الاثنين، 28 أبريل 2014

تونس _ رضوخ تونس لمطالب الخاطفين في ليبيا يعني ضياع هيبة الدولة *

إيلاف
لا جديد في قضية اختطاف ديبلوماسيين تونسيين من طرف جماعة متشددة في ليبيا تطلبُ بدورها سراح ارهابيين حوكموا في تونس. ويحذر كثيرون من الاستجابة لمطالب الارهابيين خوفًا من فتح شهيتهم لمساومات مماثلة مستقبلاً.

مجدي الورفلّي من تونس: تعيش تونس هذه الأيام حالة من القلق بسبب المصير المجهول للدبلوماسيين التونسيين المختطفين في  ليبيا مؤخراً، من طرف مجموعة متشدّدة تطالب بإطلاق سراح ليبيّين مورّطين في أعمال إرهابيّة، مقابل الإفراج عن الرّهينتيّن التونسيتين، فيما ترفض السّلطات التّونسيّة هذه المقايضة ممّا جعل مصير المخطوفين في دائرة الخطر.
خليّة أزمة
منذ إختطاف الدّبلوماسي الأوّل، أحدثت السّلطات التّونسيّة خلية الأزمة، تضم ممثلين عن رئاستي الجمهورية والحكومة وعددًا آخر من الوزارات والهياكل المعنية، تجتمع يوميًا للنظر في التطورات في وضعية التونسيين المختطفين في ليبيا، ولكنّها لم تتوصّل إلى أي نتيجة بعد.
وتقوم خليّة الأزمة بالاتصال الدّائم بوزير الخارجية الليبي الذي يقوم بدوره باتصالات مع الخاطفين لـضمان سلامة المختطفين، وفق ما أكّده وزير الخارجيّة التّونسي منجي الحامدي.
تبادل للأسرى
إختطفت مجموعة دينيّة متشدّدة تطلق على نفسها "كتيبة الشباب التوحيدي" الديبلوماسيّين العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ، وفق السّلطات التّونسيّة، وتشترط لتحريرهما إطلاق سراح عدد من الليبيّين المعتقلين في تونس بتهمة الإرهاب.
وأكد وزير الشؤون الخارجية التّونسي منجي حامدي في تصريحات إعلاميّة نهاية الأسبوع أنه "لا توجد معطيات جديدة بخصوص التونسيين محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي المختطفين في ليبيا".
وأشار إلى أن التحرك في هذه القضية يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، الأول قضائي، والثاني دبلوماسي عبر تكثيف الاتصال مع الحكومة الليبية، أما الثالث فسياسي من خلال إعلام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون بالقضية.
لن نخضع للإبتزاز
قال حامدي: "هيبة الدولة ترفض الخضوع لابتزازات الخاطفين وكل أشكال المساومات"، مؤكدًا عدم نيّة حكومته الإتّجاه إلى تبادل الأسرى بين الجانبين اللبيي والتونسي، كما استبعد اللّجوء الى حل عسكري أو عمليّة أمنيّة لتحرير الرّهائن، مشيراً إلى أن الدبلوماسية التونسية مفتوحة على كل الوساطات التي من شأنها أن تقدم نتائج ايجابية في هذا الشأن.
وتطالب الكتيبة التي شاركت في عملية الاختطاف بإطلاق سراح السجينين الليبيين في تونس، حافظ الضبع المكنى بأبي أيوب وعماد اللواش المكنى بأبي جعفر الليبي، المتورطين في عملية "الروحية" الإرهابية بتونس، إضافة الى بعض الليبيين الذين نشطوا بجبل الشعانبي وشاركوا في بعض العمليات الإرهابية.
الكثير من الحذر
في هذا السّياق، يرى الدبلوماسي التونسي السّابق أحمد الهرقام في تصريح لـ"إيلاف" أنّه يجب توخّي الكثير من الحذر في تداول السّلطة القائمة لحل المشكل وتجنّب التّسرّع في الحديث بخصوص هذا الموضوع، خاصّة أنّه ليس لأي من المتحدّثين المعطيات الحقيقيّة والكاملة للعمليّة وسير المفاوضات سواء كان من الجانب التّونسي أو اللّيبي.
وقال الهرقام: "يجب أن تستعمل السّلطة كل الأدوات المتاحة من القنوات الرّسميّة وغير الرسميّة لتحرير الرّهائن، وأتمنّى أن لا يسقط الجانب التّونسي في المقايضات والخضوع لانّه سيمسّ هيبة البلاد على مدى سنين قادمة".
وتابع الدبلوماسي التّونسي: "نظرًا لأن القضيّة لا تزال قائمة ومتشعّبة يجب لأي متعاطٍ مع الموضوع خاصّة من الجانب التّونسي أن يعاضد ويدعم الموقف والتّمشّي الرّسمي في إنتظار ما ستؤول إليه الأمور، لأنّ القضيّة لا تتحمّل نقد الأداء الحكومي والمزايدات، كما أنّه لا يخدم الديبلوماسيّين المخطوفين".
عواقب وخيمة
وشدّد الهرقام على أنّه لا مجال لتبادل "الأسرى" بين الجانبين قائلاً: "الحكومة لا دخل لها في القضاء الذي قال كلمته في الليبيّين الإرهابيين، كما لا يجب الخضوع للإرهاب لأنّه ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل وستكرّر مثل هذه العمليّات للمطالبة بإطلاق سراح إرهابيّين آخرين".
وختم بالقول: "تحرير الدبلوماسيّين المخطوفين في أقرب وقت هو نصب أعين التّونسيّين، حكومة وشعباً. وحسب المعطيات المتوفّرة، السّلطة لا تدّخر جهدًا لبلوغ هذا الهدف ولكن مثل هذه العمليّات تتطلّب وقتًا ولا يمكن التكهّن به".
لن يطلقوا سراحي
بثت مجموعة جهادية غير معروفة تطلق على نفسها اسم "شباب التوحيد"، شريط فيديو يظهر فيه موظف في السفارة التونسية في ليبيا، اختطف في 21 آذار/مارس الماضي في طرابلس، وهو يناشد الرئيس التونسي التفاوض مع خاطفيه قائلاً: ""لماذا يا سيادة الرئيس تريد أن تحرمني من الحياة.... ليست هناك مفاوضات، لن يطلقوا سراحي".
ويتضمن هذا الشريط، ومدته حوالي خمس دقائق نشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة مكتوبة من الجهة الخاطفة تتوجه فيها الى الحكومة التونسية، وتقول رسالة الخاطفين الى حكومة تونس: "كما تأسرون منا نأسر منكم.. كما تقتلون منا نقتل منكم.. وبالبادئ اظلم...ولن تأمنوا لا انتم ولا اعوانكم حتى يأمن إخواننا في دينهم واعراضهم وارزاقهم".
كتيبة خطيرة
تقول تقارير إعلاميّة إن الكتيبة، التي إختطفت الديبلوماسيّين، خطيرة وتضم عديد الجنسيات، ولها فروع في كل من ليبيا وتونس ومصر ولبنان، وعديد البلدان العربية، وهي متفرعة من تنظيم "أنصار الشريعة" المتشدد المرتبط بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "، رغم عدم تأكيد السّلطات التّونسيّة ذلك.
ودعت تونس مواطنيها الى "ارجاء التحول إلى الاراضي الليبية والقيام بذلك عند الضرورة فقط"، كما دعت التونسيين المقيمين في ليبيا "الى التزام الحذر في تنقلاتهم حفاظًا على سلامتهم وتفاديًا لكل طارئ في هذه الظروف الاستثنائية".
وفي ايار/مايو 2001، قتل ضابطان في الروحية قرب جندوبة (شمال غرب) في تبادل الرصاص مع رجال يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة، وقال وزير الخارجية التونسي إن المجموعة "تطالب بالافراج عن هذه المجموعة الليبية مقابل الافراج عن التونسيين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق