الأحد، 1 يونيو 2014

ليبيا.. حكومتان وبرلمان منقسم وسلطة عاجزة*

ليبيا المستقبل 
وكالات: تمر ليبيا بأخطر أزمة سياسية تتمثل بوجود مؤتمر وطني عام (برلمان) منقسم وحكومتين متنافستين. وقد حصل هذا التطور على خلفية تصعيد أعمال العنف في الشرق والوقف التام تقريبا للانتاج النفطي. وما زاد الاوضاع غموضا، اعلان اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر نفسه في منتصف مايو قائدا "للجيش الوطني" وشن عملية لانقاذ البلاد من "الارهابيين" وتزايد شعبيته يوما بعد يوم، حيث تظاهر آلاف الليبيين الجمعة في طرابلس وبنغازي ومدن اخرى دعما لحفتر، منددين بالارهاب وتجاوزات المجموعات المسلحة.
 وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها "نعم للدولة المدنية" و"الشعب والجيش معا نقاتل الارهاب". كما حملوا نعشا كتبوا عليه "حكومة معيتيق" و"المؤتمر الوطني العام" و"انصار الشريعة". وعلى بعد مئات الامتار من ساحة الشهداء، في ساحة الجزائر، تجمع مئات المؤيدين للاسلاميين واطلقوا هتافات تندد بما سموه "انقلاب حفتر". بدوره تساءل حفتر عن جدوى حصول انتخابات في ليبيا في ظل الفوضى التي تعم البلاد. وأكد أن القاعدة في ليبيا تمارس أعمالاً لا يمكن تحملها، فكيف ستجرى انتخابات وسط قطع الرؤوس والأيادي، والتمثيل بالناس واحتجازهم في أماكن بعيدة. ولفت إلى أن المجموعات التي تقاتل الجيش تنتمي لتنظيم القاعدة، مؤكدا أن رؤوسهم موجودة في مفاصل المؤتمر الوطني نفسه. واعلنت الحكومة الليبرالية برئاسة عبدالله الثني انها ستلجأ الى القضاء لمعرفة هل يتعين عليها التخلي عن الحكم لأحمد معيتيق، الذي اختاره المؤتمر الوطني العام. 
واستهجنت رئاسة المؤتمر بيان حكومة عبدالله الثني، واعتبرت أن الامتناع عن التسليم يمثل سابقة شائنة وواقعة غير معهودة، محذرة من أن التصرف المذكور يرتب جرائم قانونية طبقا لقانون العقوبات، من بينها اساءة استعمال السلطة التي تستوجب الحكم بالحبس والعزل فضلا عن المخالفات الإدارية. في السياق عينه، قال سليمان دوغة المحامي والعضو السابق في المجلس الوطني الانتقالي السابق: "لدينا الان حكومتان وبرلمانان وجيشان، واخشى ان نصل قريبا الى دولتين او ثلاث". في غضون ذلك، ندد سكان منطقة "سيدي فرج" في مدينة بنغازي بما يجري من ترويع للآمنين وقتل المدنيين، معتبرين ذلك خروجا عن منطلقات ثورة "17 فبراير"، وناشدوا بضرورة التهدئة والحوار من أجل حل الأزمة.
وكان محمد الحجازي الناطق باسم عملية "الكرامة" قال انهم تمكنوا من تحرير 20 عاملا مصريا كانوا محتجزين في مزرعة بسيدي فرج، وأن العمليات التي جرت الجمعة على مناطق القوارشة وسيدي فرج وقنفودة بمدينة تعد الأشد من نوعها. من جانبه، أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر, أن أعضاء في المؤتمر الوطني (البرلمان) والحكومة يمولون تنظيم “القاعدة”. وقال حفتر في مقابلة مع صحيفة “المصري اليوم” إن “تنظيم القاعدة في ليبيا مارس أخيراً أعمالاً لا يمكن تحملها, فكيف ستجري انتخابات وسط قطع الرؤوس والأيادي والتمثيل بالناس واحتجازهم في أماكن بعيدة؟, بخلاف أعمال السلب والنهب”. ولفت إلى أن “المجموعات الإرهابية التي تقاتل الجيش والشرطة تنتمي لتنظيم القاعدة”, مؤكدا أن “رؤوسهم موجودة في مفاصل المؤتمر الوطني نفسه, ذلك الجهاز التشريعي الذي أسند إليه (الشعب) مهمة بناء دولة, وبدلاً من ذلك استغلوا هذه المواقع في المؤتمر والحكومة في جلب عناصر إرهابية من تنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة وحتى الحركة الجهادية المقاتلة”.
واعتبر أن “كل هذه الأشياء تضافرت جهودها في سبيل منع قيام الجيش وبالتالي حدث الصدام, ومازال الجيش مستمراً ومصراً على إنهاء هذا التواجد الإرهابي في ليبيا”. وأشار حفتر إلى أن “الأموال الرهيبة, التي تغدق على عناصر القاعدة من أعضاء في المؤتمر (البرلمان) والحكومة, كفيلة بتوفير أي نوع من الأسلحة, فالأموال تتدفق بغزارة على المجموعات الإرهابية المسلحة, ومن يمولهم هم من يحكمون”. ورأى أن الحكومة الليبية الحالية لا يمكن إطلاقا أن تستمر في حكم البلاد, مشيراً إلى أن “العديد من عناصر (جماعة) الإخوان فروا من مصر إلى ليبيا ويلعبون دوراً كبيراً في مساعدة الإخوان هنا”.
أما عن الإمكانات العسكرية للجيش, فشدد حفتر على أن “كل الأسلحة التي يملكها مستهلكة, وجاءت من عصر سابق, فالطيران ضعيف وينقصنا طيران قوي وإمكانيات أخرى, كما تنقصنا إمكانيات العمل وليس البشر, بعد أن تعرض الجيش للتفكيك على يد العقيد معمر القذافي لمدة 20 سنة بعد أن كان جيشاً قوياً, ثم جاءت الثورة وكسرت ما تبقى منه عندما استبدلت الجيش بمسميات كثيرة منها الكتائب أو الميليشيات أو الدروع.” إلى ذلك, تظاهر آلاف الليبيين, أول من أمس, في طرابلس وبنغازي ومدن أخرى دعما لحفتر الذي يقود منذ منتصف مايو الماضي عملية لمكافحة الارهاب ويناهض حكومة أحمد معيتيق المدعوم من الاسلاميين.
وتجمع آلاف الأشخاص في بنغازي وأطلقوا شعارات تدعم تحرك حفتر, منددين بالارهاب وتجاوزات المجموعات المسلحة. وجرت تظاهرات أخرى مماثلة في مدن المرج والبيضاء وطبرق الواقعة جميعها شرق بنغازي. وفي ساحة الشهداء بطرابلس ووسط اجراءات أمنية مشددة, تظاهر آلاف الأشخاص تعبيرا عن دعمهم لحفتر وهاجموا حكومة معيتيق والمؤتمر الوطني العام (البرلمان). وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها “نعم للدولة المدنية” و”الشعب والجيش معا نقاتل الارهاب”. كما حملوا نعشاً كتبوا عليه “حكومة معيتيق” و”المؤتمر الوطني العام” و”أنصار الشريعة”, وهي مجموعة جهادية تنشط خصوصا في الشرق وتضعها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية في العالم. وعلى بعد مئات الأمتار من ساحة الشهداء, في ساحة الجزائر, تجمع مئات المؤيدين للاسلاميين واطلقوا هتافات تندد بما أسموه “انقلاب حفتر” وأكدوا “تمسكهم بشرعية المؤتمر الوطني الليبي”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق