خاص ليبيا اليوم – عماد المدولي .
اثار تحذير بريطانيا الذي أصدرت بموجبه سفارتها بطرابلس،
بياناً محذرة رعاياها بضرورة مغادرة مدينة بنغازيالعديد من التساؤلات،
خاصة وأن البيان تطرَّق إلى “خطر محدد و وشيك” يستهدف الغربيين في بنغازي.
هذا وقد اعلنت السلطات الليبية انها لم تُبلغ بهذه الخطوة
التي اتبعتها ألمانيا وهولندا واستراليا لاحقا ما أثار قلقاً متزايداً
للعديد من البعثات الدبلوماسية والشركات الأجنبية في بنغازي ودفعها للنظر
بجدية في إمكانية مغادرة المدينة.
و قد قلل رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة “علي زيدان” من
التحذيرات التي أصدرتها عدد من الدول الأوروبية التي حثت رعاياها على
مغادرة المدينة مشيرا إلى أن الأوضاع في بنغازي “هادئة جدا وآمنة”
وجاءت هذه التصريحات لــ “زيدان”خلال حضوره فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد بمنتجع دافوس السويسري.
وأكد “زيدان ” حرص بلاده على أمن وحماية الأجانب في ليبيا، مشيراً إلي التعاون والمساعدة للحفاظ على الوضع الراهن.
وجاءت هذه التصريحات لــ “زيدان”خلال حضوره فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد بمنتجع دافوس السويسري.
وأكد “زيدان ” حرص بلاده على أمن وحماية الأجانب في ليبيا، مشيراً إلي التعاون والمساعدة للحفاظ على الوضع الراهن.
اوضاع مستقرة
وفي السياق نفسه فنَّدت وزارة الداخلية بشدة أنباء تردي
الوضع الأمني ووجود تهديدات للأجانب بمدينة بنغازي في أول رد رسمي على
دعوات بعض الدول الغربية لرعاياها بمغادرة المدينة لوجود مخاطر تهدد
حياتهم.
وأكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية في تصريح لوكالة الأنباء الليبية ان
السلطات الليبية لم تُخطر رسمياً من أي دولة بنيتها إجلاء رعاياها من مدينة
بنغازي التي قال إنها تشهد استقراراً أمنياً بعد البدء في تنفيذ الخطة
الأمنية وقيام أجهزة الشرطة والجيش الوطني ببسط الأمن .
وأكد المسئول الأمني أن ما أُعلن عن وجود مخاطر تهدد أمن
واستقرار المواطنين والرعايا الأجانب القاطنين بمدينة بنغازي لا أساس لها
من الصحة، مستشهداً في هذا الصدد بأن المدينة لم تشهد أي حدث أو خرق أمني
طيلة الأيام الماضية .
مؤامرة
و يرى بعض النشطاء بأن هناك مؤامرة تحاك ضد بنغازي، بدليل أن
المدينة الوحيدة التي ذكرت لفضاً هي بنغازي بينما غادر بعض الدبلوماسيين
مدن أخرى لم يتم ذكرها بالإضافة الى مغادرةالاجانب الحقول النفطية في مواقع
مختلفة .
بينما يرى أخرونان الأمر لا يعد مؤامرة أكثر من كونه تخوف
أمني ، بعد تعرض القنصل الايطالي لعملية اطلاق نار ناهيك عن الاحداث التي
تشهدها مالي وعملية الخطف التي تعرض لها العاملون الاجانب في حقل ابو ميناس
الجزائري.
ويقول المحلل السياسي ” السنوسي بسيكري ” أن المتابعة البسيطة
للعلاقات الدولية وآليات رسم السياسات الخارجية للدول تؤكد أنه لا تجزئة
في سياساتها إلا في حالات استثنائية فلا توجد مبررات لجعل بنغازي منها،
والمقصود أنه في حال وجود تأمر فالاتجاه أن تكون المؤامرة ضد الدولة
الليبية أو ضد مكون بشري (التمهيد لعمل عسكري ضد مجموعات معينة مثلا) وليس
ضد إحدى مدنها حتى لو كانت مهد الثورة.
ويضيف : ” غير أن مصدر القرار لا ينبغي أن يبعدنا علىأن يكون
المتآمر طرفا غير الطرف الدولي، كما أن المواجهات بين الأطراف الدولية
وجماعات إسلامية يدفع باتجاه استبعاد المؤامرة عند التحليل.”
وشدد ” بسيكري ” على ضرورة اعطاء الامر أهمية كبيرة وطالب أن
تكون هناك متابعة جادة من قبل الحكومة والمكونات السياسية وكافة النشطاء
في ليبيا وفي مقدمتها بنغازي باعتبارها مدينة الحدث وتداعياته تضرها بشكل
مباشر، دون أن يستثني المدن الأخرى بما في ذلك المناطق الغربية لأن الضرر
لا شك سيلحقها حسب تعبيره .
تجسس
ويشير بعض المراقبون ان هناك معلومات استخباراتية افادت
بإمكانية استهداف بعض المتشددين مقرات البعثات الدبلوماسية في مدينة بنغازي
وذلك رداً على الحملة الأوربية التي تقودها فرنسا في مالي، حيث يؤكدون ان
الطائرات التي تحوم في سماء بنغازي هي من جمعت هذه المعلومات.
بينما يقلل آخرونمن هذا الحدث و يصفونه بانه اجراء احترازي لا
اكثر، وذلك خوفاً من ردة فعل قد تحدث في بنغازي جراء تداعيات العملية
العسكرية في مالي ، ويضيفون ان الموقف الصعب التي وضعت فيه ” هيلاري
كلينتون” بعد مقتل سفير بلادها في ليبيا لا يتمناه أي مسؤول دبلوماسي أو
وزير خارجية أخر، لذلك لا يجازفون ببقاء بعثاتهم الدبلوماسية في بنغازي
حسب رؤيتهم .
وقد اجتمع وزير الداخلية العميد ” عاشور شوايل ” في طرابلس مع
نائب السفير البريطاني لدى ليبيا السيدة ” جل فريزر” و تم التطرق في
الاجتماع إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية البريطانية ، وأشارت نائبة
السفير البريطاني أن هذا الإجراء هو عبارة عن تدابير احترازية تحوطية فقط
لا أكثر من ذلك.
طمأنة
وفي وقت سابق أكد السفير البريطاني في طرابلس “مايكل آرون” ان
إجراء سحب الرعايا البريطانيين من بنغازي كان مبررا وبناءً على معلومات
موثوقة ومن مصادر مختلفة بوجود تهديدات وشيكة ضد رعايا غربيين
وقال السفير البريطاني في اتصال هاتفي مع قناة ليبيا الحرة ان معلومات التهديد هذه تعلمها الحكومةُ الليبيةُ كذلك، بالرغم من نفي الحكومة تلقيها أي معلومة.
و اشار الى ان هذه الاجراءات لن تؤثر على العلاقات البريطانية الليبية ، مؤكدا في الوقت نفسه سعي بريطانيا لمساعدة الحكومة الليبية لاستتباب الامن في بنغازي.
وقال السفير البريطاني في اتصال هاتفي مع قناة ليبيا الحرة ان معلومات التهديد هذه تعلمها الحكومةُ الليبيةُ كذلك، بالرغم من نفي الحكومة تلقيها أي معلومة.
و اشار الى ان هذه الاجراءات لن تؤثر على العلاقات البريطانية الليبية ، مؤكدا في الوقت نفسه سعي بريطانيا لمساعدة الحكومة الليبية لاستتباب الامن في بنغازي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق