الاثنين، 5 أغسطس 2013

#الوزن السليم أسلوب حياة لا مجرد حمية

لا يعد إنقاص الوزن مهمة صعبة على الإطلاق، ولكن الحفاظ عليه هو الأمر الذي يمثل صعوبة بالغة، وذلك لأنه بعد اتباع أنظمة الحمية الغذائية القصيرة الأجل، لا يلبث الشخص أن يعود إلى عاداته الغذائية القديمة بمجرد الانتهاء منها، ومن ثم يكتسب الوزن الذي فقده مرة ثانية. لذلك يجب أن يتم تعديل النظام الغذائي والالتزام به على الدوام واعتباره أسلوب حياة.
وتوضح خبيرة التغذية الألمانية مايكه غرونيفيلد أنه غالبا ما يتسبب الاتباع المتكرر لأنظمة الحمية الغذائية في وقوع الجسم تحت التأثير المعروف باسم "تأثير اليويو"، أي أن الوزن ينخفض ثم يعود ويرتفع مرة ثانية. ولذلك لا تجدي نفعا أنظمة الحمية التي تعد بفقدان كميات كبيرة من الوزن في مدة زمنية قصيرة.
وتنهال على مسامعنا إعلانات لأنظمة حمية غذائية تحت شعارات مثل "انقص خمسة كيلوغرامات من وزنك في عشرة أيام" أو "احصل على قوام نحيل في أسبوعين". وكثيرا ما نتساءل عن حقيقة هذه الوعود. وتؤكد غرونيفيلد أنه حتى وإن جاءت هذه الأنظمة بتلك النتائج المزعومة، فلا يحدث ذلك عن طريق إنقاص الوزن بشكل صحي وتدريجي.
فقدان غير حقيقي للوزن
وتوضح الخبيرة أن الجسم يفقد عادة مع أنظمة الحمية السريعة نحو كيلوغرامين من الماء دفعة واحدة، ولكن ذلك لا يمثل فقدانا حقيقيا للوزن، لافتة إلى أنه كلما تم فقدان الوزن بشكل أسرع، زاد خطر فقدان الكتلة العضلية في الجسم.
أنظمة الحمية السريعة تؤدي لفقدان غير حقيقي للوزن (أسوشيتد برس)
وصحيح أن هناك العديد من الإرشادات لإنقاص الوزن، إلا أنها لا تجدي نفعا على الدوام. ويعود ذلك إلى أنه غالبا ما ينظر إلى هذه الإرشادات كنصائح مؤقتة تنتهي بالانتهاء من نظام الحمية، بينما يحتاج الأمر إلى تغييرات دائمة في عادات الشخص.
وشددت غرونيفيلد على أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في إنقاص الوزن، فعلى سبيل المثال يفقد الأشخاص الذين يتمتعون بكتلة عضلية كبيرة أوزانهم بشكل أسرع، وذلك لأن العضلات تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة، حتى في حالة الراحة.
ونبهت الخبيرة على ضرورة مراعاة ألا يتضاءل حجم هذه العضلات أثناء إنقاص الوزن، لافتة إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين بشكل معتدل والمواظبة على ممارسة الرياضة يساعدان على دعم الكتلة العضلية.

نصائح غير منطقية
ومن أشهر النصائح الدارجة في إنقاص الوزن "كُل نصف الكمية"، مما يطرح تساؤلا عما إذا كان التجويع المقصود يساعد على فقدان الوزن. وتقول غرونيفيلد إن "الجوع هو أفضل طاه"، لأنه إذا ظل الإنسان جائعا على الدوام، فإنه سيفكر في الطعام على الدوام أيضا، مما يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية عند إتباع نظام حمية غذائية، إذ يمكن أن يفقد الإنسان سيطرته على نفسه في أي وقت ويقدم على تناول الطعام بنهم ودون وعي أو رقابة.
واستدركت غرونيفيلد بأن الإقلال من كمية الطعام يعد فكرة جيدة لإنقاص الوزن، لكن لابد أن يشعر الإنسان مع ذلك بالشبع. مشيرة إلى أن النصيحة التي توصى بتناول نصف الكمية التي كان يتم تناولها من قبل، لن تجدي نفعا على الإطلاق.
اتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على جميع أنواع الأطعمة بكميات محددة هو مفتاح الوزن الصحي (رويترز)
وتوضح خبيرة التغذية أن عملية تناول الطعام يجب أن تعتمد على ثلاثة عناصر، الأول إتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على جميع أنواع المواد الغذائية بكميات محددة. والثاني يتمثل في تناول الوجبات بانتظام وفي مواعيد محددة كي يتم تجنب الإصابة بانخفاض نسب السكر بالدم أو التعرض لنوبات جوع شديدة يفقد الإنسان خلالها سيطرته على نفسه. أما العنصر الثالث فهو عدم إغفال أهمية الاستمتاع بتناول بعض الأطعمة المحببة للشخص، فحتى لو كان الشخص خاضعا لحمية غذائية، فإنه يجوز له تناول قطعة من الشوكولاتة أو التورتة.
ومن الضروري تناول الشخص للكمية السليمة من الأطعمة المحببة والاستمتاع بها بشكل واع، إذ يمكن التمتع بمذاق نصف حصة من الآيس كريم بشكل مساو للمتعة من تناول حصة كاملة.
وتردف الخبيرة أنه لا يمكن الاحتفاظ بالوزن المرغوب فيه مدة طويلة إلا إذا قام الإنسان بتعديل نظامه الغذائي على الدوام، مع الالتزام بإبقاء كل الأطعمة المفضلة بالنسبة له على قائمة نظامه الغذائي، لكن بكميات محددة بالطبع.
المصدر:الألمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق