الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

ليبيا _فرسان ليبيا يعيدون الأمل إلى الرياضة بمهرجان للفروسية&

  يييب
 ليبيا المستقبل
 
- مهرجان شعبي سنوي ينظمه الاتحاد العام للفروسية بالتعاون مع أركان الجيش ووزارة الرياضة يوحد فرسان ليبيا الذين يلتقون لدعم النشاط الشعبي
العرب أون لاين - في إطار الحرص على إحياء التراث والحفاظ عليه، احتضنت العاصمة الليبية طرابلس مهرجانا للفروسية تخللته أمسيات شعرية، وشاركت في إحيائه قبائل عديدة من مختلف المناطق رغم عدم استقرار الأوضاع الأمنية.
افتتح بمدرسة الفروسية طريق المطار بالعاصمة الليبية طرابلس، مهرجان الفروسية السنوي الأول الذي كان من تنظيم الاتحاد العام الليبي للفروسية بالتعاون مع رئاسة أركان الجيش الليبي ووزارة الشباب والرياضة.
وشهد حفل الافتتاح مشاركة فعاللة من الفرسان الشعبيين من مختلف المناطق الليبية بالإضافة إلى فرسان قفز الحواجز. وكان الافتتاح قد بدأ يوم الجمعة الماضي بدخول الفرسان الشعبيين وفرسان قفز الحواجز إلى الميدان الرئيسي لقفز الحواجز رفقة الفرقة الموسيقية التي عزفت النشيد الرسمي الليبي تلتها كلمة رئيس المكتب التنفيذي بالاتحاد العام الليبي للفروسية محمد عبد المولي حلوم، الذي أكد على أهمية تنظيم مهرجان الفروسية وأثره الطيب على النسيج الاجتماعي الليبي على اعتبار أن الفرسان جزء لا يتجزأ منه.
ودعا حلوم في كلمته جميع اليبيين إلى نبذ الخلافات وتركها خلفهم لبناء ليبيا الجديدة التي يريدها الجميع. كما دعا جميع الفرسان إلى الوقوف صفا واحدا مع اتحاد الفروسية للوقوف في وجه الأطماع من قبل ضعاف النفوس في الاستيلاء على الممتلكات الخاصة بالفروسية والأراضي التابعة لمدرسة الفروسية طريق المطار.
وعقب انتهاء مراسم الافتتاح توجه الفرسان الشعبيين إلى تقديم العروض الرائعة بالمضمار، فيما انطلقت بالميدان الرئيس مباريات قفز الحواجز بمشاركة أكثر من خمسين فارسا، وتواصلت المباريات وعروض الميز الشعبي إلى منتصف الليل تقريبا. ثم استكملت مباريات قفز الحواجز في اليوم التالي فيما استمرت الفروسية الشعبية ثلاثة أيام أخرى.
واحتفالا بالفروسية شارك في هذا المهرجان الشعبي فرسان من جميع أنحاء ليبيا وخاصة المناطق المجاورة للعاصمة طرابلس. وكانت المناسبة عرسا ليبيا حافلا باستعراض للخيول وهي عادة ليبية قديمة وموروث ثقافي حافظ عليه وتوارثه الليبيون أبا عن جد. كما تخلل هذا العرس تقديم فقرات فنية وشعبية متنوعة لفرق الفنون الشعبية المشاركة .
ويعد الهدف من تنظيم مثل هذه المهرجانات التعريف بالموروث الثقافي للمنطقة من خلال تشجيع تربية الفرس الأصيل وكذا إلى خلق ديناميكية اقتصادية بالمنطقة في ظل الأزمة الراهنة التي تمر بها ليبيا. ويأتي هذا المهرجان ضمن الاهتمام برياضة الفروسية الشعبية وتشجيع الدماء الجديدة من خلال عروض الفرسان التي نالت إعجاب الحضور ومحبي هذه الرياضة العريقة التي ارتبطت بتاريخ الشعب الليبي وجهاده.
المهرجان حضره عدد كبير من أهالي المدينة ومحبي هذه الرياضة. وشارك فيه عدد من الفرسان الشعبيين والقفز بالحواجز وجماهير الأندية الرياضية في مدينة طرابلس والمدن والقرى المجاورة. كما اشتمل المهرجان على رياضات فروسية الحلبة، والميز الشعبي، وسباقات الخيول العربية على نغمات عدد كبير من الفرق الفلكلورية المحلية والوطنية والتي أدت رقصات وأغاني شعبية وبدوية استقطبت آلاف الزوار. وطالب المشاركون الدولة الليبية بضرورة دعم هذه الأنشطة الشعبية لدورها الفاعل في الارتقاء بالعمل الرياضي في ليبيا.
وقال أحد الفرسان المشاركين في المهرجان إن الفرسان لديهم الرغبة الجادة في تغيير سياسة رياضة الفروسية في ليبيا. داعيا إلى ضرورة إدراج الخيول ضمن اهتمامات وزارة الزراعة للحفاظ على نسل وسلالة الخيول التي كانت مهملة في نظام القذافي، حيث كانت حكرا على عائلة القذافي وأعوان النظام، مضيفا أن الفروسية الشعبية تحتاج إلى كيان خاص بها تحت إدارة تختص بشؤونها.
وذكر أن الفرسان في عهد النظام السابق لم يكونوا يحظون باحترام لدى عامة الناس، وذلك من خلال شرائهم بالمال واستعبادهم وتهديدهم من قبل النظام وأعوانه، كما استخدمهم النظام دروعاً بشرية خلال الثورة في نقلهم إلى مناطق القتال.
ومن جهته قال فارس آخر شارك في استعراض الخيول إن النظام السابق كان قد سلب جميع حقوقهم، إلى جانب تشويه سمعة الرياضة وممارسيها، بالإضافة إلى أن القيمة المالية للجوائز التي كانت تقدم للفرسان قليلة جدا مقارنة بالميزانية التي تخصص للنادي والاتحاد العام للفروسية. وأضاف أن "مشاركتنا كانت رغبة من الفرسان في إقامة المهرجان دون قيود أو تهديد في عهد ليبيا الجديدة"، معربا عن فرحته بهذا المهرجان الذي يقام دون نظام القذافي أو طمعا في المال أو تحت التهديد.
من جهته أيضا، قال مالك إسطبل للخيول في طرابلس إن الإسطبل يشارك في المهرجان بعدد من الخيول لأول مرة بعد امتناع عن المشاركة بسبب رفض ما يقوم به النظام من قمع وقتل للشعب الليبي خلال ثورة 17 فبراير. يذكر أن الألعاب الرياضية المختلفة قد توقفت في ليبيا بعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، وما لبثت أن عادت الحياة مجددا إلى شتى مجالات الرياضة في ليبيا ومنها رياضة الفروسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق