الجمعة، 14 مارس 2014

ليبيا - مدير مكتب سيف القذافي لا صحة لاتهامات الرئيس الفلسطيني لي ^

عن محاولتي جلب أسلحة إسرائيلية إلى ليبيا خلال أحداث 2011
محمد إسماعيل مدير مكتب نجل القذافي يتحدث لـ«الشرق الأوسط» في أول ظهور إعلامي

ليبيا المستقبل - الشرق الأوسط: نفى محمد إسماعيل المساعد الأيمن لسيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي ومدير مكتبه لـ«الشرق الأوسط» اتفاقه مع رجال أعمال نمساويين لجلب أسلحة إسرائيلية إلى ليبيا خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد نظام القذافي في شهر فبراير (شباط) عام 2011. وخرج أمس إسماعيل المطلوب اعتقاله من السلطات الليبية عن صمته وتحدث أمس لـ«الشرق الأوسط» للمرة الأولى في أول ظهور إعلامي له في أي وسيلة إعلام محلية أو عربية أو دولية، نافيا الاتهامات التي وجهها له الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في كلمته أمام اجتماع المجلس الثوري لفتح أول من أمس بالاتفاق مع مسؤولين فلسطينيين هما محمد دحلان ومحمد رشيد ورجل الأعمال النمساوي مارتن شلاف بجلب أسلحة إسرائيلية لليبيا خلال أحداث عام 2011.
وعد أن «المضحك في الأمر أن جزءا من صفقة السلاح المزعومة هي الحصول على القبة الحديدية من إسرائيل وهو نظام مضاد للصواريخ متطور جدا، لقد تحدث أبو مازن عن القبة الحديدية وكأنها دراجة للأطفال تشتريها من أسواق كارفور». وقال إسماعيل الذي رفض الكشف عن مقر إقامته الحالية خشية اعتقاله، لـ«الشرق الأوسط» في رسالة عبر البريد الإلكتروني علاقتي بالأخ أبو مازن كانت خلال تشرفي بالعمل مع أخي سيف الإسلام فك الله أسره. وتابع: «وقد كان القذافي ونجله سيف الإسلام أصحاب فضل على الأخ أبو مازن الذي كان دائم الشكوى خلال زياراته المتعددة لليبيا من ضيق الحال على المستوى الشخصي وكان دائما ما يطلب مساعدات مالية شخصية خلال هذه الزيارات، بالإضافة أنه كان يلح على ضرورة مساعدة ابنه ياسر في الحصول على عقود داخل ليبيا نظرا لطفرة التنمية التي كانت تمر بها ليبيا».
وروى إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أن سيف الإسلام التقى ياسر عباس بناء على طلب من أبو مازن في شهر أغسطس (آب) عام 2009 بالعاصمة اليونانية أثينا، مضيفا «حضر ياسر عباس بصحبة الأخ محمد رشيد وكنت حاضرا للقاء، حيث طرح ياسر عباس أن يكون وسيطا في موضوع الديون الروسية المستحقة على الدولة الليبية مقابل حصوله على عمولة وقد اعتذر سيف الإسلام بلباقة منه، وأن هذا الموضوع يجب أن يناقشه مع الأخ البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الحكومة الليبية) آنذاك».وتابع: «كما قابل سيف الإسلام الأخ أبو مازن في صالة كبار الزوار في مطار طرابلس العالمي لظروف سفر سيف الإسلام في ذلك اليوم وقد حضرت اللقاء صحبة دحلان وكان فحوى اللقاء موضوع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية ولم يكن أبو مازن متشجعا لموضوع المصالحة وقد امتعض سيف الإسلام من موقف أبو مازن وما زاد الطين بلة أنه في نهاية اللقاء انتحى أبو مازن بسيف الإسلام جانبا وطلب مساعدة مالية شخصية».
ومضى إلى القول: «وقد طلب مني سيف الإسلام نقل ما دار في اللقاء لمكتب القائد معمر القذافي وللدكتور البغدادي المحمودي. ولم يلتق القائد أبو مازن في تلك الزيارة وكلف الفريق أبو بكر يونس والدكتور البغدادي المحمودي بلقائه، حيث أرسل الدكتور البغدادي المحمودي مبلغ 100 ألف دولار أميركي كمساعدة شخصية لأبو مازن في مقر إقامته بفندق كورينثيا وقد امتعض أبو مازن جدا من ضآلة المبلغ وتسلمه على مضض...».
وقال إسماعيل في رسالته «لم أكن أتوقع أن ينكر الأخ أبو مازن أفضال القائد عليه وأن يصل مستوى الإسفاف للأكاذيب الصارخة التي تقيأ بها في خطابه أمام اجتماع المجلس الثوري لفتح». وتابع: «أنا عبر «الشرق الأوسط» أنفي نفيا قاطعا كل ما ذكره عن صفقة الأسلحة الإسرائيلية المزعومة وأتحداه أمام الملأ أن يثبت عكس ذلك». وتساءل لا أدري ما هو سر توقيت حديثه الآن مع أنه تواصل معي بعد سقوط طرابلس بإرساله مبعوثا شخصيا وهو السفير عاطف عودة (السفير الفلسطيني السابق في ليبيا) وكان ذلك في شهر أبريل (نيسان) 2012 حيث طلب مني التوسط لحل خلافه مع الأخ محمد دحلان وقد التقيته عدة مرات وعلاوة على ذلك التقيت أبو مازن في نهاية عام 2012 في القاهرة بناء على طلبه وكرر الطلب الذي نقله لي مبعوثه عاطف عودة بأن أتوسط لحل خلافه مع محمد دحلان، مع العلم أن أبو مازن أصدر تعليماته بإصدار جوازات سفر دبلوماسية فلسطينية لي ولبعض المسؤولين الليبيين السابقين وقد صدرت بالفعل.
وأكد مدير مكتب سيف الإسلام لـ«الشرق الأوسط»: «لدي كل الأدلة المادية التي تثبت ذلك، سأحتفظ بحقي في مقاضاة أبو مازن بتهمة التشهير». ومضى إلى القول: «يجب أن يعلم أبو مازن أننا في ليبيا كنا نعمل تحت الشمس ولا يوجد لدينا ما نخفيه، بعكسه هو فقد انغمست أجهزته في العمالة لأجهزة المخابرات الغربية وليس ببعيد عملية اختطاف أبو أنس الليبي من أمام منزله في طرابلس في انتهاك واضح لما تبقى للسيادة الليبية». وادعى إسماعيل في رسالته أن عملية الخطف تمت بناء على مساعدة لوجستية على الأرض قدمتها المخابرات الفلسطينية والتي يرأسها اللواء ماجد فرج حيث كلف مدير محطة المخابرات داخل السفارة الفلسطينية في طرابلس السيد - نصر جابر محمد يحيى برصد تحركات أبو أنس على الأرض عن طريق شبكة من العملاء الفلسطينيين، مشيرا إلى أن نصر فر من طرابلس في اليوم التالي لاختطاف أبو أنس الليبي..
وختم إسماعيل رسالته بالقول: «أنا متأكد من براءة أخي وصديقي سيف الإسلام إذا توفرت له محاكمة عادلة، الدولة انهارت في ليبيا ولا وجود لمؤسسات قضائية تعمل، القتل والخطف أصبحا سمة يومية... في ليبيا..». وأضاف: «لماذا هرب علي زيدان رئيس الحكومة السابق وقد كان يتشدق بوجود مؤسسات قضائية نزيهة وفق المعايير الدولية، لقد فر بجلده لأن بلدي ليبيا تسودها شريعة الغاب... المؤامرة على ليبيا كانت كبيرة... التاريخ سيعطي لكل ذي حق حقه». وأعلن إسماعيل عن اعتزامه في وقت لاحق نشر كتاب سيتحدث فيه عن فترة عمله مع سيف الإسلام وسيكشف فيه كل الحقائق والأسرار، على حد قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق