الاثنين، 16 سبتمبر 2013

القنصلية الأميركية ببنغازي كانت مقرا استخباريا

الجزيرة نت. خالد المهير-بنغازي: كشف مصدر أمني ليبي رفيع المستوى للجزيرة نت عن الهوية الحقيقية للمكان الذي قضى فيه العام الماضي السفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، مؤكدا أنه كان مقرا استخباريا وليس مبنى قنصليا. وقال المسؤول - الذي كان يعمل في وزارة الداخلية الليبية واطلع على سير التحقيقات في مقتل السفير ستيفنز - إن مقر القنصلية المزعوم كان يتبع للمخابرات الأميركية، وإنه كان مخصصا لجمع المعلومات فقط.
يشار إلى أن السفير ستيفنز قتل في هجوم صاروخي استهدف مقر القنصلية في بنغازي يوم 11 سبتمبر/أيلول من العام الماضي بعيد مظاهرات نظمت قبالتها احتجاجا على عرض فيلم أميركي يسيء إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ومثلما شكل مقتل السفير وقتها مفاجأة للسلطات الليبية الجديدة, فقد شكل وجود السفير ستيفنز نفسه ببنغازي مفاجأة أخرى, نظرا لعدم وجود مقر دبلوماسي فيها بعد أن كان مقر القنصلية السابقة قد أغلق في أواسط الثمانينيات أثناء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ونظام العقيد الراحل معمر القذافي. كما أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الولايات المتحدة عادة حول سفاراتها وقنصلياتها عبر العالم في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لم تتخذ حول مقر قنصلية بنغازي.
وقال المسؤول الليبي - الذي فضل عدم الكشف عن هويته - إن القنصلية الأميركية ببنغازي لم تكن كذلك، وإنما كانت مقرا للمخابرات الأميركية ومكانا لتجميع المعلومات فقط، مؤكدا أن المؤتمر الوطني العام والخارجية الليبية أكدا صحة هذه المعلومات.
عقد التأجير
ويشير المسؤول إلى أن عقد تأجير المقر مع المالك الليبي لم يشر صراحة إلى الخارجية الأميركية "لا من قريب ولا من بعيد"، وأن المرأة التي وقعت العقد مع المالك الليبي (بعد الثورة على العقيد القذافي) كانت تقول وقت إتمام إجراءات العقار إنها ممثلة للبعثة الأميركية. 
ولفت المسؤول إلى أن الموقع اختير بدقة لأهميته المخابراتية، مشيرا إلى أن المقر يقع في أطراف المدينة, على عكس المقر السابق للقنصلية الأميركية الذي يقع وسط المدينة. ويؤكد المسؤول الليبي أن السفير ستيفنز نفسه كان رجل مخابرات، وأنه اعترف في أكثر من مناسبة بهذه الصفة، موضحا أن المخابرات الأميركية وجميع مخابرات العالم تحركت بقوة في بنغازي طيلة الفترة السابقة.
ولاحظ المسؤول أن المقر لم يكن يتردد عليه أحد من الليبيين لإتمام أي إجراءات كعادة بقية القنصليات، مؤكدا أن أجهزة الأمن عثرت بعد الحادث على معدات مراقبة وتخزين، لكنها تعرضت للتلف. ويقول إن القنصلية كانت "للأسف تعمل بمعزل عن الحكومة الليبية التي ليس لها علم بما يجري"، واصفا المبنى بأنه كان "مبنى مغلقا للعمل الداخلي فقط" وليس لدى ليبيا أي أدلة على قيامه بأعمال ذات طابع دبلوماسي.
مقر ثان
ويروي المسؤول الليبي قائلا إنه يوم مقتل السفير ستيفنز كان يهم بالذهاب إلى مقر آخر في حي راق "ببنغازي أيضا" يعتقد أنه مقر إضافي للمخابرات الأميركية، وهو غير معلوم لأجهزة الأمن الليبية، مؤكدا أن "المعلومات تؤكد أن الاعتداء وقع على (مقر) مخابرات وليس (على) قنصلية". 
"كما يلاحظ أن أميركا ذاتها لم تحقق بجدية في الاعتداء خشية اكتشاف الحقيقة، مشيرا إلى أن السلطات الأميركية أشارت إلى أن "مقتل سفيرهم نتيجة مظاهرة عارضة وليست متعمدة"، معتمدة على الرواية الليبية الرسمية. وقال إنهم بذلك كانوا يودون إخفاء تحركاتهم، وإن سفيرهم كان في زيارة ذات طابع استخباراتي. وأكد أن الأمن الليبي لم تكن لديه معلومات عن "وجود" علاقات لأميركا بشخصيات ليبية أو ضباط في الجيش والشرطة، متحدثا عن صعوبة الحصول على هذه المعلومات. وقال إن العمل بالمكان كان سريا للغاية. ومضى المسؤول الليبي إلى القول إنه بعد حادثة اقتحام القنصلية أرسلت الخارجية الليبية كتابا رسميا إلى المؤتمر الوطني العام تقول فيه إن ليبيا ليس لها اتفاق مع أميركا على إنشاء مقر دبلوماسي في بنغازي.
وعن زيارة وفد تحقيق أميركي مصغر لبنغازي بعد حادثة مقتل السفير، أوضح المسؤول أن الدولة أخبرت مسؤولي وزارة الداخلية بالفريق قبيل وصوله لتوفير الحماية. وأكد أن الفريق لم يطرح أسئلة عن المتهمين الأربعة الذين أعلنت ليبيا الاشتباه في ضلوعهم في إحراق المقر الأميركي, مشددا على أن أميركا لم تكن جادة في التحقيق، وأن الفريق الأميركي زار سوقا لبيع السلاح في المدينة، وأجرى تجارب على مواد مشعة، مرجحا أن يكون الغرض من زيارة الوفد محاولة الوصول إلى بعض الأسلحة التي ضاعت من القنصلية.
متهمون ليبيون
وقال إن الفريق مر على القنصلية مرور الكرام، مستغربا حديث السلطات الأميركية عن أربعة متهمين ليبيين قالت إنها توصلت إليهم بالصور. وحسب المسؤول لم يطلب الفريقُ التحقيقَ مع أي طرف ليبي، أو الحصول على معلومات عن تطورات القضية. 
وقال المصدر إن التحقيقات لم تأخذ مسارها الطبيعي من الجانبين الليبي والأميركي، وإنه إذا كانت لدى أميركا معلومات خاصة ربما فهي لا تود الإفصاح عنها لليبيين. وختم المسؤول الليبي قائلا "كنا نعلم بوجود أفراد من مخابرات أميركا في بنغازي ومعهم عميل يهودي يتبع المخابرات الإسرائيلية سافر مع وفد ليبي إلى الأردن".
المصدر:الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق