الأربعاء، 26 يونيو 2013

الشعارات الجهوية في #ليبيا حلت محل الثورية

خالد المهير- طرابلس
لم تعد تستمع في ليبيا هذه الأيام إلى شعارات الثورة مثل " شهداء شهداء من أجلك يا ليبيا" والأغاني التي تغنى بها الليبيون في جبهات القتال وساحات المدن الثائرة طيلة فترة الثورة الأخيرة. فقد حلت محل هذه الشعارات والأهازيج الوطنية حديث عن طرابلس وبرقة وفزان، أو بالأحرى "شرق وغرب ".
كما حلت اتهامات متبادلة بين الليبيين على صفحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام قد تحرق الأخضر واليابس.
وعن هذا المنعطف الخطير في مسار الأزمة الليبية، قال عضو المؤتمر الوطني العام عن مدينة طبرق شرقا محمد يونس للجزيرة نت إن "التجاذبات الجهوية الضيقة" تحاول إثبات ذاتها في المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن ليبيا في طور الإنشاء، وهذه إحدى سمات الدولة الناشئة.
لكن عضو المؤتمر الوطني العام عن منطقة العزيزية بضواحي طرابلس عبد الفتاح الخلبوص أكد للجزيرة نت أن انتخاب رئيس المؤتمر الوطني من أصول أمازيغية، وهو نوري أبو سهمين "رسالة صريحة إلى من أسماهم المتطرفين من الجانبين بأن ليبيا "لن تقبل القسمة على اثنين".
من مظاهرة ضد الفدرالية في بنغازي (الجزيرة نت)   
وحصل أبو سهمين على 96 صوتا مقابل ثمانين صوتا لمنافسه عضو المؤتمر الوطني العام عن مدينة المرج ( 120 كلم شرق بنغازي ) الشريف الوافي.
وأرجع القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عماد البناني، بحديثه للجزيرة نت، ولادة الجهوية كنزعة للحفاظ على الذات وتقويتها شأن الفدرالية، واعتبر أن مؤسسات الدولة والقطاع العام تدافع عن المركزية خشية تفككها في ظل دولة ناشئة، متوقعا انضباط الحالة بشكل كبير عند تشكل الدولة اللامركزية ودولة القانون والمؤسسات.
وتساءل البناني إن كانت الدولة الحالية قادرة على التصدي لهذا التحدي الكبير أم أنها بحاجة إلى وقت حتى تتأزم فيه الحالة بشكل غير محمود؟
قوة انفصالية
وعزا الناشط السياسي محمد بويصير بروز معيار الجغرافيا بقوة إلى غياب رؤية وطنية شاملة، مشيرا إلى أنها "قوة انفصالية مدمرة" وأن الصراع الدائر هو على " صكوك النفط " الذي قال إن نضوبه سيؤدي إلى تحول ليبيا الواحدة إلى دويلات صغيرة متناثرة.
وقال بويصير، في تصريحات للجزيرة نت، إن العمل السياسي الآن محصور في مائتي شخصية، عكس أيام الثورة التي كان فيها العمل السياسي والتطوعي والمدني يشمل الجميع، مؤكدا أن ما يجري في ليبيا صراع على السلطة الضيقة.
وأقر الصحفي عبد الله الكبير، من مدينة مصراتة، في مقابلة مع الجزيرة نت، بأن مشاعر الجهوية زادت على حدها الطبيعي، وانطوت كل مدينة على ذاتها، لكنه دعا إلى التقليل من خطورة القضية حيث إن الشعب الليبي على مدى تاريخه يتحالف تلقائيا عند شعوره بالخطر الداخلي أو الخارجي.
من جهتها، وصفت الناشطة السياسية انتصار الباهي، في تصريح للجزيرة نت، سكان المنطقة الشرقية بالمتعصبين، وأكدت أن النعرات الجهوية لا تجدها في مناطق الغرب، وأن من ينادي بالجهوية لا يمثل نسبة كبيرة في الشرق بعد الثورة، والدليل على ذلك -وفق حديثها- ارتفاع أعداد نزلاء الشرق في فنادق طرابلس لعدم قدرتهم على التعايش مع هذه النعرات، وأكدت أنه "لا خوف على ليبيا من بعبع التقسيم ".
شعارات رفعت أيام الثورة (الجزيرة نت)
جنرالات وفرسان
ويتهم الكاتب الصحفي ناصر الدعيسي، في تصريح للجزيرة نت، صراحة، من وصفهم بـ "جنرالات وفرسان" الفضائيات بتأجيج ما اعتبرها الجهوية المقيتة.
ويقول الدعيسي "إن غياب المؤتمر الوطني العام والحكومة عن دورهما الكبير وانشغالهما بالمهاترات السياسية تكلف ليبيا يوميا دما ودمارا". وأضاف أن ليبيا "تورطت مع نخبة ليس لها علاقة لا بالسياسة ولا بالعمل الوطنى، وهي من تود جر البلاد إلى بوابة النار" مؤكدا أن ليبيا تسير على وقع حقل ألغام بدأت بوادره بتهديد لواء القعقاع التابع للزنتان الذي يتخذ من طرابلس مقرا.
واستطلعت الجزيرة نت آراء شريحة واسعة من المواطنين، فقال القاضي فوزي الكزة إنه للقضاء على الأصوات التي تطالب بحقوقها على الدولة أن تكون عادلة بين أقاليمها، مشيرا إلى أن دولة بهذا الوصف تحتاج إلى حكومة رشيدة، وهذا  "ما لم نر بوادره حتى الآن".
وبينما تقول الطالبة الجامعية فاطمة العوامي إن هذه النعرات لن تؤثر في وحدة ليبيا، تحمل المعلمة إيمان عبد الرازق المؤتمر الوطني العام والحكومة برئاسة علي زيدان المسؤولية  الكاملة عن تعطيل بناء الدولة، لكنها قالت إنه مهما بلغت الصيحات الجهوية فلن تطول الوحدة الوطنية.
المصدر:الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق