الجمعة، 9 مايو 2014

ليبيا - محرر الشؤون المحلية : قراءة في كلمة رئيس الوزراء المنتخب بين الأحلام والواقع .^

وكالة الأنباء الليبية
طرابلس 09 مايو 2014 ( وال ) - تحدث رئيس الحكومة المنتخب أحمد امعيتيق في أول ظهور إعلامي له بعد انتخابه في الكلمة التي بثتها يوم الاثنين قناة ليبيا الوطنية عن حوالي 17 ملفا من الوزن الثقيل ، يُجمع الليبيون بكل أطيافهم أنها ظلت رغم أهميتها مجمدة ومعطلة منذ ثلاث سنوات رغم المليارات الفلكية التي صرفتها الحكومات المتتالية سواء تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي أو المؤتمر الوطني العام . غير أن الليبيين والمتتبعين للشأن الليبي في الداخل والخارج لاحظوا ببساطة أن السيد امعيتيق شخص الملفات التي ستتحرك فيها حكومته دون أن يتطرق لا من بعيد ولا من قريب إلى أسباب هذا الجمود في الوضع الليبي الذي شارف على الإفلاس اقتصاديا وسياسيا إلى درجة أن وسائل الإعلام ، محلية كانت أم دولية ، لم تتردد في التنبيه إلى عجز الدولة ووصفها في الكثير من الأحيان ليبيا بـ"الدولة الفاشلة". لقد وضع امعيتيق أقدام حكومته المرتقبة ، عند قراءة الملفات الثقيلة التي شخصها ، في مربع الانفراج النظري الصرف.. فالكلام بسيط مثله مثل الأحلام التي راودت كل الليبيين بعد إسقاط النظام السابق ، ولكنه لم يتطرق كما أسلفنا للأسباب التي عرقلت عمل الحكومات التي سبقته وأبرزها التحديات الأمنية والانتشار الرهيب وغير المسبوق في العالم للسلاح وتنامي الصراعات الحزبية والقبلية والجهوية والمناطقية والعرقية وفوق كل ذلك تغول التشكيلات والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والتنظيمات المتشددة التي تحاول إغراق البلاد تحت عباءة الدين بعد أن صبر الليبيون 40 عاما دفعوا خلالها ضرائب شتى خاصة حقهم في التعليم والصحة والتنمية قبل أن يسقطوا عباءة الدكتاتورية المقيتة. ويرى الصحفي محمد الرحيبي أن التحديات التي واجهها كل من سبقوا امعتيق في هذا المنصب وعلى رأسها التحديات الأمنية والصراع المحموم على السلطة والتجاذبات السياسية والقبلية والجهوية والعرقية البالية ، لا تزال ماثلة بل وتفاقمت وأغرقت البلاد في فوضى على كافة الأصعدة. من جهته أكد الكاتب محمد ابراهيم أن المشكلة ليست في شخص رئيس الوزراء وقد يكون السيد امعيتيق رجل أعمال ناجح وله طموحات تتماشى مع ما يريده الليبيون إلا أن السؤال الأهم والمشروع الذي يدور في خلد الجميع : هل يملك امعيتيق الحل لظاهرة التشكيلات والميليشيات المسلحة والدروع وتنظيمات المتشددين التي برزت في المشهد الليبي وأصبحت رقما صعبا في وجه أي معادلة لبناء الدولة ومؤسساتها. وتمحورت كلمة رئيس الوزراء المنتخب حول أولويات حكومته ومنها بسط سيادة الدولة وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية وتفعيل القضاء والمصالحة الوطنية وإيجاد معالجات عاجلة لملف العدالة الانتقالية ورد المظالم وجبر الضرر ودعم الجهاز القضائي وبناء النظام اللامركزي وإحياء المشاريع التنموية وتوفير فرص العمل وتحريك عجلة الاقتصاد، ومراعاة القدرات والكفاءات المحلية لتحمل هذه المسؤوليات واستبدال الاقتصاد الليبي الحالي باقتصاد متنوع مبني على الإنتاج والخدمات وإقحام القطاع الخاص في تقديم الخدمات من خلال توفير برنامج شراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص وتوفير البنية التحتية المناسبة لذلك ونقل المؤسسات الاستثمارية والصناعية إلى شركات ومؤسسات مملوكة من قبل القطاع الخاص الوطني ودعم برنامج تطوير المشروعات الصغرى والمتوسطة. إن ما طرحه السيد امعيتيق كلام جميل جدا كما يقال غير أنه يعرف تأكيدا كما يعرف جميع الليبيين أن الواقع شيء آخر وأن هذه البرامج الطموحة جميعها لن تبصر النور لو استمر تشكيل واحد مسلح خارج شرعية الدولة وقطعة سلاح واحدة تدور في الشارع لإرهاب الليبيين ... فما بالك بمئات التشكيلات المسلحة بطول البلاد وعرضها وأكثر من 20 مليون قطعة سلاح بحسب احصائيات شبه رسمية . ( وال )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق