الاثنين، 13 مايو 2013

#ليبيا و #الصين تبرمان اتفاقا لاستكمال مشروع عقاري ضخم في #بنغازي

  أبرمت الحكومة الليبية المؤقتة اليوم (الأحد) مع الشركة الوطنية الصينية للإنشاءات الهندسية المحدودة - فرع ليبيا (سي أس سي سي)، اتفاقا يقضي بعودة الشركة لاستكمال مشروع إنشاء 20 ألف وحدة سكنية في مدينة بنغازي شرق البلاد،بتكلفة ثلاثة مليارات دينار ليبي (نحو 2.4 مليار دولار) هي قيمة العقد السابق.
وحضر توقيع الاتفاق الذي أبرم اليوم في قاعة اجتماعات فندق (تيبستي) ببنغازي، سفير دولة الصين لدى ليبيا وانغ وانغ شنغ، ونائب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عوض البرعصي ووزير الإسكان والمرافق علي الشريف ورئيس المجلس المحلي لمدينة بنغازي محمود بورزيزة. كما حضر رئيس جهاز مشروعات الاسكان والمرافق محمد عجاج، والمدير المفوض للشركة ومدير فرعها في ليبيا، وعدد من مسؤولي البلدين.
ويقضي الاتفاق المبرم بين الطرفين والذي أتى بعد مفاوضات طويلة الأمد بعودة الشركة الوطنية الصينية للإنشاءات الهندسية المحدودة - فرع ليبيا، إلى العمل مجددا في مدينة بنغازي من خلال استكمالها لمشروع إنشاء 20 ألف وحدة سكنية كانت قد توقف العمل فيها إبان ثورة 17 فبراير 2011 التي سقط على إثرها نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال السفير الصيني، إن توقيع هذا الاتفاق يعد "ثقة كاملة من الحكومة المؤقتة الليبية في الشركة الصينية التي تتولى هذا المشروع"، واعتبر إياه "انطلاقا مباركا للتنمية وإعادة الإعمار في ليبيا". وقال إن "الحكومة الصينية تتابع عن كثب الوضع في ليبيا وقد حثت شركاتها للعودة مجددا إلى العمل في هذا البلد". وأردف أن "الحكومة الصينية تؤيد عودة شركات بلادها إلى ليبيا، وتؤكد أنها تريد أن تقدم مزيدا من العون والمساعدة في مختلف المجالات لهذا البلد".
وتابع ان "السفارة الصينية في ليبيا تتمنى ألا تخيب الشركة الصينية أمل أهل بنغازي في إنجاز مشاريعها"، لافتا إلى أن "طريق البناء في ليبيا مازالت طويلة وأن الصين مستعدة لمشاركة الليبيين في خلق ليبيا الجديدة". وأعرب عن أمله في إنجاز المشروع في أقل وقت ممكن، مؤكدا أن الصين"ستواصل بطريقتها في دعم الثورة الليبية حتى نهاية المطاف".
وتتولى الشركات الصينية إنشاء أكثر من 66 ألف وحدة سكنية في مختلف أنحاء ليبيا، حسب رئيس جهاز مشروعات الاسكان والمرافق في ليبيا محمد عجاج. وقال وزير الإسكان الليبي علي الشريف، إن هذا المشروع "هو أول مشروع يتم فيه التوقيع على استئناف العمل مجددا في ليبيا بعد الثورة". بدوره، قال نائب رئيس الحكومة المؤقتة لشؤون الخدمات عوض البرعصي،إنه "بتفعيل هذا المشروع تكون ليبيا قد بدأت أول خطوة في إعادة إعمار البلد وعودة الشركات الأجنبية إلى ليبيا". وتابع البرعصي أن "تفعيل هذا المشروع يعد باكورة تفعيل المشروعات في مختلف انحاء البلاد وبذلك سيساهم في تدوير عجلة الاقتصاد والتنمية ومن ثم استقرار الأمن في ليبيا". وأضاف أن "السلطات الليبية الجديدة حافظت قدر الإمكان على المشروع" الذي استكملت منه نسبة 40 في المئة حتى الآن. وأشار البرعصي إلى أن "مسؤولية استكمال المشروع تضامنية، وعلى الجميع أن يقوم بدوره على أكمل وجه حتى ينجز المشروع بالكامل، وأن على الجميع تأمينه والمحافظة عليه"، لافتا إلى "جهود مضنية بذلت من الطرفين الليبي والصيني من أجل تفعيل هذا المشروع".
من جهته، قال مساعد مدير قسم الشؤون الخارجية بالشركة الصينية لي فنغ شنغ إن " شركتنا تهتم بهذا المشروع جدا، وقد جهزنا للعودة وسنستجلب العمالة للعودة قريبا، والليبيون سينتقلون للشق الجديدة خلال عام". من جهته، قال المدير الليبي للمشروع رافع القطراني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "السلطات الليبية والمحلية في مدينة بنغازي قد اتفقت مع مديرية الأمن وكتائب الثوار على حماية مواقع العمل والعمال فور عودتهم للعمل". وأضاف أن "عددا من العمال عادوا إلى ليبيا فعليا لصيانة الآلات والمقار الإدارية ومقار إقامة العمال وأن مديرية الأمن تعمل على حمايتهم على مدار الساعة". وتوقع القطراني أن "تستكمل الشركة صيانة مقارها خلال ثلاثة أشهر ليتم استئناف العمل مجددا على هذه المشاريع". وتابع "سيتم تسليمنا خلال عام 1200 وحدة سكنية من المشروع وستستكمل البقية تباعا". وأوضح أن المشروع سيكون متكاملا بمرافقه الخدمية "لافتا إلى أن الشركة عادت للعمل دون شرط أو قيد أو تعويض". وقال إن السلطات الليبية نتيجة هذا الموقف الجيد ستتعاقد مع الشركة لإنجاز مشاريع البنية التحتية لهذه المشاريع كاملة.
يشار إلى أن الشركات الصينية العاملة في مجال البناء والتشييد المعماري اضطرت إلى تعليق أعمالها مؤقتا في مدينة بنغازي، شرق ليبيا،منذ اندلاع ثورة "17 فبراير"، حيث عاد آلاف العمال الصينيين إلى بلادهم هربا من القتال الذى كان دائرا آنذاك بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية لمعمر القذافي.
وقد تعرضت مبان ومعدات وأجهزة الشركات الصينية في بنغازي، والشركات الأجنبية الأخرى مثل التركية والألمانية، لبعض أعمال الشغب والتخريب والحرق التى صاحبت ثورة 17 فبراير، نتيجة الفوضي وانتقاما من النظام الليبي المنهار وليس انتقاما من الأجانب.
والشركة الوطنية الصينية للانشاءات الهندسية المحدودة - فرع ليبيا كانت تنفذ 20 ألف وحدة سكنية في منطقة قنفوده غرب بنغازي، و5 الاف وحدة سكنية في منطقة جردينا على بعد نحو 30 كم من بنغازي، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 4 مليارات دينار (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 1.29 دينار). ويقع المشروع على مساحة 1800 هكتار وقد كان يعمل في الشركة قبل الثورة نحو 11 الف عامل وفني ومهندس وإداري صيني، بالإضافة إلى العديد من العمال والموظفين الليبيين.
المصدر: شينخوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق