الخميس، 26 سبتمبر 2013

القاعدة تؤجج نزاعات قبلية في ليبيا لتجنيد إرهابيين جدد

كشفت تقارير أمنية، أن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يساهم في تأجيج النزاعات القبلية في الأراضي الليبية، لتجنيد مسلحين جدد في صفوفه. وتجدد قبل أيام بمدينة درج الليبية، الواقعة جنوب غرب ليبيا والقريبة بنحو 100كم من الحدود الجزائرية، نزاع قبلي خطير لأسباب تافهة، تتمثل في محاولة مجموعة من قبيلة الزنتان سرقة مركبة رباعية قسرا من صاحبها من قبيلة الجرامنة، لتتحول إلى مواجهة قبلية أسفرت عن مصرع 10 أشخاص، وتهديم عشرات المنازل، وفرار عشرات العائلات داخل الأراضي الجزائرية، وتحديدا بمنطقة الدبداب الجزائرية بولاية اليزي، وهي القرية المتاخمة للحدود الليبية، حيث تم استقبال الأسر وضمان حمايتها إلى أن تستب الأوضاع في منطقة درج.
كما اندلعت مواجهات قبلية في غدامس، قبل فترة بين الطوارق والعرب، وأسفرت عن عدة قتلى ومواجهات أخرى بمنطقة درنة. وتبين من خلال التحريات، أن التنظيم الإرهابي ممثل في كتائب سلفية تنشط بليبيا ومتحالفة مع حركة مختار بلمختار زعيم كتيبة "الموقعون بالدم"، والذي تحالف بدوره مع "تنظيم التوحيد والجهاد" في غرب افريقيا، يغذي هذه النزاعات ويستغل حالة التوتر، وغياب الدولة الليبية وضعف أجهزتها الأمنية، وتفشي مظاهر الفقر والجهل، وقام بتجنيد المئات من الليبيين من أبناء القبائل لتدريبهم على القتال، في معسكرات فتحها خصيصا لهذا الغرض. وهي مراكز تدريب متحركة تتواجد بالأساس في منطقة الجبل الأخضر، والثاني بصحراء درج غير بعيد عن الحدود الجزائرية، وهو المعسكر الذي تم التخطيط والتحضير فيه لعملية تيقنتورين بمنطقة إن أمناس الجزائرية، وراح ضحيتها 40 رعية أجنبية، وأشرف عليها مختار بلمختار تخطيطا وإعدادا انطلاقا من المعسكر المذكور وتكفل بتنفيذها ارهابيون من مختلف الجنسيات، خاصة من ليبيا وتونس ومالي.
وتشير معطيات تحصلت عليها الشروق، أن هذه الجماعات استولت على مخازن عديدة من اسلحة نظام القذافي الأسبق، بما فيها أنواع فتاكة من الأسلحة لم يتم استعمالها بعد، وهو ما يثير مخاوف السلطات الليبية، وجعلها تغض الطرف عن بعض الممارسات والانفلاتات الأمنية، التي تعرفها البلاد في ظل حالة الشحن والنزعات القبلية، التي تهدد النسيج الاجتماعي الليبي الذي ظل متماسكا طيلة عقود من الزمن. وقد نجح التنظيم الإرهابي في فتح جبهة قتال جديدة في تونس وتحديدا بمنطقة جبل الشعانبي ليجعل جيش كل دولة منشغلا بمشاكله الخاصة.
المصدر: الشروق الجزائرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق