ليبيا المستقبل - وكالات: قُتل شرطيان ليبيان على يد مسلحين في مدينة بنغازي بعد يومين من تعهد الجيش بإعادة النظام في المدن التي شهدت تفجيرات واغتيالات، في وقت انتقد رئيس الحكومة علي زيدان إقحام الثورة في أي قضية، مؤكداً أنه لا يمكن تكوين جيش في 10 شهور.
فيما شهدت ليبيا ظهور حركة شعبية جديدة تقترب من أسلوب حركات «تمرد» ومن مطالبها الرئيسية الاحتجاج ضد التمديد للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي تنتهي ولايته في فبراير المقبل.
وقال مصدر أمني ليبي إن مسلحين قتلوا شرطيين في بنغازي بشرق ليبيا ليلة أول من أمس ليرتفع عدد القتلى إلى ستة خلال أقل من 48 ساعة. وتدهور الوضع الأمني في بنغازي التي تمثل جزءاً مهماً من البنية التحتية النفطية في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية حيث تجوبها الميليشيات وإسلاميون بحرية كاملة مما يبرز الفوضى التي عمت البلاد بعد عامين من سقوط معمر القذافي.
في السياق، أشار رئيس الحكومة الليبية علي زيدان إلى أن «المواطن الليبي مع الدولة، ويجب أن يتعامل مع الحكومة لأنه طوال الـ42 سنة الماضية تعود على عدم التعاون والمشاركة في الحياة العامة»، لافتاً إلى أن «من يريد دخول الجيش يجب أن يدخل من أجل ليبيا وأن يكون وطنياً لأن قضية الثورة انتهت، ولا يمكن أن نستعمل الثورة من أجل أي قضية».
وأكد زيدان في مؤتمر صحافي أنه «تم تشكيل أجهزة المخابرات في ليبيا، وسيتم دمج الثوار بالجيش برتبة معينة، وسيتم إرسال 400 عنصر إلى الخارج من أجل التدريب»، داعياً إلى «دعم الجيش والشرطة بالمال من قبل الشعب الليبي"، مشدداً على أنه "لا يمكن تكوين جيش في 10 أشهر».
ضد التمديد
في الأثناء، تجمع مئات الليبيين في العاصمة طرابلس ومدن أخرى للتظاهر ضد احتمال تمديد ولاية المؤتمر الوطني العام التي تنتهي في السابع من فبراير 2014. وتدعو الحركة إلى الضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة لإصلاح المؤتمر الوطني العام، وإدخال عناصر جديدة، وتشكيل حكومة أزمة صغيرة مكونة من كفاءات وطنية وشبابية.
وقال مؤسس الحركة هشام الوندي إنهم ضد إسقاط المؤتمر الوطني العام، وإنهم مع الشرعية والتداول السلمي للسلطة، معتبراً حراكهم «رداً صريحاً على الوضع المزري الذي وصلت إليه الأوضاع في البلاد». ونفى الوندي تشبيه حركته بحركة «تمرد» المصرية، وقال إنهم لا يملكون «مقومات تمرد ولا جيش مصر».
وعن ردهم إذا تجاهل المؤتمر الوطني العام مطالبهم، قال لكل حادثة حديث، ونفكر في خطوات تصعيدية منها تنظيم اعتصامات جماعية والإعلان عن عصيان مدني في كافة المدن وجمع توقيعات الشعب الليبي إلى حين إعلان المؤتمر الوطني صراحة عن خريطة طريق لتسليم السلطة.
ومهمة المؤتمر الأساسية هي قيادة البلاد في غضون 18 شهراً، إلى انتخابات عامة بعد صياغة دستور جديد. وبحسب الجدول الزمني المقرر في «الإعلان الدستوري» الذي صاغه المتمردون السابقون ضد نظام القذافي، فإن ولاية المؤتمر تنتهي في السابع من فبراير المقبل. لكن المؤتمر العام ألمح إلى احتمال تمديد فترة ولايته.
حركة نوفمبر
وجاءت التظاهرات التي بدأت أول من أمس واستمرت أمس، استجابة لدعوة من «حركة 9 نوفمبر» التي أسسها شباب من بنغازي. وفتحت صفحة على موقع فيسبوك لهذه الحركة انضم إليها أكثر من ثمانية آلاف معجب.
وألغت الحركة تظاهرة مماثلة في بنغازي خشية مزيد تعكير الوضع في هذه المدينة التي تشهد تصاعداً في العنف الدامي. وتقترح الحركة خصوصاً تنظيم انتخابات للجمعية التأسيسية ومؤتمر جديد مكون من مستقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق