الاثنين، 23 يونيو 2014

ليبيا في رمضان.. أمل بعودة الأمن&

 الجزيرة .نت: خالد المهير-بنغازي: يأمل الليبيون أن يجلب شهر رمضان المبارك معه السلام والأمن والطمأنينية إلى بلاد ما زالت ترزح تحت وطأة وضع أمني متدهور واقتصاد يتداعى، ومشاكل سياسية واجتماعية لا تعد ولا تحصى. في شوارع حي الرويسات ببنغازي شرقي ليبيا، الشهيرة بمطاحن الأكلات الشعبية "كالزميتة" و"الروينة" و"دقيق الشعير". حضرت نفحات شهر رمضان، وغابت عن المشهد أصوات راجمات الصواريخ وقذائف الهاون وأحداث العنف والسياسة. جاءت السيدة رحمة حسن الفيتوري (70 عاما) وهي تكابد كبر السن والمرض والهوان لشراء احتياجات الشهر الفضيل من البهارات ولوازم المطبخ الليبي، وشكت همها بسبب انقطاع مرتبها البسيط الذي لا يتجاوز مئات الدنانير واستفحال العنف والفوضى في المدينة. ولم تجد هذه العجوز في حديث مقتضب للجزيرة نت، غير الدعاء أن يخفف الله عنهم وطأة الحياة الصعبة، ويدخل في قلوبهم "الرحمة والمحبة والتسامح".
أوضاع خطيرة

 
رائحة مطاحن شارع الرويسات في بنغازي تغطي على أجواء العنف
الحاج عبد الله سليم العمامي -الذي قابلته الجزيرة نت، في إحدى مطاحن الرويسات- استبشر خيرا بشهر رمضان هذا العام، مؤكدا أن الله لن يتخلى عن هذه البلاد ولا عن شعبها. ويأتي رمضان هذا العام في ظروف قاسية على الليبيين، إذ تطورت الأحداث العسكرية والأمنية في شرقي البلاد. وخيمت الأوضاع الأمنية الخطيرة على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والمالية وقفزت يوم أمس أسعار العملة الأجنبية، وتحديدا الدولار في الأسواق الموازية إلى 1.53 دينار للدولار الواحد. وفي مدينة بنغازي، أدت الاشتباكات بين القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر وأنصار الشريعة والانفلات والسطو المسلح، إلى إغلاق عدد من المصارف التجارية. الانفلات الأمني "الرهيب" حسب وصف سكان بنغازي، يقف حائلا أمام المواطن محمد الجازوي للذهاب إلى صلاة التراويح والفجر. ويؤكد للجزيرة نت أنه لن يسهر خارج بيته في هذا الشهر الكريم خلافا للأعوام السابقة.

معاناة قرية


 
هموم كثيرة يحملها المواطن الليبي هذه الأيام 
لكن الحال مختلف في قرية امساعد الحدودية القريبة من مصر، فقد قال الصحفي عادل الزاعم إن ألف عائلة ليبية "محرومة" من "منحة القذافي" التي تسمى "المحافظ الاستثمارية"، والتي لا تتجاوز خمسمائة دينار (الدولار يساوي 1.30 دينار) منذ مارس/آذار الماضي. وتعيش القرية البعيدة أزمة في مياه الشرب، حتى أن سعر صهريج المياه الصالحة للشرب وصل إلى 280 دينارا ليبيا، زد على ذلك أن المنطقة الحدودية تحولت إلى وكر لجميع "المجرمين واللصوص والبلطجية والمطلوبين الدوليين" على حد تعبير الزاعم. هذه الأوضاع دعت سلطات الجمارك إلى إغلاق المنفذ في وجه السيارات المصرية المحملة بالخضراوات والفواكه، وبالتالي ارتفعت أسعارها نتيجة وصولها من مدن سرت وجالو وزليتن ومصراتة. وكشف الزاعم للجزيرة نت، عن قضية أخرى استجدت في قريتهم بعد الثورة تنغص عليهم فرحتهم برمضان، هي تقسيم مساجد القرية النائية بين مساجد "للتكفيريين" وأخرى للسلفيين والصوفيين، متحدثا عن نزاع بين التيارات الإسلامية على من يتولى الخطابة والإمامة طيلة رمضان.

أزمة البنزين

وفي العاصمة طرابلس، فضلت العائلات الميسورة قضاء شهر رمضان في تونس ومصر والأردن نتيجة انقطاعات الكهرباء وأزمة البنزين. لكن الصحفي رضا فحيل يشير إلى زحمة كبيرة في أسواق الملابس بطرابلس استعدادا لعيد الفطر المبارك. وسألت الجزيرة نت فحيل عن أسباب الاستعدادات المبكرة للعيد قبل بداية رمضان، فقال إنها عادة دأبت عليها العائلات الطرابلسية في السنوات الأخيرة. وتحدث عن قلق المواطنين جراء استمرار أزمات البنزين والكهرباء والسيولة في المصارف حالهم في ذلك، حال جميع سكان المدن الليبية. وفي مدن الجنوب، انشغلت الأسر بتجهيز الأكلات المتوارثة منذ مئات السنين مثل "طحين الشعير" و"لحم الودان" الذي يُستخدم في شربة القصب. ويؤكد سكان في الجنوب الليبي، أنهم يستقبلون الشهر الفضيل بالدعاء والترحم والتجهيز لموائد الرحمن والصدقات، على أمل أن يُخرج الله ليبيا من كربتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق