الاثنين، 5 مايو 2014

ليبيا _ مصراتة الليبية .. محاولات نهوض من تحت الركام*

ليبيا المستقبل 
البيان: أصبح ميناء مصراته، المدينة الأكثر تأثراً من بين المدن في ليبيا من جراء ثورة عام 2011، رمزاً للطموح وإعادة التعمير، ولكن كم سيصمد نجاحها في وجه البلطجية الآتين من المناطق المجاورة؟ وفيما يتسع الركود الاقتصادي وزادت الأوضاع سوءاً في ليبيا وسط الحالة السياسية، التي أعقبت الثورة، تتأرجح وضعية مدينة مصراته بين الصعود والهبوط. فمطاعم وفنادق جديدة كثيرة افتتحت بين الأحياء المُدمرة.
وأبدى آلاف من رجال الأعمال عزمهم توسيع أنشطتهم في المنطقة. ولكن عدم الاستقرار الذي تعاني منه البلاد بدا واضحاً لدى اختطاف السفير الأردني في طرابلس على يد رجال مقنعين، هاجموا سيارته، وأطلقوا النار على سائقه. وغير بعيد عن مكان الحادث يجتمع رجال الأعمال الأتراك والأوروبيين في ردهات الفنادق بنظرائهم من المستثمرين الليبيين، لبحث إقامة مشاريع في المنطقة، وفي ليالي أيام الجُمعة يمتلئ مركز تجاري بالزبائن، وتصطف العائلات، لشراء بعض الحلوى من نافورة الشوكولاته المعروضة في المركز. وإلى جانب ذلك تزين السلطات المحلية الطرقات العامة بالأشجار المصطفة. وفي هذا الصدد يقول محمد علي ناري، صاحب المركز التجاري الذي افتتح منذ وقت قريب: «تعرف مصراته بسكانها الطموحين، وهم دائبو الحركة». ولكن لهذه الديناميكية بين السكان جانب سيئ أيضاً، ففي الأشهر القليلة الماضية، بدأت الناس تتخوف من الوضع الأمني في مصراته، وذلك نتيجة مهاجمة مجموعة ميليشيات مسلحة، تتخذ من المدينة مركزاً لها ميليشيات أخرى كانت تعتزم بيع منتجات نفطية بطريقة غير مشروعة. 
وشهدت مصراته أياماً دموية إثر محاولات ميليشيات مسلحة القبض على ميليشيات أخرى شرقي المدينة، وتوقفت الحرب بشكل موقت، بعد أن حذر رؤساء القبائل الليبية من أن حرباً أهلية قد تنتج عن ذلك الاقتتال. ويشار إلى أن الميليشيات المتمركزة في مصراته تقاتلت مراراً مع ميليشيات أخرى قادمة من طرابلس. وكثيراً ما تباهت ميليشيات مصراته بقوتها، وبأنها أكثر انضباطاً من نظرائها في مدن ليبية أخرى، وبأنها تعمل تحت تنظيم قيادي هرمي محلي، يحظى باحترام السكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق