الاثنين، 18 مارس 2013

#ليبيا #إسماعيل_القريتلي : حكومة باتجاه تبريري تخيط ثوب فشلها.

لا أهتم إن غضب مني أو لامني بعض أصدقائي في الحكومة وبينهم رئيس الوزراء علي زيدان بسبب نقدي للأداء “العدمي” للحكومة فزيدان نفسه دعمتُ توليه رئيسا للحكومة بشكل شخصي توليه للحكومة بقصد كسر المشهد الجامد في العملية السياسية بعد أن توقف بسبب حدة التجاذب بين الليبراليين والإسلاميين وفشل مصطفى بوشاقور في تقديم تشكيلة حكومية ترضي أطراف المعادلة السياسية.
وأشدت في مقال سابق بالنجاح الذي حققه زيدان ببناء توافق سياسي بين الليبراليين والإسلاميين عبر تشكيل فريق حكومي متوازن لاقى قبول الأطراف. ولكن سرعان ما بدأ التراجع في الحفاظ على هذا التوافق بتسارعٍ لم يكن متوقعا. كما عملنا معا إلى أيام قبل الانتخابات في تأسيس نفس الحزب ولكن اختار زيدان بعد ذلك الانسحاب لأسباب وضحها في حينه.
إن الحالة العدمية التي تعيشها الحكومة التي لا تجعل من الخروج الإعلامي والصحفي المتكرر “شبه اليومي” لزيدان رفقة بعض وزرائه مبررا. وفي كل خروج هناك شماعة يعلق عليها زيدان تجمد أداء الحكومة.
أحيانا يجعل زيدان من الثوار أو المسلحين أو المليشيات هي العائق وهذا أمر ظهر في أولى خطاباته للشعب رغم أن بعض المسلحين وجهوا أغلب غضبهم نحو المؤتمر الوطني بخلاف ما كان يحصل مع حكومة عبد الرحيم الكيب التي واجهت الكثير من غضب المسلحين من بعض الثوار وبعض منتسبي الجيش.
وبعد حين بدأ زيدان يتحدث عن خصم غير معرف يعرقل مسيرته ويمنع حكومته من العمل وكأني به يقصد تيارات سياسية يخلتف معها في الطرح الفكري والسياسي خاصة الإسلاميين عندما يتحدث عن استغلال الدين وأننا كلنا مسلمين، متناسيا ربما تعنته في تعيين خبراء في الدولة بسبب خلفيتهم الإسلامية.
في الآونة الأخيرة اعتبر رئيس الحكومة أن المؤتمر الوطني خصمه، وهو من يعرقله رغم أن زيدان يملك من خلال كتلتي التحالف والعدالة (الكتلتان اللاتان دعمتا انتخابه رئيسا للوزراء) أكبر عدد من الأعضاء. وبدأ يرمي ثبات الحكومة على موقف السكون التام على تعطيل إقرار الميزانية وبعض القوانين كما ألمح لذلك وزير عدله صلاح المرغني.
لا أدري إن كان زيدان أو أي منا يمكن أن يتصور إقرار ميزانية بجرة قلم، أم أن الأمر يتطلب ضرورة من المؤتمر تمحيصها وفحصها والبحث في كل كلمة ورقم فيها ثم يأتي التصويت على الإقرار فكيف إن علمنا أن هناك مشاكل بنيوية في وضع الميزانية مثل رغبة رئيس الحكومة في عدم وجود مادة تشترط الرجوع للمؤتمر الوطني عند أي زيادة يطلبها لاحقا رئيس الحكومة فوق ما أقر له من ميزانية كما أشار بعض أعضاء المؤتمر.
المفاجأة الأخيرة كانت في المؤتمر الصحفي بالأمس الذي وجه رئيس الحكومة اللوم على قبائل ومناطق بل على الشعب في عرقلة أداء حكومته حيث اعتبر المظاهرات والاعتصامات كإضراب سائقي صهاريج الوقود التي تشتهر بها فرنسا التي يعرف زيدان عنها الكثير ولم يخرج رئيس فرنسا أو رئيس وزرائه أو الوزراء على الإعلام يتهمون السائقين بل يدخلون معهم في تفاوض وتسويات من خلال نقاباتهم للوصول إلى حلول وسط ترضي كل الأطراف.
الطرف الوحيد الذي امتدحه زيدان في مؤتمر بالأمس وفي مناسبات عديدة سابقة هو الخارج فأميركا تدعمنا وفرنسا تريد بناء ليبيا وبريطانيا حريصة على أمننا وألمانيا تقدم مساعداتها إلينا بلا حساب، فالكل صديق والكل يدعمنا والكل يحبنا في الخارج. لكن الداخل الليبي أحزاب وتيارات وشخصيات ومؤتمر وطني وإعلام وكتاب وعمال ومناطق وشعب كلهم ضد زيدان ويعرقلون خطط حكومته الجاهزة. لعل هذا السبب الذي دفع رئيس وزرائنا إلى المطالبة بتمديد فترة بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا عاما آخرا.
المنارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق