الثلاثاء، 1 يناير 2013

#ليبيا #مستشفي_الجلاء .. البكتريا تملأ غرفة عنايتها المركزة .. والممرضين بلا شهادة

DSC_3185
مستشفى الجلاء من أهم مستشفيات المنطقة الشرقية، فهي المستشفى الوحيد الذي يستقبل حالات الحوادث على مدار الـ 24 ساعة في اليوم، لذلك نجده مكتظا بالمراجعين في أي وقت نزوره.
ومع هذا الزخم الحاصل في الجلاء نجد أن المستشفى يعاني الكثير والكثير من المشاكل التي باتت عنوانا بارزا للإهمال وسوء العناية على الرغم من الخدمات الجليلة التي تقدمها المستشفى بكادرها الطبي الذي يعاني من ضعف الإمكانيات وضخامة المسئولية الملقاة على عاتقه، لذلك تجولت “وكالة أنباء التضامن” في ممرات مستشفى الجلاء لمعاينة المشاكل التي تعاني منها المستشفى عن كثب.
DSC_3187
بدأت “وكالة أنباء التضامن” جولتها الصحفية في أروقة مستشفى الجلاء من قسم التمريض والذي التقت فيه بإحدى الممرضات والتي تحدثت عن ما تعانيه داخل القسم قائلة “إن قسم التمريض فيه نقص كبير في الكادر المتخصص ذو الشهادة، فالممرضين والممرضات العاملين داخل القسم لا يملكون شهادات تؤهلهم كي يكونوا ممرضين وليس لديهم الخبرة الكافية، بل لا يفقهون شيئا في مجال التمريض”.
DSC_3219
وأوضحت الممرضة إن “من يعمل في هذا القسم بصفة ممرض هو في الأساس لقبه المهني هو معاون فنّي لكنه يؤدي دور الممرض على الرغم من كون الممرض مهنة مهمة ولها دور مهم، فلكل من الصفتين عمل خاص بهما”.
وتابعت إن “المعاون يؤدي عمل الممرض إذ يغير الضمادات ويأخذ التحاليل في الوقت الذي تكون هذه من مهام الممرض لكن لعدم وجود أخصائي التمريض نجد أن المعاون الطبي يقوم بهذا الدور”.
DSC_3208
وأضافت الممرضة إن “المعاون الطبي لا يملك اللغة الإنكليزية بالتالي لا يمكنه قراءة العلاج، بالتالي فهو يعمل بصورة عشوائية وأحيانا يعطي علاجا من تلقاء نفسه مما يتسبب في وفاة بعض المرضى كما حدث في فترة سابقة”.
وذكرت أن في المستشفى “هناك 150 معاونا طبيا يعمل بصفة ممرض وصلوا للمستشفى أثناء ثورة 17 فبراير واستمروا بالعمل، وبعض العاملين تحصلوا على شهادات مزورة لأجل العمل في المستشفى إضافة إلى أن كل من لديه وساطة في المستشفى بإمكانه العمل من غير شهادة”.
وحمّلت الممرضة هيئة التمريض في إدارة المستشفى مسئولية ما يحدث، مطالبة بتأهيل العاملين في القسم من خلال عمل دورات أساسية في عمل التمريض.
DSC_3193
من جهته أكد احد العاملين في قسم الكسور إن القسم يفتقد إلى أداوت العمل الرئيسية.
وقال المسئول عن تجبير الكسور إن “القسم يفتقد إلى الأدوات الحديثة للتجبير، وهو يعمل الآن بذات الأدوات المستخدمة منذ أربعون عاما”.
وتابع “نفتقد أيضا لأدوات مهمة في العمل مثل القطن الذي يتوفر لدينا بأحجام معينة دون أخرى في الوقت الذي يفترض أن يكون لكل نوع من أنواع الكسور حجم معين”.
كما اشتكى من رداءة حنفيات المياه الموجودة في القسم والتي اعتبرها غير صالحة للاستخدام.
DSC_3215
 وصلنا إلى قسم عناية الحوادث ذلك القسم الذي يراه المراجعين مكتظا عن بكرة أبيه طوال اليوم.
تحدثت “وكالة أنباء التضامن” مع رئيسة قسم عناية الحوادث نوارة نجم والتي تحدثت عن قسمها قائلة “نستقبل حالات الغائبين عن الوعي والحوادث بأنواعها .. ولدى القسم 12 سريرا فقط، في الوقت الذي تستقبل فيه المستشفى حالات أكثر من عدد الأسرة بكثير، لكون المستشفى مسئولة عن قسم الحوادث في المنطقة الشرقية بأكملها”.
DSC_3213
وأكدت نجم أنه “لا يوجد نقص في القسم من حيث التجهيزات والمعدات الطبية، إلا انه صغيرا جدا قياسا بالحالات التي تصل المستشفى، إذ نعمل على أكثر من 20 حالة يوميا، ولدينا 6 أسرة احتياطية للحالات الطارئة فقط”.
DSC_3212
واشتكت رئيسة قسم عناية الحوادث من وجود البكتريا في قسمها قائلة “أكثر ما نعاني منه في القسم هو التلوث البكتيري المنتشر في القسم، إذ لم يعقم هذا القسم  منذ فترة طويلة وفيه بكتيريا بكثرة”.
DSC_3211
واستغربت نجم من عدم مساعدة بقية المستشفيات لمستشفى الجلاء، مؤكدة أن “المستشفيات الأخرى لا تستقبل الحالات التي نبعثها لهم عندما نعاني زخما كبيرا من قبل المراجعين في الوقت الذي نجد أنفسنا مضطرين لاستقبال الحالات من جميع المستشفيات”.
من جهتها عللّت رئيسة قسم الأشعة هند معونة الضعف الحاصل في عمل القسم بسبب قدم الأجهزة المستخدمة في التصوير.
DSC_3188
وقالت معونة أنهم “يملكون جهازا واحدا لأخذ الصور الإشعاعية في المنطقة الشرقية بالكامل، ولا يوجد معدات حديثة بل كلها قديمة وأجهزة يدوية تعود لأربعين سنة ماضية، والجهاز المستخدم حاليا شبه عاطل ولا يتحرك ميكانيكيا، بل نعاني من تحريكه بأيدينا، وقد تسلمنا جهازا حديثا لكنه لا يتحمل الجهد الكبير المفروض عليه في المستشفى كونه مخصص للعيادات الخاصة، وهذا كله يجعلنا نؤدي عملنا بصورة بطيئة، مما يولد حالة من الغضب من قبل المراجعين”.
DSC_3189
واشتكت من اهانات المواطنين التي عدتها “من ضمن الروتين اليومي” بسبب القصور الحاصل في العمل والذي تسببت به الإدارة بعدم توفيرها لنا الأجهزة الضرورية للعمل، وأصبح موضوع الاعتداء علينا بالسب والضرب أمرا اعتياديا”.
وأضافت “لا يوجد مقاعد لجلوس المراجعين أما الموظفين فقد اعتادوا على الأمر”.
DSC_3190
وأبدت امتعاضها معونة من عدم توفر أدوات الحماية للعالمين في القسم والتي قد تسبب مشاكل صحية لهم في المستقبل قائلة “ليس لدينا جهاز حماية واقي من الإشعاعات الناتجة من جهاز التصوير، وهذا قد يتسبب لنا بالكثير من الأمراض وأيضا قد يسبب حالات العقم لكلا الجنسين”.
DSC_3191
من جانب آخر ذكر أحد العاملين في قسم الإسعاف أن غرفة الإسعاف لا تحتوي على مواد تعقيم.
وقال المسعف أنه “لا يوجد تعقيم في الغرفة إطلاقا كذلك لا يوجد مستحضرات تعقيم أو أجهزة لها، كما نعاني من نقص في معدات ولا توجد أسرة لإسعاف المرضى”.
وتابع إن “الأشخاص الذين يحضرون إلى الغرفة لا يمكننا حماية أنفسنا من الأمراض الانتقالية في حالة إن جاءوا مصابين بإحداها، فليس لدينا قفازات واقية في اقل تقدير”.
DSC_3196
أما في قسم العمليات فالتقت “وكالة أنباء التضامن” برئيس قسم التخدير عصام بالنور والذي تحدث عن قسمه قائلا “إن قسم التخدير يعاني من نقص حاد في أدوية التخدير، على الرغم من كون التجهيزات في الوقت الحالي أفضل من قبل”.
وأضاف بالنور “عند وجود نقص في الأدوية نضطر لجلبه من مستشفيات حكومية أخرى، وهذا يعود إلى سوء التوزيع من الوزارة، لكون أن التوزيع لا يتم حسب الاختصاص”.
وأوضح رئيس قسم التخدير أن “وزارة الصحة توزع أدويتها ليس على أساس التخصص، بل توزعها بمبدأ العدالة في التوزيع على الرغم من اختلاف مهام كل مستشفى” !!!!!!!
وتابع بالنور “تعاني المستشفى من المركزية .. مثال على ذلك عندما نطلب دواء معينا لا بد أن يرسل إلى طرابلس ومن ثم يأتي إلينا وهذا يتطلب وقتا طويل”.
DSC_3205
واستطرد “كانت لدينا ميزانية مستقلة نصرف منها على احتياجات المستشفى وسرعان ما سحبت منا لتعود المركزية كما كانت، لذلك نضطر أحيانا لشراء الأدوية من عيادات خاصة”.
واشتكى بالنور من ضعف ميزانية المستشفى في الوقت الذي تعد الجلاء من أهم مستشفيات المنطقة الشرقية قائلا “للأسف أن الجلاء يتحمل عبء المنطقة الشرقية بالكامل في الوقت الذي ميزانيته اقل بكثير من المستشفيات الأخرى في المنطقة وإن عمله يعادل أضعاف المستشفيات الأخرى لنظرا لاستقباله حالات كثيرة جدا يوميا”.
أما رئيس قسم التحاليل فلخص مشاكله قائلا “واجهتنا مشاكل عديدة في القسم منها الأجهزة التي لا تتطابق مع المواد المستخدمة في التحاليل، حيث استلمنا جهاز جديد يستخدم في التحاليل ولكن معدات التحاليل لا تتوافق مع الجهاز، لذلك فإن هذه المواد تبقى في المخازن حتى تنتهي صلاحيتها وهذا إهدار للمال العام”.
DSC_3206
وتابع إن “الإمداد الطبي يرسل ألينا مواد لا نحتاجها في التحاليل بالإضافة إلى انه أرسلنا إليه رسائل بالتوقف عن إمدادنا بما لا نحتاج ولكن لا يوزع الأدوية ومواد التحليل على حسب تخصص المستشفى”.
DSC_3218
وأوضح أن إدارة المستشفى متعاونة بشكل كبير في توفير النواقص وحل المشكلات في القسم، مشيرا إلى غياب ثقافة لدى الناس وانعدام ثقتها بتحليل المستشفى وتوجهها إلى المعامل الخاصة، في الوقت الذي تتوفر في المستشفى جميع التحاليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق