الاثنين، 9 ديسمبر 2013

امريكا - صحيفة أمريكية: إيران تتحول من عدو إلى حليف^

الرئيس الإيرانى حسن روحانى الرئيس الإيرانى حسن روحانىنيويورك (أ ش أ) - اليوم السابعذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، أن الاتفاق النووى الأخير الذى أبرمته إيران والسداسية الدولية فى مدينة جنيف السويسرية بشأن برنامجها النووى ، أعطى للغرب فرصة كبيرة لإحداث التقارب وبناء تعاون استراتيجى كبير مع إيران ، ومن ثم تحويلها من عدو إلى حليف.
ومع ذلك ، أقرت الصحيفة - فى المقال الذى كتبه لها الصحفى الأمريكى والزميل فى معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز ، ديفيد باتريكاراكوس - أن اتفاق جنيف لم يتم من دون إحداث ضجة كبيرة بين صقور الشرق الأوسط ، على حد وصف الكاتب .
وقال باتريكاراكوس : "إن التحالفات الدولية تمر حاليا بتغيرات وتحولات جسيمة ؛ فهناك علاقات تتجمد وأخرى يذوب جليدها .. مشيرا إلى أنه فى الـ 30عاما الأخيرة كانت العلاقات الأمريكية - الإيرانية تدور فى دوامة من الشك والريبة ، بما أضر مصلحة البلدين .
ودعا الإدارة الأمريكية إلى دراسة إجراء تعديلات تدريجية فى السياسات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط ، بما يدفع إيران لأن تعيد انخراطها من جديد فى المجتمع الدولى على نحو يحولها من عدو إلى حليف .
وأضاف : " أنه رغم أن هذا الأمر ربما لا يكون يسيرا، إلا أنه سيكون مجديا بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل والشعب الإيراني" .
ومضى باتريكاراكوس فى سرد المنافع التى سوف تتمخض عن اندماج إيران فى المجتمع الدولى وقال :" إن إيران - التى تقع بين بحر قزوين ومنطقة الخليج - تستطيع وقف دخول الصين إلى مصادر الطاقة المهمة فى إيران وتعمل فى الوقت ذاته كحائط صد ضد بسط المزيد من النفوذ الروسى .
وأضاف:" أن إيران تؤثر أيضا فى سير الأحداث فى لبنان من خلال علاقتها بحزب الله، وفى الأحداث الجارية فى فلسطين وإسرائيل ، وذلك من خلال علاقتها بحركة حماس .. فضلا عن حقيقة استحالة إيجاد حل للأزمة السورية بدونها" .
وأوضح أن إيران تعارض حاليا الولايات المتحدة فى كافة هذه الصراعات - لسبب يعود بشكل كبير إلى عداوتها التاريخية مع واشنطن ، وهو سبب يفوق العداوة الإيديولوجية أيضا - لذلك تستخدم طهرن حزب الله اللبنانى لجنى مصالحها الإقليمية ومهاجمة إسرائيل من أجل كسب تأييد الشعب العربى وليس من منطلق التزام حقيقى بالقضية الفلسطينية .
وأردف الكاتب الأمريكى يقول :" إنه بينما يبدو أن دعم إيران لنظام الرئيس السورى بشار الأسد أكثر صدقا ، إلا أن سلوكها القديم يكشف أنها قد تميل يوما إلى المساهمة فى تسوية القضية السورية عبر أية طريقة كانت" .
وأوضح أن إيران تواصلت فى عام 2003 مع المسئولين الأمريكيين خوفا من تعرضها لأية ضربة عسكرية ، حيث عرضت حينها جميع كروتها للتفاوض ، بما فيها تأييدها لحركة حماس وحزب الله .. الأمر الذى أثار جدلا كبيرا فى واشنطن وكشف أن إيران على استعداد دوما لاستخدام مسألة دعمها للمتشددين كورقة مساومة . 
وكشف أن للولايات المتحدة وإيران فى حقيقة الأمر الكثير من المصالح المتداخلة ، فكلاهما يبادلان الكراهية لحركة طالبان وهو ما ظهر فى تعاونهما سويا فى الحرب على أفغانستان عام 2001 ، وحتى اليوم تعارض الدولتان تنظيم القاعدة .. لذلك يمكن لإيران أن تساعد الأجهزة الاستخباراتية والإقليمية فى هذا الصدد .
واستطرد الكاتب الأمريكى يقول - فى مقاله بالنيويورك تايمز - إن إيران سوف تستفيد بالقطع من تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة ، فهى عانت الكثير منذ حرب العراق فى ثمانينيات القرن الماضى ومرورا بالعقوبات المشددة التى فرضت عليها بسبب برنامجها النووى ، إذ تحتاج إيران بشدة خلال الوقت الراهن إلى تدفق الاستثمارات فى القطاعات المالية والنفطية والتعامل مع الخبراء الأجانب لتعزيز وضعها الاقتصادى .. موضحا أن أيا من هذه الأمور لن يتحقق دون رأب الصدع فى علاقتها مع واشنطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق