الأربعاء، 27 مايو 2015

ليبيا_الروائية الليبية رزان المغربي: موضوع الهجرة في الأدب عميق الجذور

العربأصدرت دار النشر Nele Hendrickx الترجمة الهولندية لرواية "نساء الريح"، للروائية الليبية رزان المغربي، عن أسباب اختيار الرواية للترجمة تقول رزان: كانت مفاجأة بالنسبة إليّ، كما حدث سابقا عندما ترجمت روايتي هذه إلى اللغة الإيطالية، في أبريل 2011، والمفاجأة الأخرى كانت رسالة تلقيتها من هولندا بعد أن وصلني خبر فوزي بجائزة "أوكسفام" الدولية لحرية التعبير، تطلب مني الموافقة على الترجمة، وكانت الرسالة من المترجمة حسنة بوعزة بالطبع، فالتقيت بالناشرة والمترجمة في هولندا، وكانت الترجمة قد بدأت فعليا قبل وصولي بشهر، وصدرت يوم 23 أبريل 2015، وهي اليوم معروضة في المكتبات. وتضيف الروائية رزان المغربي: يمكن أن نكتب عن الكتابة شهادات مطولة، وفي ذات الوقت سوف تختلف من مرحلة إلى أخرى تبعا لعمق التجربة والنضوج الفني والمهني، لكن بالتأكيد مازال شعوري أن الكتابة منحتني سخاءها… سخاء الأدب هذا هو التعبير الأدق، وبالتالي شعوري بالامتنان الدائم لكل هذا العطاء، الكتابة أو الأدب منحني أجنحة طرت بها إلى مدن وبلدان كثيرة، تجولت وتعلمت، وعرفت الكثير من الصداقات الثمينة من خلال الكتابة، بل أجزم بأن مشاعر الحب التي تقابلني في كل مكان أثرت (من الثراء) إنسانيتي، تبادلت مع الكتابة العطاء بمشاعر إيجابية، صرت أكثر هدوءا وصبرا، وصارت الانكسارات والتجارب السيئة والآلام، بذرة عمل إبداعي، الكتابة كرم الهبة والإلهام. نذكر أن الرواية صدرت في نسختها العربية عام 2010، ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية في نفس العام. وعن سؤال هل تعتبر الروائية رزان المغربي الترجمة هي مفتاح الوصول إلى قارئ مختلف؟ تجيب المغربي قائلة "كثير من الأعمال التي تترجم تبقى أسيرة التسويق من حيث نجاحها أو فشلها، لأن موضوع نشر الكتاب يخضع لمعايير السوق والإعلام بالذات عندما يكون الكاتب غير معروف، وتبقى الترجمة إضافة جيدة ومهمة لأي كاتب".
ثنائية الموت والحياة
تتحدث الرواية عن الهجرة غير الشرعية من خلال سيدة كانت تعمل خادمة في ليبيا، قررت الرحيل إلى مدينة أخرى بحثا عن حياة معيشية أفضل عبر الالتحاق بإحدى قوارب الهجرة مقابل دفع مبلغ من المال. هنا تقول الروائية رزان المغربي: موضوع الهجرة عموما في الأدب عميق الجذور وليس جديدا، والهجرة غير الشرعية ربما تم تناولها من عدة جوانب خصوصية في عملي “نساء الريح”، إنه تحدث بشكل إنساني عن هؤلاء المهاجرين من الشواطئ الليبية التي شهدت أكثر محاولات الهجرة من غيرها، القوارب تحمل ثنائية الحياة/ الموت وليس الموت وحده، حيث أن دافع الهجرة هو البحث عن مكان جديد وعالم أفضل، لهذا يجازف المهاجر بركوبها، لو كان الموت موضوعها كان يمكن تسميتها قوارب الانتحار مثلا، وعندما يتحدث عمل روائي عن هذا الموضوع فهو يحمل بين ثناياه كثيرا من مفردات حياتنا وتفاصيلها وآلامها وأحلامها أيضا، لكن الموت موجود في الأدب الإنساني ليس بصفته مادة بل بصفته سؤالا وجوديا. وعن تعاطف الروائي مع إحدى شخصيات أعماله أثناء الكتابة، تقول الروائية رزان المغربي: أعتقد أن رواية "نساء الريح" كانت تجربتي التي حاولت فيها امتحان قدرتي شخصيا على تحريك معظم الشخصيات بشكل حيادي، بعض الشخصيات لها وجود في الواقع ولكن تمّ رسمها لتصبح شخصية روائية، كنت أنظر إلى الشخصيات من كل الاتجاهات، أحاول إضفاء كثير من المشاعر الإنسانية العالية على البطلة التي قررت الهجرة وتغيير مصيرها، وقبل بداية العمل والكتابة على الورق كان الإعداد منتهيا من الناحية الذهنية، لهذا لم تتغير مصائر الشخصيات، ولكن بعض الأحداث عدلتها وقد حذفت منها تفاصيل وأضفت إليها جديدا. حول هل الرواية مطالبة بالتأريخ؟ ترى المغربي أن التاريخ له منبره التوثيقي، وله كتبه، لكن الأدب يسهم بشكل فعلي في إبراز الفن والإبداع جماليا في مرحلة ما، وليس التاريخ من رسالة الأدب أو وظيفته، كما تعتبره فنا خالصا بعيدا عن التأريخ.
مقص الرقيب
عن مقص الرقيب تقول رزان المغربي: الاحتشام في كتابة بعض الأحداث وتصويرها تختلف من كاتب إلى آخر إذا صحّ التعبير، ولكن أميل دائما إلى توظيف اللحظة بعيدا عن الإثارة التي يتبعها البعض من أجل التسويق، والشهرة، عندما أكتب لا أفكر أبدا في أن المجتمع محافظ حيث يبقى نسبيا، وقارئ الأدب واع بالفرق بين الابتذال في تصوير مشاهد حميمة وبين كتابتها وتصويرها حتى تؤدّي دورها في وصف الحدث ورسم الشخصية، أنا الآن أعيش في الغرب ولديّ مشروع جديد، وأعتقد أن ما سأكتبه سوف يكشف لي كم كنت أراعي هذا الرقيب. منذ ثلاثة أعوام بدأت رزان المغربي في كتابة عمل روائي جديد ولكن عدم الاستقرار، حسب قولها، منعها من إتمامه، وأضافت: الحرب في ليبيا لها آثار نفسية قوية على أيّ كاتب، أحتاج إلى أن أشفى من الجروح والآثار قبل البداية بعمل حول الأحداث التي مررنا بها ولا تزال مستمرة، لكن بالطبع ستكون مادة لأعمال إبداعية بالنسبة إليّ وإلى كثير من الكتاب الليبيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق