الأحد، 17 فبراير 2013

السفير الليبي في #الكويت: الطريق مازال طويلاً لعبور #ليبيا نحو الدولة الحديثة

اخبار ليبيا


قال السفير الليبي لدى الكويت الدكتور محمد سالم عميش ان الطريق مازالت طويلة امام ليبيا التي تواجه تحديات كثيرة، لافتا الى وجود جهود حقيقية من ابناء ليبيا المخلصين لبناء الدولة من جديد على قواعد سليمة.

وأضاف عميش في مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارة بلاده بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير، ان نظام القذافي في ليبيا لم يترك اي شيء حقيقي للدولة سواء من مؤسسات او بنى تحتية، واهدر ثروة البلاد النفطية طوال 42 عاما بسبب مغامراته الطائشة من حروب مع دول الجوار ودعم حركات الانفصال واخيرا هوسه بأفريقيا، لافتا الى ان ليبيا وبعد ازاحة النظام السابق تسعى الى اقامة علاقات متوازنة وتعاون وتنسيق مع دول العالم خصوصا دول الجوار وبالاخص دول الربيع العربي.

وبالحديث عن العلاقات الكويتية - الليبية اشاد عميش بعمق هذه العلاقات الاخوية والوطيدة بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات، معربا عن تقديره الشديد والكبير لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد على حرصه الدائم وتأكيده على امن واستقرار ليبيا.

واستذكر لقاءه مع سمو الامير اثناء تقديم اوراق اعتماده كأول سفير لبلاده في الكويت بعد الثورة معتمدا من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وقال ان سمو الامير عبر بكل اهتمام عن حرصه الشديد على امن وسلامة واستقرار ليبيا مشيرا الى ان الحميمية التي اتسم بها اللقاء لم تكن غريبة على سموه وحنكته السياسية الكبيرة حيث يعتبر عميد الديبلوماسية العالمية.

واعرب السفير عميش عن اعتزازه وتقديره لتكليفه وتشريفه وتعيينه سفيرا لبلاده في الكويت التي تتمتع بقدر كبير من الحرية والديموقراطية واكد ان ما تتمتع به الكويت من حرية رأي وديموقراطية يرجع بالدرجة الاولى الى ايمان القيادة السياسية بالديموقراطية، معبرا عن رغبة بلاده في تعزيز اواصر التعاون البناء مع الكويت في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية. وشدد على ان بلاده تأمل في بداية عهد جديد توثق فيه العلاقات بين البلدين على المستويات وان تكون ليبيا مفتوحة اقتصاديا امام الكويتيين للاستثمار فيها مع الاستفادة من خبرات الكويت في ما وصلت اليه من تطور للمجتمع المدني.

واشار السفير عميش الى ان الكويت كانت من اوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وقال لقد كان هذا الاعتراف سندا للشعب الليبي الذي رفع من معنوياته حيث قرأ فيه الدعم الحقيقي اضافة الى المساعدات التي قدمتها الكويت بقيمة 50 مليون دينار كويتي على شكل مساعدات عينية من وقود للمنطقة الشرقية وسيارات اطفاء وبعض التجهيزات التي يحتاجها الشعب الليبي في وقتها، مثمنا الخطوة ومعتبرا انها كانت خطوة يجلها الشعب الليبي ويذكرها للكويت قيادة وحكومة وشعبا.

كما استذكر السفير عميش بكل امتنان استقبال الكويت لعدد من مصابي الثورة وعلاجهم في الكويت وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم طوال مدة اقامتهم في البلاد قائلا ان الامر ليس بغريب على الكويت المعروف عنها تواصلها مع سائر شعوب العالم وخاصة اثناء المحن حيث تثبت الكويت دوما حرصها على التفاعل الانساني مع شعوب العالم وذلك من خلال تفعيل توجيهات القيادة السياسية العليا في الكويت وجهود الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية.
وبالحديث عن مستقبل العلاقات الاقتصادية لاسيما الاستثمارات الكويتية، اشار السفير عميش الى زيارة قام بها وفد من الهيئة العامة للاستثمار الليبي الى الكويت حيث اجرى محادثات مع مسؤولين ورجال اعمال ومستثمرين كويتيين، كاشفا عن العمل على اقامة منتدى مصغر لتشجيع الاستثمار في ليبيا، ولافتا على صعيد متصل الى اعادة النظر في القوانين الاستثمارية الحالية كافة وتشجيع الشركات الأجنبية على دخول السوق الليبية.

واضاف ان الاستثمارمن قبل الخارج تحكمه اعتبارات الشعب الذي ترجع امور له فمن وقف مع الثورة ليس كمن وقف ضدها، مشيرا الى ان بعض الدول التي وقفت ضد ثورة البلاد اتت للاستثمار في ليبيا إلا انها لم تلق قبولا.

وذكر ان معدلات انتاج النفط في ليبيا تشير الى 1.7 مليون برميل يوميا، ما يعني وجود فرصة كبيرة لاعادة الاعمار.

ووضع السفير الليبي اغلاق بلاده لحدودها مع تونس ومصر في خانة الاجراءات الاحترازية، مبينا ان القيادة الليبية تلقت تهديدات بان عناصر من النظام السابق تنوي القيام باعمال ارهابية، ومؤكدا على ان الحدود ستفتح بعد انتهاء السبب. واعاد الى الاذهان ممارسات النظام السابق العشوائية الخاصة بفتح واغلاق الحدود مع الدول المجاورة مشيرا الى العمق الاستراتيجي الليبي مع مصر وتونس ومؤكدا عدم بخس حق العمالة، وقال ان هناك سعيا للربط الالكتروني بين سفارة ليبيا في القاهرة والجهات المصرية المختصة بالعمالة، ولفت الى ان النظام السابق عندما فتح الحدود مع افريقيا كانت دون ضوابط او اجراء فحوصات طبية او سجلات امنية ما سبب الكثير من المشاكل وهناك معلومات مفادها انه استخدم بعضهم في الحرب.

ونفى عميش نفيا قاطعا وجود قواعد عسكرية في ليبيا حتى ان قوات التحالف لم يدر بخاطرها ان تكون لها قاعدة، مستدركا بالقول ان هذا لا يمنع من وجود تعاون وتنسيق لانه يهمنا كدولة المحافظة على امن واستقرار البلاد مشيرا الى ان بعبع القاعدة استخدم بصورة غير صحيحة حتى خلال الثورة وقال لدينا نظرة ان محاربة التطرف لا تكون بالعسكر وانما بمواجهة الافكار بالافكار خصوصا وان الشعب الليبي يميل الى الاعتدال حيث ان المذهب المالكي هو السائد.

واكد السفير الليبي ان الاوضاع الأمنية في بلاده ليست بالمخيفة ولكن بالوقت نفسه لا يمكن القول انه مسيطر عليها بالكامل، ولكن يوجد امان والدليل على ذلك انتظار ذهاب الاولاد للمدارس الان حيث يمكن ان تسير في طرابلس ولا تسمع طلقة رصاص واحدة مؤكدا ان الليبيين يقتنون السلاح للدفاع عن النفس وان كان هذا لا يمنع من حدوث جنائيات لاستخدام السلاح الذي سيتم تسليمه الى الحكومة بعد استقرار الدولة وصدور الدستور واصدار تشريعات تحدد كيفية الحصول على تراخيص السلاح.

واشار الى ان الهدف الان هو تطبيق اللا مركزية في الخدمات المقدمة حتى لا يضطر من يريد انجاز معاملة لقطع حوالي 1000 كلم على سبيل المثال وهي المسافة بين بنغازي وطرابلس ومشددا على ان القضاء في بلاده هو صاحب الاختصاص في محاربة رموز النظام السابق بعد استكمال التحقيقات معهم.

من جهة اخرى، ذكر ان ليبيا تختلف عن مصر وتونس لوجود موارد مالية ولكن المشكلة في كيفية استخدامها في تحسين اوضاع الناس مشيرا الى انه تم اقرار بعض القوانين منها صرف 100 دينار للطفل علاوة عائلة في حين كانت 2 دينار فقط في السابق.

وعن الاوضاع في مالي وتواجد القوات الفرنسية قال انه يفترض وجود قوات اممية او افريقية حتى لا تصبح القضية بلدا ضد اخر وهذا افضل من وجود قوات فرنسية فقط.

وبالحديث عن الازمة السورية لفت السفير الليبي الى ان بلاده ذاقت تجربة ليست ببعيدة، مشيرا الى اننا في الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة وما زلنا نستذكر ما قام به الشعب الليبي لنيل حريته، معتبرا ان الشعب السوري يمر بأكثر دموية ونشعر بآلامه ومعاناته، مذكرا بان ليبيا كانت اول دولة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي السوري وسلمته مقر السفارة السورية كما قدمت حوالي 100 مليون دولار دعما للشعب السوري.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق