الأحد، 19 مايو 2013

المؤرخ سالم الكبتي: #ليبيا ظلت معطلة دستوريا طوال 40 سنة


العربية نت- الدار البيضاء - خديجة الفتحي - أصدر مؤخراً سالم الكبتي، الذي يعد من أبرز المؤرخين الليبيين لتاريخ ليبيا الحديث، مؤلفاً في طبعة ثانية بعنوان: "الدستور في ليبيا تاريخ وتطورات".
وأكد سالم الكبتي في مقابلة مع "العربية.نت" أن "ليبيا ليست وادياً غير ذي زرع كما سوق لها معمر القدافي، الذي اختزل تاريخ البلد في شخصه"، معتبراً أن هذا الأخير منع الأجيال الجديدة من التواصل مع تاريخ بلادها ومعرفة ما أنجزه أجدادها على المستوى الدستوري والسياسي.
واعتبر أن ليبيا ظلت "معطلة دستورياً طوال 40 سنة من الانقلاب على الشرعية في سبتمبر/أيلول 1969"، وشهدت خلالها حياة سياسية غريبة الملامح ومشوهة الوجه، تمثلت فيما سمي لاحقاً "سلطة الشعب واللجان الثورية".

تاريخ مؤسساتي عريق
وأكد الكبتي أن ليبيا مرت بتجارب دستورية منذ أواخر العهد العثماني الثاني، مشيراً إلى تأسيس مجلس للنواب في الرقة سنة 1921، كان يعد حينها أول مؤسسة نيابية في المنطقة العربية.
وذكر المؤرخ أن ليبيا عرفت قبل الاستقلال إعلاناً دستورياً، وشهدت نظاماً فيدرالياً لا مركزياً في إطار وحدة الوطن، ثم نظام المحافظات التي تلاها انقلاب على الشرعية السياسية من طرف القذافي.
وأوضح المؤرخ أن جهل الناس لمجمل هذه الحقائق جعله يصدر كتاب "ليبيا مسيرة الاستقلال وثائق دولية ومحلية " في ثلاثة أجزاء.
ويكشف الكتاب تضحيات الشعب الليبي في مواجهة المستعمر، وهو يضم وثائق وصوراً نادرة وشهادات لكبار الساسة في العهد الملكي، سهر المؤرخ على تجميعها منذ 1972، واشتغل عليها في صمت إلى حين توافر شروط النشر ما بعد المرحلة الديكتاتورية، حسب تعبيره.
وأبرز الكبتي أن "المؤرخ في عهد القذافي كان يسير في الغار، بحيث لم تكن هناك شروط واضحة"، مشيراً إلى وجود "محاذير أو خطوط حمراء" تعيق عمله، "فإما أن يجاري ما يريده القذافي أو يطلب السلامة ويبتعد"، حسب تعبيره.

مؤرخو اليوم ومرحلة القذافي
وشرح أن "القذافي قدم التاريخ إلى الشعب بطريقته الخاصة، لأنه زور وطمس وشوه الكثير من التاريخ الليبي"، مضيفاً أن النظام السابق هدم المباني التاريخية، وألغى التاريخ الهجري والميلادي، اللذين استبدلهما بوفاة الرسول. واعتبر أن القذافي كان يركز على "الموضوعات التاريخية التي تستدعي الفتن والحساسيات".
وشدد الكبتي على أن "ما تحتاجه ليبيا اليوم هو أن يلتزم المؤرخون النزاهة والموضوعية وعدم المبالغة والتهويل ولو تعلق الأمر بالكتابة حول مرحلة القذافي"، معتبراً أن ما يكتب حول هذا الأخير لحد الساعة يندرج في باب الإثارة ولا علاقة له بالكتابة العلمية.
وأعرب المؤرخ عن اعتقاده بأن الاضطرابات التي تعيشها ليبيا بين الحين والآخر "تعكس توترات المرحلة الانتقالية المرتبطة بإعادة بناء قواعد لعبة السلطة السياسية وعلاقات الدولة بالمجتمع". ولم يستبعد أن تكون بعض الكتائب مرتبطة بأجندات خارجية وأخرى بفلول النظام السابق، فيما يتصرف الباقي، تبعاً له، بحسن نية من باب حماية الثورة.
وأكد الكبتي أن ليبيا تعاني حالياً من ضعف المؤسسة العسكرية، لأنه في عهد القذافي، وبحسب تعبير المؤرخ، سادت "عصابات وميليشيات خلقت لخدمة الزعيم القائد وليس الوطن". كما اقترح، للخروج من المأزق، بناء مؤسسات قوية وتطوير أداء الأحزاب تنظيمياً وسياسياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق