الأربعاء، 17 يوليو 2013

جفاف #العين.. الأسباب والعلاج

عد جفاف العين أحد أمراض العيون المنتشرة، وصحيح أن استخدام القطرات التي يمكن شراؤها دون استشارة الطبيب يمكن أن يجدي نفعا، إلا أنه لابد من استشارة طبيب العيون إذ استمر الشعور بالمتاعب، إذ لا يمكن علاج جفاف العين بشكل سليم إلا بعد تحديد السبب الدقيق المؤدي إليه.
ويشرح البروفيسور غيرد غيرلينغ، مدير قسم أمراض العيون بمستشفى دوسلدورف الجامعي، أن واحدا من كل خمسة أشخاص يأتون لاستشارة طبيب العيون يعاني مما يعرف باسم "متلازمة جفاف العين"، والتي تظهر أعراضها في حرقة وحكة واحمرار في العين، والشعور بأن جسما غريبا يوجد داخلها، أو في الحساسية تجاه الضوء.
ويلفت عضو الرابطة الألمانية لأطباء العيون جورج إيكرت إلى أنه عادة لا يذهب كل من يشعر بهذه الأعراض إلى الطبيب مباشرة، وذلك لأنه غالبا ما تستلزم استشارة الطبيب الانتظار طويلا من أجل تحديد موعد معه. لذا يستسهل الكثير من الأشخاص الذهاب إلى الصيدلاني.
ويطمئن البروفيسور غيرلينغ بأن هذا الحل لا يشكل خطورة على المرضى، فصحيح أن الصيدلاني لا يمكنه تشخيص الحالة من الناحية الطبية، إلا أن بإمكانه وصف إحدى القطرات المصرح باستخدامها دون وصفة الطبيب، والتي لا تؤدي إلى إلحاق أي أضرار بالمريض، فأسوأ ما يمكن حدوثه نتيجة استخدام هذه القطرات هو عدم تحسن أعراض المريض مما يدفعه إلى الذهاب إلى طبيب مختص. أما إذا استمرت المتاعب فترات طويلة، فيشدد غيرلينغ على ضرورة استشارة طبيب عيون على الفور.
عوامل متعددة
وعادة ما ترجع الإصابة بجفاف العين إلى عوامل بيئية كسوء التهوية أو مكيفات الهواء أو العمل أمام شاشة الحاسوب، ويمكن الحد من هذه المتاعب من خلال تجديد الهواء في المكان أو تعديل وضعية أثاث المكتب في العمل.
عدم توزيع المادة الدمعية على جميع أجزاء العين بشكل متساو يؤدي لعدم إمداد القرنية والملتحمة والأجزاء الداخلية من الرموش بالمواد الغذائية اللازمة لها (دريمز تايم)
أما عن أسباب الإصابة بجفاف العين الناتجة عن العمل أمام شاشة الحاسوب أو مشاهدة التلفاز، فيبين الطبيب إيكرت أن النظر إلى الشاشة دون حركة يؤدي إلى نسيان المرء للرمش بعينيه، فبدلا من أن يرمش المرء بجفنه بمعدل يتراوح بين 10 و15 مرة في الدقيقة الواحدة، يرمش مرة أو مرتين فقط في الدقيقة.
ويؤدي تراجع معدل الرمش على هذا النحو إلى عدم توزيع المادة الدمعية على جميع أجزاء العين بشكل متساو، الأمر الذي ينتج عنه عدم إمداد القرنية والملتحمة والأجزاء الداخلية من الرموش بالمواد الغذائية اللازمة لها، وعدم حمايتها على نحو كاف. وللتعامل مع تراجع الرمش نتيجة العادات الخاصة بمشاهدة التلفاز أو غيرها من الشاشات، ينصح إيكرت بعمل بعض التمارين، كعدم النظر إلى الشاشة من حين لآخر وغلق العينين بشكل مقصود.
من جهته يؤكد غيرلينغ فائدة الطبقة الدمعية التي تعمل على ترطيب سطح العين وإمداد الخلايا بالأوكسجين والمواد الغذائية اللازمة لها، لافتا إلى أنها تعمل أيضا على تنظيف العين من الأجسام الغريبة والبكتيريا وتساعد على صقل الطبقة السطحية من القرنية، وبالتالي تسهم في توفير رؤية واضحة للعين.
اضطراب في المادة الدمعية
ويشير البروفيسور إلى أنه من الممكن أن تعزى الإصابة بجفاف العين إلى اضطراب في المادة الدمعية ذاتها، إذ تتكون من ثلاث طبقات معقدة، مما يجعلها عرضة للإصابة بالاضطراب أيضا. فالطبقة السفلى من هذه الطبقات المعروفة باسم "ميكويد" يتشابه تكوينها مع الإفرازات المخاطية، وهي المسؤولة عن انتشار المادة الدمعية في جميع أجزاء العين، تعلوها طبقة مائية أخرى تزيد عنها حجما، وتغطيهما طبقة دهنية تعمل على حماية المادة الدمعية من التبخر.
 مادة العين الدمعية تتكون من ثلاث طبقات معقدة (الألمانية)
ولعلاج الاضطرابات اللاحقة بالمادة الدمعية بالعين، يوضح غيرلينغ أنه عادة ما يتم استخدام الدموع الصناعية لهذا الغرض، لافتا إلى أن ذلك يسري أيضا على جفاف العيون، الذي يصاحب الأمراض الروماتيزمية أو أمراض الغدة الدرقية أو غيرها. كما يوجد العديد من المستحضرات الدوائية التي يتم تحديد النوع الملائم منها للمريض وفق وضعه الصحي واحتياجاته.
ومع أنه من الممكن الاحتفاظ بنوعيات الدموع الصناعية المحتوية على مواد حافظة لمدة طويلة، فإن الصيدلانية أورسولا زيلربرغ تحذر من أن استخدامها فترات طويلة يمكن أن يلحق أضرارا بالغة، لذلك توصي باستخدام المستحضرات المعبأة في عبوة الاستخدام الواحدة أو المصنعة وفقا لنظام التقطير "COMOD". ويتم تصنيع هذه النوعية من العبوات بحيث لا يمكن للجراثيم أو غيرها من الملوثات الدخول إليها بعد استخدامها في كل مرة، لافتة إلى أنه نظرا لأن استعمالها يستلزم الضغط على الزجاجة بقوة، فهي لا تتناسب مع كبار السن مثلا.
وعند استخدام أي نوع من قطرات الدموع الصناعية، تشدد أورسولا، وهي عضو اتحاد روابط الصيادلة الألمان، على ضرورة ألا تلامس الزجاجة العين مطلقا، بل يجب أن تسقط القطرات إلى داخل العين كي لا تصل البكتيريا إلى الزجاجة. وللقيام بذلك على نحو أمثل يجب أن يستلقي المريض على ظهره ويغمض عينيه ويضع القطرة في الزاوية الداخلية من العين، وعندما يفتح عينه بعد ذلك فسوف يتوزع السائل بداخلها تلقائيا.
ولتخزين قطرات العيون بشكل سليم، حذرت­ أورسولا من وضعها في الثلاجة، إذ يمكن أن تتصلب هناك، مشددة على ضرورة التخلص من القطرات بمجرد انتهاء تاريخ صلاحيتها. 
المصدر:الألمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق