الأحد، 17 فبراير 2013

#ليبيا #خالد_دخيل : لماذا 17 فبراير.

تمر علينا اليوم الذكرى الثانية الاول ل17 فبراير اليوم الذي حدد كموعد لبداية ثورة الشعب رغم ان الثورة قد سبقت هذا اليوم بل عندما جاء اليوم كانت مسيرة الثورة قد شقت طريقها الى الحرية والكرامة ولكن قد يتسأل البعض لماذا 17 فبراير ..؟ وماذا كان يعني قبل هذه الثورة ..؟ وما الذي حدث في 17 فبراير قبل 2011 ..؟ ان 17 فبراير لم يأتي من العدم او هكذا صدفة انه يوم له ماله وعليه ماعليه فقبل 17 فبراير 2011 كانت بداية 17 فبراير في 2006 فما الذي حدث في 2006 قد يعرف البعض ما الذيحدث وخاصة اهل مدينة بنغازي المدينة المتمردة دائما ولكن من هم خارج بنغازي قد لايعرفون الكثير عن هذا اليوم وان عرف بعضهم فمعلوماته قد تكون قليلة ولهذا سنحول ان نعرف بهذا اليوم وما الذي حدث فيهولماذا كان هذا اليوم .
ففي2006 انتشرت في عديد الدول الغربية ظاهرة نشر الرسوم التي تسئ الى رسولنا الكريم (ص)فكانت البداية من الدنمارك وما حدث فيها في تلك الفترة ثم هولندا وغيرها من الدول حتى وصل الى الصحف الايطالية التي قامت بنشر عدة رسوم مسيئة للرسول (ص) واعادة نشر الصور الدنماركية وهذا الامر استفز الكثير من المسلمين في كثير من دول العلم الاسلامي التي خرجت في تظاهرات ومسيرات استنكار لمثل هذه الاعمال المشينة التي تسئ للإسلام والمسلمين وللأسف اننا في بلادنا لم نكون نجرؤ في تلك الايام على الخروج في مسيرات لان المسيرات لا يمكن ان تخرج الا بأمر الطاغية ومن اجله ام غير ذلك فممنوع ولو كان لنصرة ديننا ورسولنا ولكن اهل بنغازي لم يلتزموا بهذا الامر فكان ان قاموا بالخروج في مظاهرات استنكار وشجب وتوجهوا الى مقر القنصلية الايطالية ببنغازي وامام ابواب القنصلية لم يجد اعوان الطاغية الا مكافحة والوقوف في وجهة هذه التظاهرة وطبعا كالعادة لايوجد وسائل للمكافحة الا الرصاص الحي فكانت المواجهة بين المواطنين العزل ورجال الامن وغيرهم من الاجهزة والجهات التي في خدمة الطاغية فسقط العديد من الشهداء في هذا اليوم ولكن الامر لم ينتهي عند هذا الحد فانتقلت التظاهرات الى عديد الشوارع وحدث الكثير من رد الفعل من قبل المواطنين الذين لم يكون امامهم الا المواجه  وتواصلت المواجهات لفترة من الوقت استمرت اكثر من يوم ثم انتهت ولكن اهل بنغازي الذين لم ينسوا شهداءهم في مجزرة ابوسليم رغم مرور السنين ولم يستسلموا اضافوا هذا اليوم الى ذاكرتهم ولم ينسوا ابناءهم وتواصلت المطالبة بمحاسبة من كان وراء قتل المتظاهرين في هذه المظاهرة كما كانوا يطالبون بكشف حقيقة مجزرة ابوسليم وكشف حقيقة اطفال الايدز وكشف حقيقة الطائرة التي اسقطت فوق قصر بن غشير 1992 وكثرت المجازر والجرائم وزدت المطالبات بمعرفة الحقيقة ومحاسبة المجرمين ولكن لاحياة لمن تنادي فكان اسلوب الترغيب والترهيب يمارس عليهم من اجل نسيان كل هذه الاحداث وعدم الحديث عنها حتى كان 17 /12/2010  عندما انطلق قطار الثورة العربية من سيدي بوزيد لتثور تونس وتتحرر من طاغيها لتتسلم مصر الشعلة في 25/ 1/ 2011 وتنطلق ثورتها التي انهت عصر مبارك وهنا كانت الفرصة للشباب الليبي للدعوة الى ثورته فكان الموعد 17 فبراير وذلك لقربه من توريخ الثورات السابقة وللتذكير بما جرى في هذا اليوم 2006 ولكن عندما انطلقت الدعوة لهذا اليوم لم يعره الكثيرين أي اهتمام وهناك من لم يسمع به اصلا ومن عرف به كان لايصدق بانه سيتحول الى حقيقة وحتى اكثر المتفائلين كان يظن ان الامر لن يتجاوز تظاهرة لعدة ساعات يشارك فيها العشرات او المئات ثم ينتهى الامر ويعود كل شيء الى طبيعته ولكن القدر كان يُسير الامر الى مكان اخر تكون فيه نهاية الطاغية بدا من هذا اليوم وهكذا كان فعبيد الطاغية لم ينتظروا وصول 17 من الشهر بل عجلوا الامر عندما قبضوا عل محامي شهداء ابوسليم قبله بيومين أي في 15/ 2 /2011 ليخرج اهلي بنغازي في نفس الليلة مطالبين اطلق سراح المحامي وبعد ان استجابة عبيد النظام السابق تحت ضغط الشعب ظنا منه ان سيعود كلا الى بيته حدث مالم يكن في الحسبان وانطلقت الثورة منذ تلك اللحظة ولم تتوقف الا بنهاية الطاغية ونظامه وها نحن نحتفل بذكرها الثانية بدون القذافي وابناءه بعد اربعة عقود من الذل والاستعباد .
المنارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق