الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

ليبيا_وسائل الاعلام والشأن الليبي ـ متابعة .&

وكالة الانباء الليبية
متابعة ـ اعداد التحرير العالمي . طرابلس 3 ديسمبر 2013 (وال)- تحاول بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية "نفخ" خبر تصريح مجلس الأمن الدولي بإرسال قوة من 200 عنصر بينهم إداريون وفنيون لحماية مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على خلفية الوضع الأمني الهش في ليبيا بسبب انتشار السلاح ورفض جماعات وميليشيات مسلحة برزت في المشهدين السياسي والاجتماعي الليبي بعد سقوط نظام الدكتاتور القذافي الذي تعمد نشر آلته الحربية المروعة في الأحياء السكنية والمؤسسات المدنية لإشاعة الفوضى ، تسليم أسلحتها والانضواء تحت سلطة الدولة لأسباب وقراءات شخصية أنانية وقبلية ومناطقية وجهوية وحزبية ضيقة تجاوزها الزمان. لا شك أن لوسائل الإعلام هذه أجنداتها الخاصة بها وهو أمر طبيعي ومعروف ، وهذا ليس أول خبر يخص الشأن الليبي يتم "نفخه" ولن يكون تأكيدا الأخير ، ولكن ما يدعو للاستغراب ويلزمنا بالرد ، أن نفس هذه الصحف والقنوات الفضائية كانت تجاهلت حينا وطبلت أحايين كثيرة للدول التي ترعاها وتمولها بالملايين وهي تستقبل على أراضيها قواعد وقوات عسكرية أجنبية فيما أفتى علماء بعض هذه الدول بجواز الاستعانة بالأجنبي ورفع مسؤولوها "شماعة" السيادة الوطنية الخرافية لتبرير اتخاذ هكذا قرارات . علما أن هذه الدول لم تتعرض حتى الآن على الأقل لثورات على الدكتاتوريات والطغيان أو لغزو أجنبي. وعنونت إحدى هذه الصحف على سبيل المثال مقالا من مراسل لها يرصد ما يدور في ليبيا على بعد 2500 كلم ويستقي معلوماته من وسائل إعلام محلية وأجنبية يكسوها بشطحاته ليخرجها عن سياقها : "ليبيا تلتزم الصمت بعد إعلان الأمم المتحدة إرسال فريق لحماية بعثتها ... وغلق أربع سفارات". لقد ولى زمن صحافة التهريج والإثارة وعناوين "البنط العريض" التي تخدع القراء فيما يكون المحتوى أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع ، وإن استمر هذا التقليد الذي تجاوزه عصر ثورة المعلومات عند البعض فإنه يدل دون أدنى شك عن الإفلاس والإسفاف معا ولا شيء غير ذلك. إن العالم بأسره يعرف أن للسفارات الأجنبية والبعثات الأممية في كل دول العالم قوة أمن خاصة من جنسية الدولة نفسها تقوم بحراسة هذه السفارات وإن كانت غير واضحة للعيان في حين تتولى الدولة التي تستقبل هذه السفارات الأمن خارج الأسوار غير أن بعض الزملاء في المهنة لا يزالون حبيسي المدرسة القديمة ، مدرسة عناوين الإثارة والبنط العريض والصور المركبة الكاذبة التي جعلتنا نصدق يوما بأننا على وشك فتح فرع لمتجر أو مجزرة في القدس وتل الربيع . أعتقد أن صحفا وقنوات تحترم نفسها وتحترم قراءها عليها أن تشير على مراسليها بضرورة الانضباط والالتزام بالقواعد المهنية لأن القارئ والمستمع والمشاهد العربي ببساطة تجاوز بفضل ثورة المعلومات سن المراهقة. ( وال )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق