الاثنين، 21 يناير 2013

#ليبيا من الحديث عن أمن الوطن أصبحنا نتحدث عن أمن المدن.. بقلم/ د. #موسى_قريفة

الوطن الليبية
-0-
لا جدال بان مفهوم الوطني مفهوما شاملا يمس كل العناصر والمستويات والمؤسسات التي تضمن أمن وسلامة الوطن، إنسانا وثرابا...وماء..وجوا ..فضاء. وقد بينت مجريات ويوميات الثورة الليبية، والتفاعلات الاجتماعية والسياسية التى نعيشها مند التحرير ضعف الوعى و الادراك الشعبي، والرسمي لمفهوم الامن الوطني أو القومي...البعض يرى الامن و يدركه و يقيمه من خلال أمنه الشخصي أو مستوى الامن في حيه أو شارعة أو مدينته في أحسن الاحوال... اليوم للاسف، أصبح الحديث عن تأمين مدينة بنغازي و طرابلس و سبها والكفرة ...و ..و ....عوضا لحديث عن أمن ليبيا...و ربما سنتحدث قريبا عن أمن و تأمين الشارع و الحي عوضا عن المدينة أو القرية....يا له من تسارع مخيف نحو المجهول الامني...أصبحنا من الحديث عن أمن الوطن نتحدث عن أمن المدن!...هل يحصل لنا مثل ما حصل في التعامل مع تصفية مفهوم القضية الفلسطينية  ..تم إختصار وإختزال فلسطين سياسيا وأمنيا في الضفة وغزة ...هل نمر بمرحلة تتخترل فيها ليبيا سياسيا وأمنيا لمدن...و أمن طرابلس و بنغازي وسبها والكفرة و..و ... ليسهل ابتلاعها سياسيا من قبل بعض الدول..ولتغييب الاحساس شعبي والرسمي بمفهوم الامن الوطني ... نعم أمن وتأمين المدن مهما جدا ..لكن لا يمكن حصول ذلك دون النظر اليه من خلال منطومة وطنية شاملة متكاملة تضم كل مستويات الامن الوطني...كما إن ما يحصل من إنحسار وتراجع لمفهوم الامن من المفهوم الوطنى للمفهوم المديني والمناطقي أمرا مفزعا سياسيا وأمنيا...أن يتراجع مفهوم وإدراك الامن الوطني الى أمن للمدن ، والى هذا المستوى المخجل...هل جاء ذلك نتيجة منهجية وعمل مخطط لاختزال ليبيا سياسيا وأمنيا ليسهل أبتلاعها من الدول الطامعة في أراضيها وثرواتها وان كان ذلك بعيد المنال الثروات بحكم بقاء الحالة الليبية معلقة تحت البند السابع بالامم المتحدة .
-1-
نتيجة لهذا الادراك الضعيف للامن الوطني أو القومي ظهرت مفاهيم جديدة ضيقة و بديلة عن هذا المفهوم و شموليته .ودلالاته الثقافية والسياسية والوطنية..هذه المدينة امنة..تلك غير امنة...و..و ..للاسف غابت الرؤية والنظرة الوطنية الواحدة للامن..و ربما يتضح ذلك من خلال التناول و التعاطى الضعيف لما حصل ويحصل في مالي وأبعاده وإسقاطاته الامنية والاجتماعية لسياسية على ليبيا، وما حصل بحقل الغاز الجزائري، و ما نُسب من تصريحات لرئيس الوزراء المصري ان كان صحيحا ...جميعها أحداثا تمس الامن الوطني بشكل مباشر أو غير مباشر ...و لكن ردود الفعل و التفاعل معها على المستوى الرسمي والشعبي كان ضعيفا باهثا و مرتبكا...اذا ما أستثنينا بعض المبادرات الذاتية التي قام ويقوم بها بعض من الثوار بالتوجه طواعية وبدوافع وطنية نحو الحدود الليبية المصرية أوالجنوبية أو الجزائرية لتعزيز الامن على الحدود، وتأمين حقول النفط برغم قلة الاسلحة و الامكانيات كما أكد ذلك قبل قليل رئيس جهاز حرس الحدود في مداخلة بنشرة بقناة ليبيا الاحرار.
على الليبيين والمؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية النظر الى الامن من منظور إستراتيجي وطني..أي انه لا معنى لتأمين وتوفير الامن و الاستقرار بالمدن والاحياء وحدود ليبيا غير مؤمنة ، والمصدر الوحيد الذي يدور عجلة إقتصادها الا وهو النفط ربما يكون مهددا عما قريب لا قدر الله... وعندها سنصل عنق الازمة وندخل نفق الفوضى الاجتماعية، و الاقتصادية ، والسياسية ...لا معنى لتأمين أي مدينة دون تأمين الحدود، وأمن ومستقبل الوطن وليبيا السياسي. يا سيادة رئيس واعضاء المؤتمر الوطني، ياسيد رئيس الوزراء لا يمكن تحقيق أمن المدن ما لم يتم تحقيق أمن ليبيا من منظور وطني شامل...ويجب إتخاد قرارات وطنية عاجلة بإقالة كل من يتبث أدائه قصر نظره الامني، وعدم قدرته على مواجهة إستحقاقات معركة بناء المنطومة والمؤسسات وثقافة أفراد وعقيدة الامن الوطني أولا.
-2-
على الذين يتحدثون عن أمن المدن و الشوارع والاحياء ، ان يعوا ان المدينة والحي، والشارع سيكون مظلما ومضطربا اذا لم نؤمن الحدود والمنافذ والشواطئ وحقول النفط ، وندرك أن الامن الوطني مسؤولية وطنية تقع على الجميع وليس على تلك المدن أو الواحات أو الثوار الذين يفزعون للقيام بذلك كفزعة وطنية دون مقابل، ومع ذلك يعانون للاسف من التهميش والاقصاء، وهم لا ينعمون بحياة المدينة الحضرية، ويذبرون ترحالهم وإقامتهم وأسلحتهم من أموالهم الخاصة...ويفترشون الارض ويتغطون السماء في هذه الليالي الشتوية القارصة...ويصارعون العواصف الرملية، ومخاطر الصحاري والتصدي لمهربي البشر والمخدرات والاسلحة. ..بينما نسمع تصريحات وشطحات ثورية ووطنية نارية لم تتجاوز ردهات فندق وقاعات ريكسوس..وفضائع سرقة المال العام، والصراع السياسي على السلطة والمواقع والوظائف ومفاصل القرار بالدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق