الخميس، 6 نوفمبر 2014

ليبيا_جبريل: مبادرة أمميّة مرتقبة لحل الأزمة الليبية

محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي (photo: )
محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي
وصف رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل حوار غدامس بـ«الشاق»، مشيرًا إلى أنَّ الفضل يرجع لبعض الأطراف المشاركة، وفي مقدمتهم رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة برناردينو ليون وأعضاء البرلمان والمقاطعين، لا سيّما عضو مجلس النواب عن مدينة مصراتة فتحي باشاغا، قائلاً: «إنهم اتّخذوا قرارًا جريئًا بالمشاركة في الحوار».
وأضاف جبريل الذي تحدّث لبرنامج «بانوراما» المُذاع على قناة العربية الإخبارية، أنّ الجولة الثانية من حوار غدامس تواجه صعوبات بالغة وكبيرة، معربًا عن أمله في أن يواصل الفرقاء الحوار للوصول إلى حل يقضي بإخراج البلاد من أزمتها الراهنة.
مبادرة أممية
وتوقّع جبريل أن تكون هناك مبادرة أممية جديدة حول ليبيا خلال الأيام المقبلة، لافتًا إلى أنها ربما تشتمل على بعض النقاط التي تُعد مسار تساؤلات لدى الشارع من متضرري الأحداث الجارية الآن بالبلاد، في مقدّمتها إخلاء كافة المدن من كل التشكيلات المسلّحة، وأن يتم تسليم كافة المطارات ومؤسسات الدولة إلى الحكومة الشرعية، داعيًا إلى ضرورة توفّر رقابة لصيقة للمياه الليبية لوقف تدفق شحنات الأسلحة التي تزهق أرواح الليبيين.
وقال جبريل إنَّ ليون التقى خلال الأيام الماضية أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة، للحديث صراحةً عن ضرورة فرض عقوبات ضد معرقلي الحوار كما تحدّث الطرفان عن منح مهلة زمنية تقدّر بشهر لإنجاز كافة الأمور، وهو ما يُمكن أنْ يضع حدًا لحالة التدهور التي تشهدها البلاد.
وأشار رئيس تحالف القوى الوطنية إلى أنّ القضية الليبية تم تدويلها بالفعل خلال الأيام الأخيرة بشكل واضح، وأن الأطراف الدولية باتت تملك كلمة مؤثرة في المشهد، مطالبًا الأطراف الخارجيّة المتورّطة في الصراع برفع الأيدي عن ليبيا.
تجار حروب
واعتبر أنّ الأوضاع الحالية في ليبيا حوّلت كثيرين من أطراف الصراع والمشاركين فيه إلى "تجار حروب"، وأصبح من مصلحتهم أن تستمر الحرب الحالية لتحقيق مكاسب، قائلاً: "إنَّ الحرب في ليبيا تمثِّل مصالح اقتصادية للبعض".
واعتبر جبريل أنَّ الحوار الذي يطرح الآن قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد، مشددًا على ضرورة تقديم اعتذار للمتضرّرين من الوضع الراهن خاصة النازحين والذين أحرقت منازلهم، مطالبًا بضرورة تقديم المتورّطين في تلك الانتهاكات للمحاكمات.
المبادرات العربية
وعن المبادرات العربية، قال جبريل: "إنَّ المبادرات العربية المتعلّقة بليبيا كقميص عثمان وهي كلمة حق أريد بها باطل"، معربًا عن أمله في أن تكون ثمة مبادرة عربية واحدة تجاه ليبيا على غرار اتفاق الطائف بشأن لبنان.
وقال جبريل إنَّ المؤشّرات على الأرض تؤكِّد أنَّ ثمة بعض الدول في المنطقة باتت تتصل بالمكونات الثقافية والعرقية للدفع بها نحو الاستقلال الذاتي في محاولة لاستقطابها.
وأشار جبريل إلى أنَّ الكثيرين من عناصر التطرف دخلت ليبيا تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ولم يتحرك بشأنها، والآن أصبحت تمثِّل خطرًا على شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، قائلاً: "إنّ استقرار المنطقة هو من استقرار ليبيا".
وقال جبريل إنَّ عدم الاستقرار في ليبيا يهدد دول الجوار "مصر وتونس وتشاد والنيجر والجزائر وكذلك الدول الأوروبية".
وبَيّن أن محاربة الإرهاب لابد أن تكون مشتركة بين كافة أطراف الحوار في ليبيا، داعيًا شيوخ المناطق الغربية الكبيرة إلى التدخل وإعادة التوازن في المشهد الليبي، قائلاً: "بإمكان شيوخ القبائل أن يلعبوا دورًا كبيرًا في دعم المبادرة الأممية الجديدة".
كما دعا جبريل خلال اللقاء إلى ضرورة أن تتضمّن المبادرة الدولية الجديدة حول ليبيا "إدارة عالمية للتصرف في أموال ليبيا التي تتعرّض لفساد فاضح" لأنها رزق الليبيين".
مجلس النواب
وعن مجلس النواب الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق، قال جبريل "إنّ مجلس النواب هو ممثل إرادة الليبيين التي لا يمكن رفضها"، داعيًا الشارع الليبي إلى الابتعاد عن اليأس للحفاظ على الوطن بعدما ضاعت الدولة.
وعن نقل البرلمان إلى بنغازي، أشار جبريل إلى أنَّ الظروف الأمنية كانت وراء عدم عقد جلسات مجلس النواب في مقره الرئيسي بمدينة بنغازي، وذلك حسب تقرير وزير الداخلية، مشيرًا إلى أنه لا داعي لعقد الجلسات في بنغازي حال استمر التدهور الأمني حتى لا تتعرَّض حياة النواب للخطر، قائلاً: "إنّ الإعلان الدستوري يسمح أيضًا للبرلمان بالانعقاد خارج بنغازي لأسباب أمنية".
وتابع: «لابد أن تكون ثمة مسارات متوازية لحل الأزمة في ليبيا وأن يؤمن أعضاء البرلمان أنهم ممثلون لكل الليبيين وليس مناطق فلا إقصاء في الوطن، كما أنه لابد أن يعترف أعضاء المؤتمر الوطني العام بالبرلمان الجديد المنتخب، وأنه لابد من أخذ العبرة من تونس التي تعتبر نموذجًا يحتذى به».
ودعا جبريل إلى ضرورة تشابك الأيدي لمحاربة الإرهاب، حيث قال: «إذا لم نحارب الإرهاب بأنفسنا سيأتي المجتمع الدولي ويحاربه فوق أراضينا. الليبيون هم الذين سيحدّدون الاتجاه الذي ستسير فيه الأمور في بلادهم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق