الأحد، 31 مارس 2013

#ليبيا: استياء وتأويلات متعددة بعد اغتصاب ناشطات متجهات الى #غزة

تقرير : نصر الدين الدجبي - اذاعة هولندا العالمية / قبل الثورات العربية كانت قوافل المساندة لسكان فلسطين عامة، وغزة على سبيل الخصوص تلاقي تعطيلا من الحكومات التي كانت قائمة وقتها تعقيد الاجراءات، وتخويف المساندين والداعمين لهذه القوافل، وقطع الطرقات وغلق البوابات المؤدية الى المناطق المحاصرة.
أما اليوم وبعد ما اطلق عليه بالربيع العربي، ذهبت الحكومات المعطلة للقوافل، وتركت بحسب نشطاء الفيسبوك موروثاً من الأتباع، الذين امتهنوا الاجرام وقطع الطرق واحداث القلاقل، اضافة الى تحرك أجهزة المخابرات التي كانت مرتبطة بهذه الحكومات لاستغلال حالة الفراغ الأمني، وتحويل هذه الثورات الى حلة ارتباك وخلط الاوراق يقول اخرون.


مرمرة 2
آخر ما نقلته وسائل الاعلام الليبية والأجنبية هو ما قام به مجموعة من المسلحين في بنغازي بشرق ليبيا، من اغتصاب ثلاث ناشطات يحملن الجنسية البريطانية من قبل افراد يتبعون احدى الجهات الامنية بالمدينة، دون تحديدها على سبيل الدقة.
وبحسب ما نقلت وسائل اعلام ليبية وأجنبية عن مصدر دبلوماسي بالقنصلية التركية في مدينة بنغازي، فان الفتيات الثلاث يتواجدن في بنغازي ضمن طاقم سفينة الاغاثة المتجهة الى قطاع غزة “مرمرة 2″.
وكانت قافلة مرمرة 2 قد انطلقت في 25 فبراير من بريطانيا، محملة بمساعدات طبية وسيارات اسعاف الى قطاع غزة لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ يونيو 2007.


الحدود المصرية
بحسب سليمان بن عامر رئيس صندوق الدعم والاغاثة في بنغازي وأحد المنسقين لسفينة "مرمرة 2″ المتجهة الى غزة في تصريح صحفي فإن المخطوفين كانوا عائدين من الحدود المصرية بعدما منعتهم السلطات من العبور الى قطاع غزة المحاصر. وتابع بن عامر انه تم اطلاق سراح مختطفتين اثنتين بعد تعرضهما للاغتصاب فوراً، فيما لم يتم ارجاع الثالثة الا لاحقا.
وكانت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) قد اعلنت الثلاثاء 26 اذار 2013 ان خمسة من المتضامين مع قافلة مرمرة البرية تم اختطافهم ولا يعرف من الذي بقف خلف الاختطاف.
وتحمل القافلة المتجهة الى غزة 25 ناشطا من جنسيات مختلفة، بعضهم ممن شاركوا في سفينة اسطول الحرية التي تعرضت في نهاية مايو من العام 2010 لاعتداء من جنود البحرية الإسرائيلية، وأدت الى مقتل تسعة متضامنين اتراك. انتهت بقطع العلاقات بين تركيا اسرائيل، لم تعد هذه العلاقة الا مؤخرا بعد اعتذار اسرائيل عن فعلتها.

"إساءة سمعة"
وقد ادان عوض البرعصي نائب رئيس الوزراء الليبي الحادث في بيان له صدر 28 اذار/مارس على صفحته على الفيسبوك ونقلته وسائل اعلام ليبية واجنبية. ووصف البرعصي الاغتصاب بالوحشي وغير الإنساني. وأكد انه زار الضحيتين للاطمئنان عليهما ومساندتها. يذكر ان الاعتداء بحسب وسائل اعلام ليبية تم على شقيقتين امام اعين والدهما.، الذي يظهر انه قرر قطع الرحلة والعودة الى بريطانيا.
كما استنكر المجلس المحلي لمدينة بنغازي في بيان له الحادثة، ووصفها بأنها "مسيئة لسمعة" بنغازي مهد الثورة الليبية، وطالب المجلس جهات الاختصاص بتعقب الجناة للقصاص مهم وحتى يكونوا عبرة لغيرهم.


تفسيرات على الفيسبوك
كما لقيت الحادثة ردود افعال مستنكرة من نشطاء الفيسبوك، وصف بعضهم الجناة بأنهم من مخلفات نظام معمر القذافي، في حين قال اخرون ان اسرائيل من تقف وراء الاعتداء، واعتبروه عملية استباقية حتى لا تصل القافلة الى غزة لكسر الحصار. غير ان توافقا بين المعلقين على الحادث يحملون الحكومة والنظام الامني الليبي المفكك المسئولية عما حدث للنشطاء.
من جانبها دعت الحكومة الفلسطينية أجهزة الأمن والقيادة الليبية لبذل كل الجهود لإنقاذ المختطفين من المتضامين مع غزة وتوفير الحماية لباقي متضامني قافلة "مرمرة 2". ووصفت الحكومة المقالة في غزة الاعتداء على النشطاء المتضامنين مع غزة بـالجريمة النكراء.


فساد مركـّب
من جهته حمل الصحفي الليبي هشام الشلوي في حديث لإذاعة هولندا العالمية الحكومة المسئولية عن الحادث قائلا "المسئولون الليبيون يتعاملون مع الحادثة وكأنهم أعضاء بمنظمة حقوقية، إذ غلبت على خطابهم لغة المطالبة من الشارع بالمساندة". وتابع الشلوي قائلا "هناك مسألة مهمة يجب الاعتراف بها، وهو أن الأمر لا يتعلق بسلوك فردي معزول بل يتعدى ذلك في حالات مشابهة في كثير من المدن والقرى الليبية"، وأرجع الشلوي هذه الاحداث الى "فساد مركب خلّفه النظام السابق زعزع التركيبة السلوكية والأخلاقية العامة للمجتمع."
وبين الشلوي ان الحادثة ليست الاولى وإنما وقعت حوادث اخرى مشابه مثل حادثة التسمم من الخمر بطرابلس، واغتصاب فتاة ليبية بغرفة العناية المركزة، وغيرها من الحوادث الشنيعة التي تعبر على خلل بنيوي على مستوى نظام ليبيا السلوكي بحسب رأيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق