الأربعاء، 16 يوليو 2014

ليبيا _معركة «مطار طرابلس» توقع ليبيا في شرك التدخل الدولي&




أثار الاشتباكات التي وقعت بمحيط مطار طرابلس (photo: )
أثار الاشتباكات التي وقعت بمحيط مطار طرابلس

بوابة الوسط

يبدو أن الأزمة الليبية قد دخلت طريقًا مسدودًا بعد التصعيدات الأخيرة بالعاصمة طرابلس، وتأكيد الثوار الإسلاميين إصرارهم على «تحرير» مطار طرابلس الدولي من مسلحي الزنتان (غرب)، وتلويح الحكومة الموقتة بطلب تدخل دولي لبسط سيطرتها على المرافق العامة وحماية المدنيين.
فهل تلجأ الحكومة الليبية إلي ورقة التدويل وطلب قوات الحماية الدولية من الأمم المتحدة؟ أم أن سُبل الوساطة والتهدئة قد تنجح في إخماد نار الفتنة وعودة الأمن والاستقرار إلي البلاد.
جريدة «الحياة» اللندنية، تناولت في تقرير أوردته اليوم، الأربعاء، مخاطر الأوضاع السياسية والعسكرية المتوترة حاليًّا في ليبيًا، ناقلة عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ما صرح به الثلاثاء، من دعوة بلاده إلى وقف العنف «الخطر» في ليبيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة «تعمل من خلال مبعوثيها لإعادة السلام» هناك، وتتواصل مع القادة الليبيين لإنهاء الاضطرابات.
وذكرت «الحياة» أن اتصالات ومشاورات جرت أمس لحلحلة عقدة المطار وتفادي تدخل عسكري أجنبي، وذلك في إطار صيغة لتسليم قوة أمنية مشكّلة من مناطق عدة أمنَ المطار والطريق المؤدية إليه، وانسحاب مقاتلي الطرفين منه.
ثوار ليبيا والموالون لحفتر
ولفتت الجريدة إلى توعد «غرفة عمليات ثوار ليبيا» التي تضم مقاتلين من مصراتة ومناطق أخرى، بـ «عملية كبيرة وضخمة العتاد» لـ «تحرير» المطار من مسلحي الزنتان المتحالفين مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود معارك «الكرامة» ضد تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، تلك المعركة التي تصاعدت حدتها في الساعات الأخيرة بمواجهات أسفرت عن عشرات القتلى.
درع الوسطى والحياد
في المقابل، أكد أحمد هدية الناطق باسم «درع الوسطى» القوة الأساسية التابعة لمصراتة، وقوفها على الحياد في اشتباكات طرابلس التي «لا تخدم المصلحة الوطنية وتفاقم حال التردي الأمني بشكل كارثي».
وقال هدية، لـ «الحياة»: «إن مصراتة لم تتدخل، ولكن كل الانتقادات موجهة إليها، في حين لا يجرؤ أحد على توجيه أي لوم إلى الزنتان وكتائبها المنتشرة في طرابلس وتسيطر على المطار».
ويشير هذا التصريح إلى تباين في المواقف بين «الدرع» والقوات المشاركة في الهجوم على المطار بقيادة صلاح بادي، عضو البرلمان السابق عن مصراتة.
وشهدت مناطق القتال في طريق المطار وداخل طرابلس نزوح عدد كبير من العائلات، بسبب القصف العشوائي بصواريخ «غراد» والذي طاول منازل كثيرة، وأسفر عن سقوط 26 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وأشارت الجريدة إلى أن الخسائر الأولية لمعركة المطار التي بدأت الأحد، قدرت بملايين الدولارات من جراء أضرار لحقت في منشآته وتجهيزاته، إضافة إلى إصابة برج المراقبة وسبع طائرات.
مهلة وتحذير
لكن الخطورة الأكبر انعكست في إعلان المنظمة الدولية للنقل الجوي (آياتا) أنها تمهل الحكومة الليبية «شهرًا واحدًا» لإخلاء مطاراتها من الميليشيات المسلحة، «بعد تلقي آلاف الشكاوى»، وهددت المنظمة بسحب الرموز الملاحية للمطار، مما يؤدي إلى وقفه نهائيًا.
في المقابل، أبلغت مصادر ملاحية مطلعة «الحياة» أمس أن مسؤولي مطار مصراتة نجحوا في التواصل مع نظرائهم في مالطا لإبرام اتفاق يسمح بالاستعانة بأجهزة التحكم والسيطرة في مطار فاليتا من أجل تأمين حركة الإقلاع والهبوط في مصراتة، بما يبقي مطارها مفتوحًا، ويؤمن حركة المسافرين من أنحاء ليبيا، علمًا بأن مطار بنغازي مغلق أيضًا.
الموقف الحكومي
وأبلغ «الحياة» الحبيب الأمين وزير الثقافة ورئيس لجنة الأزمة في الحكومة الموقتة أن اللجنة أطلعت سفراء ودبلوماسيي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى ليبيا، على الأوضاع المتردية، في محاولة للتوصل إلى صيغة لإشراكهم في إيجاد آلية لحماية المدنيين.
وقال الأمين: إن الحكومة «أرادت الاطلاع على مدى استعداد المجتمع الدولي للمشاركة في إنهاء الأزمة والمساهمة في تزويد الحكومة بالمستلزمات الكفيلة بمساعدتها على حفظ الأمن».
وأشار الوزير الليبي إلى أن قرار مجلس الأمن الرقم 1970 بشأن التدخل لحماية المدنيين في ليبيا إبان الثورة على نظام معمر القذافي، سيشكل «المرجعية لخطوات آلية إشراك المجتمع الدولي في حل جذري». ووصف الوزير الليبي الصراع على مطار طرابلس بأنه «عمل تخريبي، لن يوقف تنفيذ قرار لا مفر منه بإخلاء مطار طرابلس (من المسلحين) وتسليمه إلى الطيران المدني».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق