الأربعاء، 17 يوليو 2013

داء #السكري

هو مرض استقلابي ينتج من نقص هرمون الإنسولين أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يتولى وظيفة إدخال السكر في الدم "الغلوكوز" إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم على المدى القريب والبعيد.
والإنسولين هو هرمون تصنعه خلايا بيتا في البنكرياس، الذي هو عضو يقع بين المعدة والعمود الفقري. ويفرز البنكرياس الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الشخص للطعام، وذلك كاستجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.
ويشكل الغلوكوز عملة الطاقة التي يتحول إليها الغذاء الذي يأكله الإنسان، ويفرز في الدم حيث تأخذه خلايا الجسم وتحرقه لإعطائها الطاقة اللازمة لعملياتها الحيوية. ولفعل ذلك فهي تحتاج لهرمون الإنسولين الذي يجعل الغلوكوز يتحرك من مجرى الدم إلى الخلايا.
وكلما ارتفع مستوى الغلوكوز في الدم أفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين لخفضه. أما إذا انخفض مستوى الغلوكوز فإن البنكرياس يقلل أو يوقف إفراز الإنسولين، ويفرز الجسم بالمقابل أربعة هرمونات أخرى لرفع مستواه في الدم، وهي الغلوكاغون والكورتيزول والأدرينالين وهرمون النمو، والتي تجعل الكبد يطلق الغلوكوز إلى مجرى الدم.
وفي الأحوال الطبيعية يحافظ الجسم على مستوى الغلوكوز في الدم في نطاق يتراوح بين سبعين و120 مليغرام لكل ديسيلتر، وذلك عبر آلية تضمن الحفاظ على مستواه حتى لو صام الشخص لفترة طويلة عن الطعام، أو بالعكس تناول كمية كبيرة منه. أما في داء السكر فيرتفع الغلوكوز فوق الحد الطبيعي.
أنواع مرض السكري:
داء السكري من النوع الأول:
ويطلق عليه أيضا اسم السكري المعتمد على الإنسولين، وسكري اليافعين. وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي إلى تراجع الكميات التي يفرزها البنكرياس من الإنسولين بشكل تدريجي. وتمتد عملية التدمير هذه على شهور أو سنوات، وفي النهاية تصبح كمية الإنسولين قليلة للغاية مما يؤدي لارتفاع الغلوكوز في الدم وظهور أعراض السكري.  
السكري من النوع الأول يصيب عادة اليافيعين في سن عشرة أعوام إلى 16 عاما (الجزيرة)
ويتطلب علاج النوع الأول من السكري إعطاء المريض الإنسولين، وذلك عبر الحقن أو مضخة الإنسولين. ويؤدي ذلك إلى انخفاض الغلوكوز في الدم والسيطرة عليه. ولا يوجد علاج شاف من هذا النوع، ولكن يأمل العلماء من خلال أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجددي في تطوير آلية لإنتاج خلايا بيتا جديدة لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع من السكري.
حقائق عن السكري من النوع الأول:
  • مستويات الإنسولين في الجسم تكون قليلة جدا أو معدومة.
  • يصيب الذكور والإناث بشكل متساو.
  • يتطور المرض قبل سن 35 عاما، وعادة تكون أعمار المصابين ما بين عشرة أعوام و16 عاما.
  • يشكل 5% إلى 10% من نسبة المصابين بداء السكري.
  • يعتقد بأن مرضى هذا النوع لديهم استعداد وراثي للإصابة بأمراض مناعية ذاتية، التي قد تحفزها بعض أنواع الفيروسات.
داء السكري من النوع الثاني:
ويطلق عليه اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين. وفيه تنخفض حساسية الخلايا للإنسولين، أي تقل درجة استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين، ويطلق على ذلك اسم "مقاومة الإنسولين"، فالخلايا تقاوم الإنسولين الذي وظيفته إدخال الغلوكوز إليها.
ففي الأحوال الطبيعية يلتصق الإنسولين بالخلية مطلقا إشارة داخلها تأمر نوعا من النواقل بحمل الغلوكوز من سطح الخلية إلى داخلها. أما في حالة السكري من النوع الثاني فتحدث مقاومة للإنسولين تتمثل في إعاقة الإشارة التي يرسلها لداخل الخلية، مما يؤدي لعدم دخول الغلوكوز وتراكمه وارتفاعه في مجرى الدم.
ولحل هذه المشكلة يعمل البنكرياس على زيادة إنتاجه من الإنسولين، وذلك ليعاكس تأثير مقاومة الإنسولين، وقد يستمر ذلك على مدار أشهر أو سنوات، ولكن في النهاية تتنامى مقاومة الإنسولين، كما يصاب البنكرياس بالإرهاق، وترتفع مستويات الغلوكوز في الدم.
وعادة ما يكون الأشخاص المصابون بهذا النوع بدن، ولذلك فإن خفض الوزن وتعديل النمط الغذائي هي أولى آليات العلاج، بالإضافة لأدوية بعضها يحفز إفراز الإنسولين من البنكرياس، وبعضها يزيد من حساسية الخلايا للهرمون، أما إذا لم يتجاوب مريض السكري مع التغييرات المطلوبة منه في الغذاء والحركة، أو بقيت مستويات الغلوكوز مرتفعة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المرض مما يدفع الطبيب إلى الانتقال في مراحل لاحقة إلى العلاج بحقن الإنسولين.
البدانة هي أبرز عوامل الإصابة بالنوع الثاني من السكري (أسوشيتد برس)
وكالنوع الأول من السكري لا يوجد علاج شاف أيضا للنوع الثاني، ولكن يؤدي خفض الوزن وتغيير نمط الطعام والحركة إلى تحسين التحكم بمستوى الغلوكوز في الدم، كما قد يقلل حاجة الشخص إلى العلاجات كالأدوية الخافضة للسكر أو حقن الإنسولين.
حقائق عن السكري من النوع الثاني:
  • مستويات الإنسولين في الجسم تكون طبيعية أو مرتفعة.
  • يصيب الأشخاص فوق سن الأربعين عاما عادة.
  • يشكل 90% من نسبة المصابين بداء السكري.
  • الوراثة تلعب دورا أكبر فيه من النوع الأول من السكري.
  • تعد السمنة أهم عوامل الخطورة للإصابة به.
سكري الحمل:
ويسمى أيضا مرض السكر الحملي، وترتفع فيه مستويات الغلوكوز في الدم لدى بعض النساء الحوامل، وعادة ما يعود إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. ويكون النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري في المستقبل.
أعراض داء السكري:
  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • فقدان الشعور بالطاقة وتراجع الحيوية.
  • زيادة الشهية.
  • نقصان الوزن.
  • مشاكل في البصر تكون في البداية مؤقتة، لكنها قد تصبح دائمة إذا لم يتم ضبط الغلوكوز في الدم.
  • الارتباك وفقدان الوعي.
  • تراكم الأحماض في الدم وفقدان الوعي والموت، وذلك لدى مرضى النوع الأول من السكري.
مضاعفات داء السكري:يؤدي ارتفاع غلوكوز الدم إلى آثار ضارة على الجسم، بعضها قصير المدى ومؤقت ويمكن عكسه بالعلاج مثل الأعراض السالفة، والأخرى طويلة الأمد ودائمة، وتشمل:
  • قرحة قدم السكري قد تنتهي بالبتر (الجزيرة)
    مشاكل العين، وتضم اعتلال الشبكية، وهي البطانة الحساسة للضوء الواقعة في الجزء الخلفي من العين. ويحدث الاعتلال عندما يدمر ارتفاع غلوكوز الدم الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية، وقد يقود ذلك إلى العمى، والمياه الزرقاء (الغلوكوما) والمياه البيضاء (الكتاراكت) واللذين يحدثان لدى مريض السكري بمعدل 200% أكثر من الشخص غير المصاب.
  • مشاكل الكلى، إذ يؤدي إلى تلف خلايا الترشيح الدقيق في الكلى (النيفرونات)، ويفاقم ذلك إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم. وقد يؤدي الأمر في النهاية إلى الفشل الكلوي.
  • أمراض القلب والشرايين، إذ يزيد السكري من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية والنوبة القلبية وهبوط القلب. ويجب على مريض السكري أن يسعى لضبط مستويات الغلوكوز في الدم بالإضافة لمستويات الدهون والكوليسترول لتقليل مخاطر المرض.
  • تلف الأعصاب، ويؤدي ذلك إلى تراجع إحساس المريض وشعوره بالخدر والتنميل، كما يقلل من سيطرة الجسم على وظائفه الذاتية، كالجهاز البولي والهضمي. ويقود إلى العنة (العجز الجنسي).
  • مشاكل القدمين، إذ ينتج عن تراجع الإحساس فيهما ونقص التروية الدموية زيادة مخاطر الإصابة بالجروح والقرحات، التي يمكن أن تلتهب وتتطور إلى غنغرينا (تموت الأنسجة بسبب نقص التروية الدموية)، مما يقود إلى بتر القدم أو الساق.
  • ارتفاع مخاطر العدوى، وذلك ناجم عن حقيقة أن ارتفاع سكر الدم يقلل من كفاءة بعض خلايا الدم البيض. ولذلك فإن مرضى السكري بشكل عام هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية في الجلد والمهبل، بالإضافة للدمامل.
المصدر:الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق