالصحفي إن لم يكن معروفًا فإن وجوده بكاميراته للتصوير في الشارع لا يقل خطرًا عن حمله السلاح».
أما الصحفي الطيب عبدالمالك فيرى أن إمكانية التعرض للقتل أو الخطف وعدم وجود جسم حكومي يدافع عن الصحفيين ويضمن حقوقهم وعدم تعاون بعض المصادر هو ما يؤثر على وجود الصحفي في مدينة اشتباكات كبنغازي.
ويؤكد أن للخبرة دورًا كبيرًا في عمل الصحفي خاصة في أوقات الحروب، ففي مثل هذه الظروف يجب أن يكون لدى الصحفي الخبرة الكافية.
وعن التغطية الإعلامية للصحف الأجنبية داخل المدينة وتفوقها على نظيرتها المحلية، يوضح مناع وعبدالمالك أن هذه الصحف لا توجد في أماكن الصراع في بنغازي بشبكة مراسليها وإنما تعتمد على متدربين ليبيين، معظمهم للأسف لا يلتزم الحياد.
ويتابع مناع قائلاً: «معظم الوكالات الصحفية العالمية لديها مراسلون من أبناء بنغازي تم إعدادهم وتدريبهم وتجهيزهم، مما يؤكد ضرورة إعداد الصحفيين المحليين مهنيًا وتجهيزهم بالمعدات والمساعدة في توفير شبكة علاقات عامة لهم تسهل الوصول إلى المعلومة من جميع الجهات».
فيما يقترح عبدالمالك انخراط الصحفي المحلي في دورات صحفية عن الحروب، إضافة إلى أهمية وجود جسم يدافع عنهم ويضمن لهم حقوقهم في حال تعرضهم للأذى.
أما الصحفي بصحيفة «الأحوال» الصادرة عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة ببنغازي سليمان الأحول فيرى أن أهم ما يمنع الصحفي من تغطية ما يجري من اشتباكات وحروب بليبيا هو عدم التنسيق مع الجهات الرسمية كالجيش حتى توفر له الحماية والدعم اللازم.
ويضيف عن الخبرة أنها وبلا شك تشكل سببًا رئيسًا في عدم نزول الصحفي للشارع، متابعًا: «صحفي الحروب له مميزات وشروط خاصة أقلها التفاعل مع ذوي الخبرة في تغطية الحروب والمواجهات المسلحة، والصحافة في ليبيا لا تتوافر لها أدوات العمل حتى في السلم فما بالك بالمواجهات المسلحة».
ويلاحظ الأحول أن الصحفيين الأجانب لم يغطوا الصراع الدائر في بنغازي اليوم، مضيفًا: «ومما قرأت في بعض الصحف العربية والدولية السبب هو أن المخاطر كثيرة، وهي أكثر مما كانت عليه أثناء ثورة 17 فبراير 2011، فالتوجهات والولاءات لا يمكن التعرف عليها اليوم إلى جانب انتشار السلاح وتعدد مواقع المواجهات».
ويشير إلى أن الحياد التام في الصحافة والإعلام هو فقط نظريًا، ولكن في واقع الممارسة نسبي والمهنية والحرفية هي الفيصل في أن يكون عدم الحياد ظاهرًا للعيان أو يصعب على غير المتخصص كشفه، وعندما يتعلق الوضع بقضية الوطن، فالصحفي الذي يغطي حربًا لها علاقة بمصير وطنه يجب أن يكون بينه وبين الجهات العسكرية التابعة للجهات الشرعية المعترف بها تنسيق.
ويضيف أن التنسيق مع الجهات الرسمية في الدولة وتوفير قاعدة بيانات عن الصحفيين، والتواصل مع الفاعلين والقادة في وحدات الجيش مهم جدًا لصحفي الحرب عند نزوله لتغطية الأحداث في ساحة المعارك.
أما الصحفية بصحيفة «فبراير» ببنغازي حنان كشبة فإنها ترى أن «الكل يعرف أن الصحافة هي مهنة البحث عن الحقيقة، وبالتالي فإن الحقيقة لمن يريد الوصول إليها غالية الثمن وتحديدًا في زمن الحروب، وبالنسبة لي لم أقم بأي تغطية أو عمل صحفي للحرب الدائرة في مدينة بنغازي، والأسباب الحقيقية ترجع لعدة أمور منها نقص الخبرة الكافية للعمل الصحفي وقت الحروب والأزمات ونقص الدورات التدريبية للعمل وقت الأزمات والحروب».
فيما تتفق مع زملائها في أهمية توفير دورات تدريبية للعمل الصحفي وقت الأزمات والحروب، وتفعيل قانون يضمن حماية الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بصفة عامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق