الخميس، 24 أبريل 2014

أمريكا _ واشنطن تتهم موسكو بعدم احترام إتفاق جنيف حول أوكرانيا وموسكو تهدد*


اخبار الان 
اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا بعدم احترام اتفاق جنيف حول اوكرانيا في حين اكدت موسكو أمس على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف اكدت استعدادها للتدخل اذا تعرضت مصالحها للخطر في شرق اوكرانيا، وذلك بعد ان استأنفت كييف عملية لمكافحة الارهاب ضد الانفصاليين الموالين لموسكو، مما رفع مجددا وتيرة المواجهة بين الاخيرة والغرب.
وبعد بضعة ايام من اشاعة الامل بالتهدئة على اثر توقيع اتفاق دولي في جنيف، تصاعدت اللهجة فجأة بين موسكو والغرب مع تبادل الاتهامات بادارة تحركات انصارهما وحشد قوات على حدود البلاد.
              
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير "كل يوم يمر (...) يجعل التوصل الى حل اكثر صعوبة".
              
وبعد بضعة ايام من اشاعة الامل بالتهدئة على اثر توقيع اتفاق دولي في جنيف، تصاعدت اللهجة فجأة بين موسكو والغرب مع تبادل الاتهامات بادارة تحركات انصارهما وحشد قوات على حدود البلاد.
              
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتلفزيون آر تي "اذا تعرضت مصالحنا المشروعة، مصالح روسيا، للخطر بشكل مباشر كما حصل في اوسيتيا الجنوبية (المنطقة الانفصالية في جورجيا)، لا ارى اي طريقة اخرى سوى الرد مع احترام القانون الدولي"، مؤكدا أن "الهجوم على مواطنينا الروس هو هجوم على روسيا".
              
وفي 2008 اندلعت حرب خاطفة بين روسيا وجورجيا اعترفت موسكو في ختامها باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لها في هذا البلد الصغير في القوقاز هما اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.
              
ولم تكف السلطات الروسية عن القول ان الاوكرانيين من اصل روسي مهددون من قبل مواطنيهم القوميين الذين يدعمون السلطات الموالية للغرب التي سيطرت على الحكم في كييف منذ عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش.
              
ويأتي هذا التحذير على اثر اعلان سلطات كييف استئناف عملية "مكافحة الارهاب" ضد الانفصاليين في شرق اوكرانيا التي علقت لمناسبة عيد الفصح، وذلك بعد ساعات على مغادرة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في ختام زيارة رسمية لكييف.
              
ولهذه المناسبة، رأى وزير الخارجية الروسي ان قرارات سلطات كييف "موجهة" من الولايات المتحدة.
              
وقال "من الواضح انهم اختاروا توقيت زيارة نائب الرئيس الاميركي لاعلان استئناف العملية لان ذلك تم فور مغادرة جون برينون (مدير سي آي ايه) لكييف"، مضيفا "ليس لدي اي سبب يدفعني الى الاعتقاد بان الاميركيين لا يحركون هذه العملية بشكل مباشر".
              
ولكن عملية "مكافحة الارهاب" التي اطلقتها كييف في شرق البلاد لم تحقق حتى الان الا نصرا وضيعا، تمثل الاربعاء في اعلان وزارة الداخلية الاوكرانية "تحرير" مدينة سفياتوغيرسك الواقعة على بعد نحو عشرين كلم من سلافيانسك، من ايدي الانفصاليين.
              
العملية تمت "من دون سقوط ضحايا"، كما اوضحت الوزارة في بيان وصف المدينة على انها نقطة "استراتيجية" على حدود المناطق الثلاث الناطقة بالروسية: دونيتسك ولوغانسك وخاركيف.
              
ولم يلاحظ مراسل لوكالة فرانس برس وجود اي قوات ولا قوى امن في هذه المدينة الصغيرة التي تعد خمسة الاف نسمة، واعرب السكان الذين سئلوا عن دهشتهم من اعلان كييف، مؤكدين ان المدينة لم تكن تحت سيطرة المتمردين الموالين للروس.
              
وجددت الخارجية الروسية دعوتها كييف الى سحب قواتها من شرق اوكرانيا. واوضحت الوزارة في بيان ان "روسيا تصر من جديد على وضع حد فوري لتصعيد الوضع في جنوب شرق اوكرانيا وعلى انسحاب القوات الاوكرانية وبدء حوار حقيقي بين الاوكرانيين مع كل المناطق والتنظيمات السياسية في البلاد".
              
وتتهم واشنطن موسكو بالوقوف وراء الاضطرابات في شرق اوكرانيا ونشرت صورا تؤكد المزاعم التي تشير الى تورط القوات الروسية في المكان، الامر الذي تنفيه روسيا. وتتبادل موسكو وواشنطن الاتهامات بتحمل مسؤولية فشل اتفاق جنيف.
              
وينص اتفاق جنيف الموقع الاسبوع الماضي بين اوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي خصوصا على نزع السلاح من المجموعات غير الشرعية واخلاء المباني المحتلة أكان من قبل الموالين للغرب في كييف ام من قبل الانفصاليين في شرق البلاد. لكن الاتفاق بقي حبرا على ورق حتى ان الانفصاليين وسعوا دائرة سيطرتهم على مبان عامة جديدة.
              
وبرر الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف استئناف العملية من قبل قواته في شرق البلاد بالعثور على جثتين تحملان اثار تعذيب بالقرب من سلافيانسك.
              
واعتبر تورتشينوف ان الانفصاليين الموالين لروسيا "تجاوزوا الخطوط الحمر بتعذيبهم مواطنين من اوكرانيا"، مضيفا "ان هذه الجرائم ارتكبت بدعم تام من روسيا".
              
وقد عثر على الجثتين السبت على ضفة نهر قريب من سلافيانسك. وعرف عن احدهما بانه يتبع لفولوديمير ريباك المسؤول المحلي عن حزب يوليا تيموشنكو الموالي للغرب "باتكيفشتشينا" (الوطن) الذي ينتمي اليه تورتشينوف. واتهمت اجهزة الامن ضابطا كبيرا في استخبارات هيئة اركان الجيش الروسي بالوقوف وراء القتل.
              
وقد اصبحت مدينة سلافيانسك التي تعد اكثر من مئة الف نسمة والواقعة الى شمال دونيتسك، معقلا للانفصاليين في شرق اوكرانيا وذلك بعد ان سيطر عليها مسلحون بعضهم ملثم ويحمل اسلحة رشاشة ويرتدي لباسا عسكريا بدون اي اشارة تدل على انتمائهم.
              
وساد الهدوء في المدينة اليوم الاربعاء فيما كان رجال مقنعون بدون اي سلاح ظاهر يتولون الحراسة امام مقر البلدية المحاط بالحواجز.
              
وفرض فياتشيسلاف بونوماريف الذي اعلن نفسه "رئيسا لبلديتها" وطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارسال قوات روسية لحماية السكان من القوميين الاوكرانيين، حظرا للتجول في المدينة منذ الاحد بعد اطلاق نار اوقع ثلاثة قتلى على الاقل.
              
كما يحتجز الانفصاليون منذ الثلاثاء الصحافي سايمون اوستروفسك الذي يعمل لموقع فايس نيوز الاميركي. واكد بونوماريف مساء الثلاثاء انه موجود في مكاتب اجهزة الامن تحت سيطرة الموالين لروسيا وانه على ما يرام. وذكر موقع فايس نيوز انه على اتصال مع وزارة الخارجية الاميركية للتأكد من سلامته.
              
وفي ما يؤكد تزايد التوترات بين موسكو والغرب، اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه الاربعاء ان الطائرات الحربية الاربع التي وضعتها فرنسا في تصرف الحلف الاطلسي لمراقبة المجال الجوي لدول البلطيق ستبدأ مهمتها الاحد.
              
كما وصلت قوة قوامها 150 رجلا من اللواء المجوقل 173 في الجيش الاميركي الاربعاء الى بولندا، كما ينتظر وصول 450 جنديا خلال الايام القريبة المقبلة الى استونيا ولاتفيا وليتوانيا للمشاركة في تدريبات "ستجري خلال الاشهر المقبلة وبعدها"، بحسب البنتاغون.
              
وفي الشأن السياسي، اعتبر لافروف ان تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في 25 ايار/مايو في اوكرانيا سيكون "مدمرا".
              
وقال لافروف لشبكة "آر تي في" التلفزيونية "اعتقد ان تنظيم انتخابات دون التوصل الى ارضية تفاهم مع شرق وجنوب اوكرانيا (الناطقين بالروسية) سيكون مدمرا جدا للبلد". واضاف "عليهم ان يتأكدوا اولا ان جميع المناطق الاوكرانية في وضع جيد، وانه يتم الاصغاء اليها ومشاركتها في هذه الالية على قدم المساواة".
              
وفي سياق متصل، اعلنت كندا انها سترسل 500 مراقبا، بينهم 12 برلمانيا، للمشاركة في عمليات مراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة في اوكرانيا.
              
من ناحيتها لوحت شركة الغاز الروسية العامة "غازبروم" مجددا بسلاح الغاز، واصفة الاموال المستحقة لها في ذمة اوكرانيا والتي ستبلغ في مطلع ايار/مايو 3,5 مليار دولار بانها اصبحت ديونا "لا تحتمل"، مما يهدد بلجوء الشركة الروسية الى قطع امدادات الغاز عن اوكرانيا.
              
وفي ملف الغاز ايضا، اعلنت المفوضية الاوروبية ان المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غانتر اويتينغر سيلتقي الخميس في براتيسلافا وزيري الطاقة الاوكراني والسلوفاكي لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق بشان تزويد اوكرانيا بالغاز.
              
وهذا الاتفاق سيسمح بقلب مسار الغاز الذي يعبر عبر انبوب تديره الشركتان السلوفاكية "يوستريم" والاوكرانية "اوكرانسغاز"، لينقل الغاز من الاتحاد الاوروبي الى اوكرانيا بدلا من العكس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق