الاثنين، 30 سبتمبر 2013

مجهولون يختطفون صحفيا ليبيا

شبكة الأخبار الليبية - استنكرت جهات ليبية اختطاف رئيس تحرير صحيفة رواسي الرسمية الصادرة عن هيئة تشجيع الصحافة، الطاهر التركي، منذ مساء يوم الجمعة الماضي؛ معتبرة العملية انتهاكا صارخا لحق التعبير وإبداء الرأي في ليبيا "ما بعد الثورة". ولم تتضح هوية الخاطفين حتى الآن، لكن معلومات رسمية تقول إن مجموعة مسلحة أوقفت أمس السبت التركي وعائلته عند مغادرته العاصمة طرابلس باتجاه منطقة الزنتان في ضواحي طرابلس، في المنطقة الواقعة بين العزيزية والسواني، من ثم قامت بإطلاق الرصاص الحي عليهم مما أدى إلى إصابة شقيقه بجراح أدت إلى وفاته لاحقا.
ووسط خوف وذهول أسرته الصغيرة قامت المجموعة بعد ذلك بخطف الصحفي, واقتادته إلى مكان مجهول، بحسب الرواية الرسمية. واعتبرت هيئة الصحافة الخطف تهديدا لحرية التعبير والرأي وتقييدا للصحافة وإرهابا للصحفيين والشرفاء. وقالت في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن اختطاف التركي عمل "جبان ومشين" يستهدف الكلمة وصناعها ويهدد حرية التعبير والرأي، ويرهب الصحفيين والشرفاء من أبناء الوطن الذين يناضلون بالكلمة ويصدحون بالحق. وأكد البيان أن اختطاف الصحفيين وتهديدهم يعد انتهاكا لمبادئ حقوق الإنسان، ويتعارض مع المواثيق والأعراف الدولية والإقليمية والمحلية التي تؤكد على حرية الصحافة. ولمبادئ ثورة فبراير المجيدة التي آمنت بحرية الكلمة، وجعلتها من الأهداف المقدسة لها. وحمّل البيان المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة مسؤولية هذا الانحدار في المشهد الأمني الخطير الذي تعيشه ليبيا والتراجع المريع في ملف حقوق الإنسان، مطالبين بسرعة العمل على إطلاق سراحه فوراً دون تأنٍ ومعاقبة الفاعلين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بحقوق المواطن الأساسية.
وفي تصريح أدان رئيس لجنة الإعلام بالمؤتمر الوطني العام محمد العريشية العملية، وقال إنها سابقة تستهدف التضييق على الإعلام والإعلاميين، لكنه قال إن العملية لم تتضح لهم إن كانت لها علاقة بمهنة التركي أو موجهة للإعلام والصحافة عموما. وأكد العريشية أنهم على تواصل مع كافة الدوائر الأمنية لتحديد مصير الصحفي المختطف، مؤكدا أن الخطف بات يشكل خطرا حقيقا على المهنة، وأنه بهذه العملية لا بد من دق ناقوس الخطر الذي يداهم حرية التعبير، واصفا الأمر بأنه "مرعب". وأضاف أن الصحافة مستهدفة هذه الأيام بقوة، وأن خطف التركي لن يكون العملية "الأولى ولا الأخيرة"، قائلا إنها محاولات للنيل من المهنة. بدوره رفض رئيس هيئة تشجيع الصحافة إدريس المسماري المساس بأي مواطن ليبي "فما بالك بصحفي"، مشيرا إلى تواصلهم مع كافة الجهات لمعرفة مصير زميلهم التركي.
ناقوس الخطر
وأكد المسماري أنهم يدقون نواقيس الخطر على مدار اليوم دون انقطاع لحكم التهديدات التي تطالهم من جهات غير مسؤولة، وفي ظل ظروف "الفوضى وانعدام الأمن والتهديد والوعيد للصحفي الليبي"، مضيفا أن الجميع يتطاول عليهم بشكل مذهل دون مراعاة لمهنتهم. وقال إنهم طالبوا في أكثر من مناسبة بتوفير حماية لهم في شكل قانون يوفر لهم الأمن والأمان، مؤكدا أن شريحتهم هي الوحيدة التي تعمل في الشارع وعلى صلة بالقضايا "الحساسة". من جهته وصف نقيب الصحفيين الليبيين مصطفى فنوش توالي خطف وتعذيب الصحفيين بالسابقة في ليبيا، وبأنها منعطف خطير على حرية الرأي التي تكفلها الدساتير والقوانين، مؤكدا أنه من حق الآخرين الرد عليهم في وسائل الإعلام والصحافة.
أخلاق البيئة
وحذر فنوش من أن الاعتداء على الصحفي وإهانته لمجرد التعبير عن آرائه يتنافى مع أخلاق البيئة الليبية، مطالبا المؤتمر الوطني العام والحكومة ووزارة الداخلية التدخل العاجل لحمايتهم وحماية وسائل التعبير، مؤكدا أن مهام الصحفي محددة بنقله الأحداث مجردة دون آراء. كما طالب فنوش وزارة الداخلية بالبحث الفوري عن الصحفي المختطف وإلقاء القبض على الجناة، مؤكدا أن الاعتداءات المتكررة عليهم لإبعادهم عن نقل الحقائق إلى المجتمع.
يذكر أن الاعتداءات والخطف والقتل طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية ليبية طيلة الأعوام الماضية، آخرها اغتيال المذيع في قناة "ليبيا الحرة" عز الدين القوصاد قبل شهر في مدينة بنغازي، وتحطيم مقر صحيفة "ليبيا الجديدة".

ليبيا المستقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق