السبت، 16 فبراير 2013

#مصر ‎#إيران علماء ومفكرون ايرانيون يوجهون رسالة للرئيس #مرسي

الرئيس المصري محمد مرسي
الرئيس المصري محمد مرسي
وجه 17 عالما ومفكرا ايرانيا رسالة الى الرئيس المصري محمد مرسي اعلنوا فيها استعدادهم لنقل التجارب العلمية المكتسبة في ايران الى مصر .
وبعث هؤلاء العلماء والمفكرون الايرانيون رسالتهم بالتزامن مع الذكرى الثانية لانتصار الثورة المصرية حيث اوضحوا فيها التجارب الفذة التي اكتسبتها الثورة الاسلامية في ايران لاسيما في مرحلة بناء نظام الحكم القائم على اسس الشريعة الاسلامية السمحاء ، وكذلك المنجزات التي حققتها ايران في ظل الحكومة الشعبية الدينية واشاروا الى المكتسبات العلمية موثقة بالاحصاءات التي نشرتها المؤسسات والمراكز العالمية المعنية ، وفيما يلي نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس جمهورية مصر العربية
الدكتور محمد مرسي المحترم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد ...
نرفع اليكم اسمى التهاني بالذكرى الثانية لانتصار ثورة الشعب المصري والإطاحة بالحكم المستبد السابق ، وبلورة دولة جديدة تعتمد القيم الإسلامية، كما نهنئكم بفوزكم في الانتخابات الرئاسية الديمقراطية، ونجاح التصويت لصالح دستور البلاد.
اننا شهدنا النجاحات التي حققها الشعب الإيراني العظيم بفضل انتصار ثورته الإسلامية بقيادة الإمام الخميني الراحل أعلى الله مقامه الشريف، الذي كان، بحق، حكيما و عارفا و عالما فذا قل نظيره في التاريخ، وكذلك شهدنا التجارب التي اكتسبتها ايران طيلة 34 عاما من عمر ثورتها الاسلامية وكفاحها المرير ضد الصهيونية و الاستكبار العالمي من أجل إرساء أسس نظام الجمهورية الإسلامية ؛ لذلك نود أن نطرح على فخامتكم النقاط التالية:
1- لقد حقق العالم المتقدم نجاحات مادية جمّة، إلا أنه مايزال يعاني من أزمات كثيرة على الصعد الفردية و الاجتماعية والتي يعود سببها الرئيسي الى الابتعاد عن حقيقة الإسلام، وفقدان الايمان بكتاب الله ومبادئه ـ أو الايمان بشكل ناقص على أقل تقدير ـ ماجعله مصداقا لـ "الإيمان ببعض الكتاب و الكفر ببعضه " .
2- ان العالم الغربي اصبح يدرك اليوم أهمية الدين وقيمه و دوره في شؤون المجتمع كما هو الحال في الشؤون الصحية للفرد و الأسرة و المجتمع على سبيل المثال ، حيث تلاحظ التوجهات الدينية بين مختلف الاوساط الاجتماعية بصورة جادة.
إن العودة إلى القيم الدينية، جاءت نتيجة للطرق المغلقة والتعقيدات التي آلت إليها عمليات التنمية و التطور بسبب تجاهل هذه القيم والسقوط في أزمات اجتماعية حادة احاطت بالعالم الغربي برمته .
3- إن مبادئ الإسلام تعتبر مرجعا لمعالجة جميع المشاكل على الصعد الوطنية والدولية ، وبدون التمسك بعروته الوثقى، تنفصم جميع العرى و يتعرض الفرد و المجتمع لخسارة كبرى في جميع أرصدته الإنسانية و الاجتماعية.
4- إن الأمور كلها ترجع إلى الله ، وان الايمان والتمسك بالقدرة الإلهية المطلقة يكفل للانسان تحقيق النجاح والسعادة في كلا الدارين. (إلى الله مرجعكم و هو علي كل شيء قدير )(هود ـ 4). وان العقل الإنساني قادر على ان يكون مصدر اشعاع والهام عظيم يستطيع ابداع ظواهر جديدة ذات فوائد تمتد تاثيراتها الى كافة شؤون الحياة بمشيئة الله تعالى ، (فمن يرد اللهُ أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يُضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعّد في السماء . كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون) (الأنعام ـ 125)
5- إن الرؤية القائمة على مبدأ أصالة الإنسان اثبتت فشلها في الاستجابة لمتطلبات الإنسان لما يحمل من خصوصيات روحية ومادية ، فلايمكن تحقيق السعادة دون التوجه إلى الكمال المطلق الذي لامصداق له سوى الله تعالى.
6- إن الولاية ،في حقيقتها ، لله تعالى و لرسوله و لأوليائه. و إن أفضل مناهج الحياة وأنماطها هو مايكون مستمَدّا من الولاية الإلهية . فأي نظام حكم يضع سياساته و يُنشئ مؤسساته و يخطط مناهجه في ظل الولاية الإلهية واهدافها، سينجح في بلوغ الصلاح وتحقيق السعادة، و سيكون مصدرا للرقي و الكمال.
7 - إن الإسلام امانة كبرى منّ الله بها على البشرية جمعاء، وإدراك حقائقه يثمر عن تحقيق السعادة الابدية . وانه دون التمسك بمبادئه، فإن جميع الشؤون المرتبطة بحياة الإنسان، سواء الفردية منها أو الاجتماعية والمجالات السياسية والاقتصادية و الثقافية ستؤدي إلى السير في متاهات الضلال والضياع أو تحقيق تنمية ناقصة أو ظهور مجتمع مشوّه .
8- ان جمهورية ايران الإسلامية بدأت مسيرتها على أساس محورية الإسلام وحضوره في كافة اركان نظام الحكم وجميع شؤون السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية ، واقامت قواعد حكمها على اسس الإسلام العظيم. وفي الأول من ابريل عام 1979 تم عرض نوع النظام الذي يريده الشعب بعد انتصار الثورة الاسلامية على الاستفتاء العام حيث صوت الشعب الإيراني لصالح اقامة نظام الجمهورية الإسلامية بنسبة ، 99،2 بالمائة . وفي نوفمبر من العام نفسه، اجري استفتاء آخر على دستور البلاد بعد صياغته من قبل مجلس الخبراء، فأحرز الأغلبية المطلقة ايضا.
9- إن المادتين الأولى و الثانية تعتبران من أهم مواد الدستور حيث تنصان على تبني نظام الجمهورية الإسلامية مباديء الإسلام وتشريعاته في كافة شؤون الحياة.
10-  لقد نجح الشعب الايراني في تحقيق إنجازات كبرى خلال 34 عاما بفضل تحليه بالحكمة وتمسكه بالجهاد والنضال المرير ضد الاستكبار العالمي و أعداء الإسلام و المسلمين على الصعد الدولية والتي من أهمها الصمود على مبدأ الاستقلال عن كافة القوى شرقيها وغربيها، والتصدي لمخططات الهيمنة على إيران الإسلامية. و في هذا الصدد اعتمدت ايران مبدأ محوريا في سياستها الخارجية يتمثل بدعم المظلومين في جميع انحاء العالم لاسيما الشعب الفلسطيني المضطهد .
ان ايران دفعت ثمنا باهظا بسبب صمودها على هذه السياسة ، حيث فرضت عليها الحرب والحصار الشامل وتعرضت لضغوط دولية واسعة.
11- لقد استطاعت ايران تحقيق انجازات تنموية رائعة في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الإعمارية. وبالرغم من فرض حرب طاحنة عليها استمرت ثماني سنوات، إضافة إلى فرض مختلف انوع الحصار والحظر على الصعد الاقتصادية والسياسية الا ان جمهورية ايران الإسلامية تفخر اليوم بنجاحها في معالجة الفقر واجتثاثه من جميع المدن والارياف، وحازت في ذات الوقت على مكانة مرموقة في مختلف العلوم و التقنيات الحديثة بفضل تمسكها بقيم الإسلام السامية وتبعية الشعب لنهج الإمام الخميني وقيادته الحكيمة ومن بعده آية الله العظمى الخامنئي ، ونشير هنا إلى بعض هذه الإنجازات:
- تؤكد الإحصائيات الرسمية لليونسكو، أن إيران الإسلامية تفوقت على أربعة أخماس دول العالم في المجال التعليمي حيث اصبح العمر المامول للدراسة يتراوح مابين 13 و 16 عاما ، وبلغ اجمالي نسبة المتعلمين لدى جيل الشباب من 95 إلى 99 بالمائة ، و 85 إلي 95 بالمائة بالنسبة لكبار السن ، إضافة إلى ان النساء المتعلمات في البلاد فاقت اجمالي بلدان العالم بنسبة 55 الى 75 بالمئة فيما كانت لاتتجاوز نسبة المتعلمين في إيران 28 بالمائة قبل انتصار الثورة الاسلامية .
- انه بحسب ما أعلنته منظمة ساينس متريكس ، وقسم التجارة و التطوير و المهارة التابع للحكومة البريطانية ومؤسسة اسبرينغر ، استطاعت إيران تحقيق نمو بنسبة 4/14 بالمائة في مجال العلم و فروع التكنولوجيا خلال العقود الثلاثة الماضية، و بذلك سجلت أعلى نسبة في نمو الإنتاج العلمي على الصعيد العالمي ، ان إيران اصبحت تتبوا حاليا المرتبة السادسة عشرة في مجال الإنتاج العلمي على المستوي العالمي بعد أن كانت في مرتبة متدنية لم تتجاوز الثانية و الخمسين قبل انتصار الثورة الإسلامية. واعتبرت المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم التقدم العلمي السريع في إيران، على صلة بتطور التكنولوجيا والآليات والمعدات وتقنية الاتصالات في هذا البلد، فضلا عن الوفرة في الإنتاج العلمي.
- تتوفر إمكانية الوصول إلى الانترنت في ايران حاليا لـ 42 مليون مواطن (نسبة الانتشار53 بالمائة) وبذلك حازت على المرتبة الأولى في الشرق الأوسط و التاسعة عالميا، كما تحتل المرتبة التاسعة عالميا من حيث النمو في إمكانية الوصول الى الانترنت .
- انه بحسب ما أعلنته منظمة يونيدو ، فقد تبوأت إيران المرتبة الأولى عالميا في مؤشر التطور الصناعي حيث سجلت نموا بنسبة 0،54 بالمائة . وبلغ إجمالي الناتج المحلي السنوي 15 ألف دولار أميركي لكل شخص حيث تفوق ايران في مرتبتها على هذا الصعيد ثلاثة أرباع دول العالم. وفي سياق المقارنة بين الإحصائيات المالية الإيرانية قبل الثورة الإسلامية و بعدها، يؤكد تقرير البنك الدولي على حصول نمو سريع في مختلف مؤشرات التنمية في البلاد . فعلى سبيل المثال، تجاوز مؤشر إنتاج المحاصيل الزراعية 110 وحدات، حيث سجل نموا بنسبة أكثر من 600 بالمائة فيما كان هذا المؤشر لايتعدى 18 وحدة قبل انتصار الثورة الاسلامية.
- ومن النجاحات التي تحققت في إطار "وثيقة آفاق التنمية العشرينية لجمهورية ايران الإسلامية " و "خارطة طريق التقدم العلمي"، يمكن الإشارة إلى التقدم الذي احرزته ايران في مجال التكنولوجيا النووية و استخداماتها السلمية في مجالات الطاقة النظيفة والطب و الزراعة ، وكذلك التقدم العلمي في مجال الخلايا الجذعية وتطبيقاتها في الطب وتكنولوجيات النانو والبيئة. و في 2005 نجحت إيران الإسلامية في الانضمام لنادي البلدان المالكة لتكنولوجيا صناعة الاقمار الصناعية واطلاقها إلى الفضاء حيث اصبحت الدولة التاسعة في العالم ، وحازت ايران ايضا على تكنولوجيا دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، و تقنية 150 نوعا من السوائل الايونية ذات الاستخدامات الواسعة ، وصهر الصلب بتقنية فرن القوس الكهربائي، وتكنولوجيا حفر آبار النفط و الغاز في المياه العميقة (800 إلى 1000 متر)، و بناء السدود و المحطات الكهرومائية الضخمة حيث تعد كل هذه الانجازات نماذج من تحقق خطط وثيقة آفاق التنمية العشرينية للبلاد .
- إن حكومة الجمهورية الإسلامية  وضعت في اولويات خططها "خطة التنمية الاقتصادية" و "الاقتصاد المقاوم" بهدف نيل التقدم الى جانب تحقيق العدالة الاجتماعية، وكذلك إصلاح أنظمة الدعم الحكومي، والضرائب، و الجمارك، و المصارف، و توزيع السلع و الخدمات، ودعم العملة الوطنية.
إننا نعتبر الإنجازات الهائلة التي تحققت في كافة المؤشرات بجانبيها الكمي والكيفي في إيران الإسلامية بفضل التجارب التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في احداث التوازن بين شؤون الفرد و المجتمع . وفي هذا السياق اعدت الدولة برنامجا شاملا يهدف لـ "بناء الحضارة الإسلامية الحديثة" ، وهو برنامج طويل الأمد يعتمد نماذج لتحقيق التقدم الشامل، يقوم على المبادئ الإسلامية السامية في جانبيها النظري والعملي، ويختلف عن الأساليب و الأنماط الدخيلة التي فرضها العالم الغربي و الصهيونية الدولية تحت عناوين مؤشرات و معايير التنمية.
صاحب الفخامة :
إن العلماء والمفكرين الايرانيين يؤكدون استعدادهم في وضع مابحوزتهم من تجارب و خبرات علمية هائلة بتصرف حكومتكم الموقرة و الشعب المصري المسلم الشريف، وايمانا منهم بقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) (الحجرات ـ 10) فانهم على قناعة تامة بأن العالم الإسلامي يمتلك من الطاقات و الإمكانيات والكفاءات مايؤهله للرقي الى مرتبة وضع الحلول لمختلف مشاكل العالم وانقاذه من التحديات وتحقيق السعادة له. إن إثارة النعرات الطائفية بين المسلمين بمثابة فتنة كبرى ومخطط يحيكه أعداء الإسلام والمسلمين بأساليب مختلفة للنيل من تقدمهم .
وفي ضوء ما تقدم، ندعو فخامتكم، باعتباركم شخصية عقائدية حكيمة تضطلع برئاسة دولة ذات تراث عريق وحضارة إسلامية مجيدة، أن تجعلوا الاسلام العظيم الأساس في إدارة جميع شؤون الدولة، دون الاكتراث بالضغوط الدولية ومايسمى بالحركة التنويرية المتأثرة بفكرة فصل الدين عن شؤون السياسة و الثقافة و الاقتصاد. "من كان يريد العزة فلله العزة جميعا، إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه. و الذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد و مكر أولئك هو يبور" (الفاطر ـ 10)
العزة والشموخ لمصر المسلمة حكومة و شعبا ولجميع المسلمين ، ودوام الصحة و السعادة لشخصكم.
قناة العالم الاخبارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق