الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

النفط و المأساة!

عطية الاوجلي


(1)

تحدثت البارحة مع عدد من أصدقائي دعاة الفيدرالية حول ما يجري من تطورات في المواني النفطية و لقد أثار إستغرابي أن غالبيتهم يؤيدون ما قام به الجضران و قيامه بإحتلال المواني بالقوة و فرض شروطه و إرادته بقوة السلاح بل إن البعض منهم رأي فيه عمل بطوليا وجريئا، هؤلاء الاصدقاء يتمتعون بحس وطني و بدرجة عالية من التعليم وبالتالي يمثلون جزء من النخبة الليبية، وهذا هو ما أثار إستغرابي و حزني، لقد أثار النقاش العديد من التساؤلات داخلي.

هل من حق السيد الجضران أن يحتل المواني الليبية ؟ و هل من حق غيره أن يقوم بنفس العمل ؟ 

و كيف سيصبح مستقبل البلاد إذا ما تمكن كل من يستطيع حشد ثلاثمائة مقاتل من فرض إرادته و سلوكه علينا ؟ أليس هذا تكريساً لفسفة القوة و الاغتصاب؟ 

أو ليس هذا هو ما قام به البعض عند نقاش قانون العزل السياسي وجوبه برفض و إدانة من قبل الفيدراليين ؟

هل الفعل يتحول من مستهجن و غير قانوني أذا ما مارسه حليف لنا ؟ هل يجب علينا أن نؤيد إي فعل لمجرد أن فاعله يطرح شعارات تروق لنا ؟ 

هل يمكن إصلاح ما نعتقد أنه خطأ بإرتكاب أخطاء أخرى؟

إن جزء من مأساتنا هي في نسبية الاخلاق لدينا و في إزدواجية المعايير، ننتقد وبقوة عمل ما إذا ما كان يهدد مكاسبنا السياسية، ونصفق و نهتف لنفس العمل إذا ماكان يعزز مكاسبنا السياسية، قد اتقبل هذا التصرف من رجل الشارع ولكن أن يأتي من صفوة متعلمة ولها تأثيرها في المجتمع فهو أمر محزن و مؤشر لإنهيارات قادمة.

بالطبع هذا التصرف لا يقتصر على الفيدراليين وحدهم فكل المجموعات السياسية بليبيا لازالت تمارس مثل هذا السلوك الذي ينطلق من رؤى ضيقة و آنية و مصلحية لقضايا الوطن و الذي يكرس الاستقطاب ويعمق الخلاقات ويعجز عن تقديم الحلول. يستوي في ذلك الجميع. لقد رأينا من كان ينتشي طربا لقيام مجموعات مسلحة بمحاصرة وزارات الدولة أو مطاراتها أو يحتل قاعات المؤتمر العام. 

الخلاصة هي طالما جعلنا السلاح هو الحكم بيننا فلن نحصد سوى المزيد من الخراب والدمار، والتخلف، والله المستعان.

(2)

تابعت بذهول وقائع المؤتمر الصحفي للسيد ناجي مختار وهو يسرد مغامراته من أجل إنقاذ البلاد والعباد. ما أثارني هو أن الرجل يسرد القصة علينا وكأنه يخبرنا عن رحلة أو نزهة مدرسية مع غياب تام للشعور بالذنب أو للإحساس بالورطة أو بحجمها أوتداعياتها. لذا فإنني لن أعلق عليه أو على قوله.

أود فقط أن اتساءل على أي أسس و على إي قوانين أو قواعد مهنية يمكن تمكين رجل بهذه المواصفات والقدرات المحدودة من رئأسة لجنة الطاقة بالمؤتمر، التي تتطلب التعامل مع خبراء شركات النفط الأجنبية ومع خطط بالغة التعقيد والصعوبة ومع دهاقنة مؤسسة النفط ومع مشاكل الحقول والمواني و الميزانيات ومع دول و سفارات ومنظمات دولية وعقود و مشاريع توسعية؟ كيف يمكن تسليم كل ذلك لرجل بهذه الإمكانيات!
 
(3)

يبدو أن النفط والسلاح والفساد والسلطة هي مجرد تعابير مختلفة، لمعنى واحد.
 
 
الكاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق