الخميس، 9 أكتوبر 2014

ليبيا _مسؤول بالآثار: 17مسلحًا يعتقد أنهم سلفيون اعتدوا على مسجد أحمد باشا*

مسجد أحمد باشا (photo: )
مسجد أحمد باشا
قال مسؤول بمصلحة الآثار الليبية إن التهديدات التي يتلقاها مسؤولو المصلحة من أشخاص ذوي توجهات إسلامية تمنعهم من التوجه إلى الجهات الأمنية والقضائية للإبلاغ عن الاعتداءات على الآثار ومقاضاة المتورطين فيها.
وأضاف المسؤول لوكالة «الأناضول»، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، تعليقًا على حادث الاعتداء على مسجد أحمد باشا القره مانللي بالعاصمة طرابلس أول من أمس، أنه «رغم استمرار سريان قانون حماية الآثار السابق الذي يجرّم ويقضي بعقوبات مشددة لمن يعتدي على أي آثار ليبية، إلا أن مصلحة الآثار لا تستطيع التوجه للجهات القضائية لمقاضاة الجناة الذين نعرف أنهم ذوو توجهات إسلامية لتلقينا تهديدات».
وتابع: «هؤلاء اعتدوا خلال السنوات السابقة على كثير من الآثار الإسلامية، بسبب فتاوى دينية خاصة بهم»، ولفت إلى أنهم أبلغوا الحكومات المتوالية منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي في 2011 عجزهم التام عن حماية الآثار الليبية، لكن دون جدوى.
وبشأن واقعة الاعتداء على المسجد قال شهود عيان لـ«الأناضول»: إن مجموعة تبلغ نحو 17 شخصًا تظهر هيئاتهم أنهم ينتمون للتيار السلفي، قامت أول من أمس بالدخول للمسجد وسط المدينة القديمة وحفر أرضية المسجد لعمق مترين، واقتلاع لوحات الزخرفة والفسيفساء من جدران المسجد، وإزالة المنبر والمحراب الأثريين، وكذلك نبشت قبر أحمد باشا القره مانللي، وقبور عشرات أمراء الأسرة القره مانللية بالأروقة المتاخمة للمسجد.
وأفاد أهالي المنطقة بأن عراكًا نشب بينهم والمجموعة المعتدية على خلفية جلب شاحنتين لنقل رفات القبور وركام الحطام من المسجد، ونقلوا عن المجموعة المعتدية قولهم إن لديهم تصريحًا حكوميًا بتجديد المسجد، وعن اللجوء للجهات الحكومية، قال مسؤول بجهاز إدارة المدينة القديمة لـ«الأناضول»: إن تهديدات وجهت من قبل مجهولين إبان تعرض مسجدي «قرجي» و«المشاط» ومدرسة «عثمان باشا» لموظفي الجهاز إذا تقدم أي منهم بشكوى إلى القضاء أو الحكومة.
وأضاف المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن نسبة الدمار بمسجد أحمد باشا القره مانللي كبيرة جدًا، مشيرًا إلى عدم إمكانية ترميم المتبقي منها، أو إمكانية إعادة اللوحات والأرضيات الأثرية إلى المسجد، ومضى قائلاً: إن «العملية لم تكن اقتلاعًا بل تدمير وتكسير واعتداء بالقوة على الرغم من محاولات المنع من قبل بعض الأهالي».
ولا يزال حتى الآن يمنع بعض الشباب الذين يشتبه في انتمائهم للتيار السلفي المواطنين من الدخول إلى المسجد، الذي يبدو على مدخله الخارجي آثار تهشيم وتكسير، حسب مراسل «الأناضول».
وتعرّضت المدينة القديمة بطرابلس إلى حوادث مشابهة خلال العامين الماضيين؛ حيث تعرضت مدرسة «عثمان باشا» ومسجد «قرجي» ومسجد «المشاط» وضريح «القيسي» إلى عمليات تخريب ونبش قبور الولاة الأتراك، وتهشيم لوحات فسيفسائية وفنية، ونقل رفات القبور إلى أماكن مجهولة، واتهم أهالي المدينة وقتها التيار السلفي بالوقوف وراء الاعتداءات.
وحسب عالم الآثار الليبي، سعيد المباركي، فإن مسجد أحمد باشا يعد من أقدم وأهم معالم المدينة التاريخية، إذ أسس بحسب المباركي العام 1737 على يد مؤسس الدولة القرمانللية أحمد باشا القره مانللي، ويحوي المسجد منبرًا ومحرابًا أثريين يعدان الأقدم في طرابلس ومجموعة من اللوحات الفنية الإسلامية تزين حوائطه، إضافة إلى أعمدة رخامية نقلت من مدائن أثرية رومانية، وبعد عدة سنوات من إنشائه ألحقت بالمسجد مدرسة إسلامية استخدمت في تعليم الدين الإسلامي لقرون مما حدا بمؤرخي ليبيا إلى وضع المسجد في مصاف الجامع الأزهر بمصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق