الاثنين، 18 فبراير 2013

#مصر #بورسعيد تعلن العصيان المدني للمطالبة بالقصاص لضحاياها

المتحدث العسكري لـ «الشرق الأوسط» : نؤمِّن الأماكن الحيوية والاستراتيجية
متظاهرون يحاصرون المقرات الحكومية في مدينة بورسعيد أمس (أ.ف.ب)
القاهرة: محمد عبد الرءوف بورسعيد: يسري محمد
شهدت مدينة بورسعيد (225 كيلومترا شمال شرقي القاهرة) أمس حالة من العصيان المدني للمطالبة بالقصاص لـ42 قتيلا سقطوا خلال أعمال عنف شهدتها المدينة الشهر الماضي، فيما قال العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة لـ«الشرق الأوسط» إن مسيرات الأمس التزمت بالسلمية ولم ينجم عنها أي أعمال شغب، مؤكدا أن القوات المسلحة تؤمن بحرية التعبير عن الرأي مشددا على التزامها بدورها في تأمين الأماكن الحيوية والاستراتيجية. وحذر التيار الشعبي المعارض، الذي يرأسه حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، حذر «السلطة الحاكمة» من اللجوء إلى العنف لقمع صوت أهالي بورسعيد.
وأعلن الآلاف من أبناء مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس العصيان المدني العام أمس وقاموا بإخلاء المباني الحكومية من الموظفين ووقف حركة العمل داخل مبنى ديوان عام المحافظة والهيئة العامة لموانئ بورسعيد فيما توقفت الدراسة بالمدينة، وقطع المتظاهرون خط السكك الحديدية القادم من القاهرة لبعض الوقت.
ويطالب أهالي مدينة بورسعيد بتعيين قاضي تحقيقات مستقل، للتحقيق في سقوط 42 شهيدا و150 مصابا في الأحداث التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي على خلفية قرار محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق 21 متهما من أبناء المدينة، في قضية مقتل 72 من مشجعي النادي الأهلي القاهري في مباراة كرة قدم بين فريقي المصري البورسعيدي والأهلي في استاد بورسعيد العام الماضي، إلى مفتي الديار المصرية تمهيدا لإعدامهم.
وقال العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة لـ«الشرق الأوسط»: إن «المسيرات التي شهدتها مدينة بورسعيد أمس اتسمت بالسلمية ولم يحدث ما يعكر صفو الأمن بالمدينة». وأضاف العقيد علي: «ضمت المسيرات نحو ألفي فرد جابوا عدة مناطق بالمدينة دون أي أعمال شغب أو تخريب، وتضمنت المسيرة دعوات لأهالي بورسعيد للاعتصام والإضراب».
وأشار إلى أن نسبة حضور الطلبة بمدارس بورسعيد أمس كانت 25 في المائة بسبب خوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس، خشية حدوث أعمال شغب، فيما اقتربت نسبة حضور المعلمين من 100 في المائة.
وقال: «المسيرة تحركت بحرية تامة فيما التزمت عناصر القوات المسلحة بدورها في تأمين الأماكن الحيوية والاستراتيجية والمنشآت الحكومية في المدينة»، مضيفا: «نحن نؤمن بحرية التعبير عن الرأي. وفي الوقت ذاته نحن ملتزمون بمحددنا الأساسي وهو عدم الإضرار بالأهداف الاستراتيجية والحيوية في أي مكان». وأشار إلى حدوث احتكاك محدود بين أحد قادة ألتراس النادي المصري ويدعى «علي سبايسي»، في المنطقة التجارية المعروفة باسم «الحميدي والتجاري» (قرب المدخل الجنوبي لبورسعيد) وبعض أصحاب المحلات، بسبب دعوته لهم لغلق محالهم التجارية والانضمام للإضراب إلا أنهم رفضوا واعتدوا عليه بالضرب.
وقال شهود عيان إن المسيرات طافت مناطق البنوك وجميع المنشآت الحيوية ببورسعيد لوقف العمل بها ضمن فعاليات العصيان المدني، مرددين هتافات تطالب بالقصاص لشهداء الأحداث الأخيرة وتقديم القتلة للقضاء، وأخرى مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي. كما اقتحمت المسيرات المنطقة الحرة للاستثمار وغادرتها دون اشتباكات، ثم توجهت إلى مبنى محافظة بورسعيد للتظاهر أمامه، وحاول المتظاهرون اقتحام ميناء بورسعيد، إلا أنهم لم ينجحوا، فيما أكد اللواء أحمد نجيب رئيس الهيئة العامة لموانئ بورسعيد انتظام حركة تداول السفن داخل الميناء.
من جهته، أكد المهندس حسين زكريا رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر أن حركة قطارات السكك الحديدية على خط القاهرة - بورسعيد (خط فرعي) بالوجه البحري توقفت لبعض الوقت أمس بسبب قيام شباب الألتراس بوقفات احتجاجية عند مزلقان الاستثمار ببورسعيد، حيث اعترضوا حركة القطارات فلم تتمكن من الدخول إلى بورسعيد لمدة ساعتين قبل أن تعود الحركة إلى طبيعتها، فيما أكد مصدر مسؤول بهيئة قناة السويس أن حركة الملاحة بالقناة لم تتأثر بالعصيان المدني، مشيرا إلى أن 52 سفينة عبرت أمس المجرى الملاحي للقناة في الاتجاهين، بحمولات بلغت مليونين و690 ألف طن.
من جانبه، حذر حزب التيار الشعبي المعارض، «السلطة الحاكمة» من اللجوء إلى العنف لقمع صوت أهالي بورسعيد، داعيا كل القوى السياسية والثورية إلى دعم نضال شعب بورسعيد والتضامن معه بكافة الوسائل، والدفاع عن حقه في القصاص لشهدائه.
ودعا التيار في بيان له أمس إلى عدم السماح بعزل بورسعيد أو حصارها. وقال: «هذا هو الحد الأدنى لرد الجميل لشعب بورسعيد الذي قاتل طويلا من أجل حماية مصر وأبنائها، وما زالت صفحات التاريخ تحمل اسم المدينة الباسلة بحروف من نور الحق والنضال».
وقرر الرئيس مرسي في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي إعلان حالة الطوارئ في محافظات القناة الثلاث (بورسعيد – الإسماعيلية – السويس) لمدة 30 يوما، كما فرض حظر التجوال في المحافظات الثلاث اعتبارا من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا خلال فترة فرض الطوارئ، قبل أن يفوض محافظي تلك المدن في تخفيف فترة الحظر إلى أربع ساعات يوميا من الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة فجرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق