الأربعاء، 28 أغسطس 2013

محللون يستبعدون فرضية تــكرار "سيناريو #مصر" ب #ليبيا

أجواء لبلاد - أينورصبري+ فؤاد دياب

استبعد عدد من المسؤولين والمحللين احتمال انتقال سيناريو "تمرد عسكري" في ليبيا على شاكلة ما حدث في الجارة مصر، معللين ذلك بغياب مفهوم المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد مثل ما هو الحال في مصر.

ويستند من تحدثوا لأجواء لبلاد حول استبعاد انتقال ما جرى في مصر إلى دول الجوار بـ "غياب المؤسسات الأمنية والعسكرية التي لديها الأسباب والمقومات لقيادة تمرد في ليبيا.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد حذر من امتداد ما يحدث في مصر إلى دول الجوار، وهو أمر اعتبره مراقبون مؤشر على أن وزير الخارجية يملك معلومات استخباراتية بوجود مخطط من هذا القبيل.

ويرى الباحث في المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية وعميد ركن سابق بشير الصفصاف أن إمكانية إعادة السيناريو المصري في ليبيا غير مستساغ بالنظر إلى اختلاف الوضع المصري عن نظيره الليبي.

اختلاف
ويقول الصفصاف لأجواء لبلاد إن ما حدث في مصر يعود لوجود "مؤسسة عسكرية قائمة وفاعلة ولم تسقط بسقوط مبارك ، أما في ليبيا فالمؤسسة قد سقطت بسقوط النظام وعندما تختلف المقدمات تختلف النتائج".

وفي السياق يوضح المحلل السياسي محمد موسى العبيدي أن "الوجه الحقيقي لاختلاف الأوضاع بين ليبيا ومصر،عدم وجود مؤسسات أمنية وعسكرية للدولة الليبية".

وبحسب رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني عبد المنعم اليسير "أن ما حدث من تمرد للمؤسسة العسكرية المصرية لا يمكن تكراره في ليبيا، لأن الجيش الليبي ليس لدية القدرة على أن يتمرد على الشعب الليبي"، فضلا عن كون الصراع السياسي الذي يحصل في ليبيا يختلف نوعا ما عما يحصل في مصر.

وأوضح اليسير أن الوضع في ليبيا خاص ولا يشبه مصر وتونس، لأن ليبيا لا تملك مؤسسات قوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها لأي تمرد.

ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية رامي كعال "إن مصر لديها مؤسسة عسكرية وأمنية تعمل منذ عقود طويلة، بينما ليبيا تعيش في مرحلة تكوين لهذه المؤسسة".

وأضاف كعال بأن أمر الانقلاب مستبعد لأن الثوار الذين انضموا لوزارة الداخلية وكذلك ضباط والأفراد التابعين لوزارة الداخلية أصدروا بيانات أكدوا فيها على دعم الشرعية.

تهديدات
ويشير اليسير إلى "أن الخطر الذي يهدد ليبيا قد يأتي من المجموعات المسلحة التي ليس لها وعي بالسياسة وتتخذ موقفها بقوة السلاح مثلما حصل من اعتداءات على المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى والذي يمثل اعتداء على سيادة الدولة".

ودعا اليسير إلى استغلال مجال الحوار والمصالحة والعمل الجماعي المتوفر في ليبيا، وطالب بتوحيد صفوف المؤسسات العسكرية والشرطة من أجل ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي. .

وحول هوية الجهة التي من الممكن أن تقود تمرد في ليبيا، بيّن اليسير أن هناك بعض عناصر ورموز النظام السابق يحلمون بوجود حركة تمرد وثورة مضادة لثورة السابع عشر من فبراير.

وفي السياق نفسه قال العبيدي، إنه لا توجد تنظيمات كافية في ليبيا ولا أسباب جوهرية تجعل المواطن ينساق وراء هذا التمرد إلا بعض أوجه القصور والخلل في منظومة الحكم في ليبيا المتمثلة في المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة.

وأضاف أن تركيبة المجتمع الليبي وطبيعة ليبيا الجغرافية تختلف عن مصر ومن غير المتصور أن يحدث نفس السيناريو ولكن ذلك "لا يمنع من ردة الفعل السلبية اتجاه الحكومة المؤقتة والسلطة الشرعية بالدولة لوجود بعض المطالب الجهوية كمطالب الأمازيغ ومطالب الفيدرالية"، مشيرا إلى أن هذه المطالب جزئية وتخدم المصالح الخاصة والمطالبين بها قد يثوروا مرة أخرى، ولكن لا يحتمل حدوث تفاعل كامل للمجتمع الليبي مع هذه الفئات وإن حدث لن يكون بنفس الصورة التي تحدث بمصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق