السبت، 20 يوليو 2013

#ليبيا.. مائدة إفطار ثابتة في ظروف متحولة

لم تتغير طقوس المائدة الرمضانية الليبية في عمومها، ولا في خصوصية كل منطقة. ولم يختلف كثيرا نهار ليبيا الرمضاني وليلها، فالسكون الذي يطبع الشارع الليبي اثناء النهار، يتحول إلى صخب عارم أثناء الليل، تماماً مثلما يسمى بـ "الهدوء الذي يسبق العاصفة". لكن تظل المرأة غائبة عن الشارع، فمكانها يختلف بين تواجدها خلف مكتب عملها، أو في المطبخ لإعداد وليمة الإفطار، أوخلف الشاشة لمتابعة المسلسلات الرمضانية. بل إن صفحات الليبيات على الشبكات الاجتماعية لا تخلو من حديث عن مسلسلات أو برامج رمضانية أكثر من أي صفحات أخرى.
ذكرى حزينة
ومع حلول شهر الصيام، أضاف على حياة الليبيين أجواءً مفعمة بالبهجة و النشاط والتواصل. الآن، قد يكون الوضع تغير بانعدام الأمن والأمان في ليبيا. فلا يخلو بيت من ذكرى حزينة، أو من مقعد فارغ أمام مائدة الإفطار لشهيد أو قتيل أو ضحية بفعل رصاصة طائشة. غير أن الطرابلسي صلاح الحارتي المتخصص في تاريخ تقاليد وعادات طرابلس، يؤكد في البث المشترك لإذاعة هنا أمستردام مع راديو أجيال اف ام أنه لا شيء قد تغير، وأن الطرابلسيين بالخصوص محتفظون بروحهم الرمضانية التي لم تشبها شائبة، سواء فيما يتعلق بالمائدة التي تتزين بما لذ وطاب، ووجبات تتنوع بين الكسكسي والعصبان، مع وقفة خاصة لدى الوجبة الطرابلسية العريقة الرز بالبصل. أو فيما يتعلق بالعادات الاجتماعية الرمضانية، مثل "لمة الجيران" وزيارة الأقارب والتحلق حول التلفزيون.
موائد الرحمان وفقر مدقع
كما يؤكد الحاراتي أن موائد الرحمان تنعدم تقريباً ولا تخصص إلا للعمال الوافدين على ليبيا. لا تخلو صفحات الشبكات الاجتماعية الليبية من نداء لنجدة المحتاجين الليبيين في هذا الشهر المميز بالكرم والإحسان. هؤلاء لا يحتاجون لمائدة من موائد الرحمان ولكن لانتشال حقيقي من فقر مدقع. 
رصاصة إفطار
والرصاص إذاً؟ الطائش والهادف معاً؟ لا يزال حاضراً منذ الثورة لا يغيب. ولكن يبدو أنه خصص للإعلان عن وقت الإفطار، وربما السحور ايضاً، وللتعبير عن مظاهر الفرح بالشهر الكريم. وليبيا شعب مسلم، قبل التشدد الإسلامي لبعض التيارات التي ظهرت بالساحة جلياً بعد إعلان التحرير بالخصوص، كان الليبيون شعباً معتدلاً في دينه ومتسامحاً. ومن استطلاع بسيط للرأي في بنغازي هذه المرة وليس طرابلس، حول الرد الأول عن رؤية شخص يفطر برمضان، تبين أن الشعب لم يتغير في تسامحه عموماً. فهناك جيل الثورة الذي يؤمن بالحريات الإنسانية بما فيها حرية المعتقد، وهناك جيل آخر من الطيبين الذين يريدون أن يتقمصوا دور الوعّاظ في هذه الحالة لنيل أجر يُحسب له.
المصدركريمة إدريسي- هنا أمستردام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق