الثلاثاء، 19 مارس 2013

#ليبيا #إسماعيل_القريتلي : 19 مارس ذكرى الثوار لحماية الوطن.. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!!!

الغريب جدا أن الحكومة تتحدث عن الأمن بمعنى واحد موجه ضد الثوار المعروفين في كل ليبيا في حين أن المليشيات التي تأسست بعد تحرير العاصمة وبعضها بعد مقتل القذافي لا نجد حديثا واضحا عنها وكذلك أمراء الحرب من بعض ضباط الجيش السابق الذي يديرون مليشيات لا يتحدث عنها أحد في الحكومة العصابات التي تخطف وتقتل الناس لسرقة أو ابتزاز للمال كل أولئك لا يتحدث عنهم أحد في الحكومة مهربي المخدرات وأقراص الهلوسة والخمور المستوردة والمحلية لا يتحدث عنهم أحد في الحكومة..
لم نشهد مؤتمرا صحفيا لوزير الداخلية أو آمر مديرية أمن في أي مكان في ليبيا إلا المرج مؤخرا يتحدث عن حملات ضد المجرمين الهاربين من القانون والعصابات المسلحة التي تروع المواطنين الذي يقوم بعضهم بالهجوم على مدارس البنات في وضح النهار.
المجرمون وقطاع الطرق الذين يقتحمون المستشفيات ويرعبون الأطباء والمرضى والزوار لا يتحدث عنهم أحد في الحكومة.
الغريب جدا أيضا أن أوكار هذه العصابات معلومة ربما للجميع وعندما عجزت الداخلية في فترة من الفترات تحرك الثوار وقبضوا عليهم وأخرجوهم من تلك الأوكار.
لا أقول أن الثوار لا يخطئون ولكن أقول لماذا تعمد وضعهم في زاوية بقصد استفزازهم لاستخدام السلاح لعل الشرعية تسقط عنهم.
اليوم 19 مارس هل كانت الداخلية والأمن الداخلي ومكافحة الزندقة هي من يدافع على بنغازي أم هم الثوار والإسلاميون منهم معرفون ليس هذا من باب المزايدة راف الله السحاتي ذلك المهندس الشهيد الذي يعرف كل أصدقائه كان في أفغانستان ورجع لبلاده في أول التسعينيات وعمل مهندسا حتى اندلعت الثورة المبارة فلبى النداء وكانت له ملاحم والكل يعرفه على وجه التفصيل.
الشيخ سالم دربي والشيخ محمد الغرابي والشيخ أحمد المجبري وإسماعيل الصلابي والشيخ الزهاوي كلهم يعرفهم الليبيون إبان الثورة وقبلها إما سجنوا في معتقلات القذافي أو عاشوا في وديان الجبل الأخضر بعد مواجهات التسعينيات.
لا نزايد على الثوار فالكل يعرف أن أغلب الناس اتجهت شرقا في يوم 18 مارس وبقي القليل من سكانها مع الثوار الذين واجهوا ببسالة وإيمان تنسج عنه الحكايات رتل القذافي المزمجر الذي كان فيه جيش القذافي وكتائبه ورجال أمنه الداخلي والخارجي ولجانه الثورية.
هؤلاء الثوار الذين واجهوا ذلك الرتل هم من قدم منذ شهر مارس 2011 المبادرات تلو المبادرات للإندماج في الجيش عندما شكل أول مجلس عسكري برئاسة عمر الحريري وجعل خالد السايح منسقا مع الثوار واستمر الأمر بعد تولي مسؤول ملف الدفاع جلال الدغيلي الذي يملك المعلومات التفصيلية والدقيقة عن هذا الأمر.
جبريل عندما كان رئيسا للمكتب التنفيذي ومصطفى عبد الجليل يعرفان على وجه اليقين مساعي الثوار للاندماج مبكرة في الجيش ربما كان لبعض الثوار ملاحظات بخصوص من كان في الجيش أو رؤية أن يتأسس الجيش بمنطق مختلف ولكن الكل كان يريد التأسيس وأصحاب القرار السياسي هم من أخر ولا يزالون اندماج الثوار في المؤسسة العسكرية والأمنية.
شلقم يتذكر ما قاله في أروقة الجزيرة بأنه يتمنى أن يباد الثوار في محرقة البريقة خوفا من مواجهة الواقع الجديد.
حتى عندما غرر بالبعض وهجم على كتائب الثوار في بنغازي الكل يعرف وكنت شاهدا على بعض تلك الوقائع كيف تصرف الثوار بحكمة وأخلوا المقار.
هل يعلم الليبيون أن من كان يحمي القنصلية الليبية في بنغازي من الثوار وأصيبوا وقت الهجوم عليها.
كل مدن ليبيا تعرف عندما كان الثوار الذين لا يزايد عليهم أحد يحمون الشوارع والأسواق والمستشفيات والمقار العامة وكيف هو الوضع بعد أن أخلى الثوار الشوارع.
أكرر لا أبرر للثوار ولكن أحمل الدولة التي تملك القرار السياسي مسؤولية كل المحاولات التي تهدف لافتعال مواجهة مع الثوار من خلال قرارات استفزازية كتلك التي نادت بعودة كل عناصر جهاز الأمن الخارجي لأعمالهم.
لقد حاول الثوار بناء مؤسسات مدنية وها هي سرايا راف الله السحاتي تؤسس مجموعات منظمات مجتمع مدني تعنى بالشباب وتأهيلهم وفق اتجاهات التنمية البشرية الحديثة.
وهذا أمر موجود في عديد المدن والمناطق فلماذا لم نلحظ دعما للحكومة في هذا الاتجاه.
أليس الثوار هم من فكر في تأسيس هيئة شؤون المحاربين رغم تعطيل المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية لكل تلك الجهود استمر الثوار في دعم تأسيس دولة حديثة تحكمها مؤسسات دستورية.
عدم الاعتراف بالتغيير المدوي الذي حدث في ليبيا ومحاولة تجاهل هذا التغيير والتعامل وكأن ما حدث كان مجرد انقلاب لن يفيد وسيجعل ليبيا في مواجهة بعضها البعض. وهذا أمر مسؤولة عنه الحكومة بشكل أساسي التي يجب أن تتوقف عن الاستفزاز، ثم يلحقها في المسؤولية المؤتمر الوطني.
المنارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق