الثلاثاء، 9 يوليو 2013

وفاء البوعيسي: يأجوج ومأجوج الذين بيننا

ليبيا المستقبل
كلما قرأتُ القرآن، سيما الجانب القصصي منه، كلما تفاعلتُ معه أدبياً، وتحركت رغبتي في محاكاة بعض ما ورد فيه من قَصَص، وكلما فكرت باستدعاء إحداها، لإحلالها بالعصر الحالي، والعبث بمحتواها ولغتها، لمحورتها على الواقع، فيما بات يعرف الآن بدول الربيع العربي.
يحتاج الأمر حتماً، بذل مجهود كبير لصياغة الموضوع بصورة تجاري العصر، كي تخضع القصة لشروط التجديد والمحاكاة، ولجعل فضائها، يناسب المتلقي بالقرن الحادي والعشرين، وليسهُل بالتالي تقبّلها من قِبل القارئ، وهي محاولة ليست بالسهلة، لأنها تتأسس على ضرورة الخروج بمقاربة مُحدثة ـ سنة 2013 ـ  وبالتزامن مع ما يحدث كل يوم ببلداننا، وقصة يأجوج ومأجوج المعروفة، تغريني اليوم بالذات، بجرها لواقع الشعوب الناطقة بالعربية.
والمقالة لا تستهدف إعادة صوغ كلاسيكيات القرآن، ولا دقائق تلك الأسطورة بالذات، بقدر ما تستهدف جعل القصة حيةً، ومنسجمةً مع واقع بلداننا، وحمل معنى الآيات مجازياً، ليشمل أقواماً أخرى تعيش فوق الأرض بالوقت الحاضر.
من هم يأجوج ومأجوج؟!!
جاءت الآيات من 83 إلى 98 من سورة  الكهف، والآية 96 من سورة الأنبياء، وإصحاحات مسلم والبخاري وسُنن إبن ماجة، وتفسير الطبري، والتذكرة للقرطبي، لتدلل على أنهم قومٌ غِلاظ الخِلقة، جِلاف، مستوحِشون، ليس مُتَيقَناً تماماً أنهم من سلالة آدم، إذ وردت لهم أوصاف تقترب من الكائنات الأسطورية، فبعضهم بحجم أربعة أذرع في أربعة أذرع، بعضهم يفترش أُذُنه ويتغطى بالأخرى، وبعضهم لا يُجاوز ارتفاعه شبراً واحداً عن الأرض، أٌتوا قوةً مهولةً، حتى أنهم كانوا يأكلون البشر والشجر والدواب، ويشربون الماء المالح، لهذا ووفقاً لهذه الأوصاف فهم حتماً ليسوا من سلالة آدم، والدليل أيضا أن ذو القرنين قد حبسهم تحت الأرض على أعماقٍ غائرةٍ وبعيدة، لا يرون شمساً ولا هواءاً، محشورين بمكانٍ ضيق وخانق، لكنهم مازالوا يملكون القوة الجبارة، لمحاولة نقب ذلك السد، فهم يدأبون ويدأبون في الحفر، حتى يتاح لهم أخيراً أن يخرقوه، فينقضّون علينا، أكلاً وقتلاً حتى يُفنونا جميعاً، وبهذا تقوم الساعة، ونُلاقي الله وإياهم في الآخرة.
رافق وجود يأجوج ومأجوج ظهور المحارب ذو القرنين، وذو القرنين ربما كان هو الإسكندر المقدوني، حيث مالت إليه روايات إسلامية عديدة، وما يعنينا هنا أنه قد كانت لهم هبّةً بزمنه، حيث أكثروا الفساد، وخرّبوا الأوطان، وعاثوا دماراً وتقتيلاً ونهباً، لولا تدخُل ذي القرنين، الذي أمر بإقامة سدٍ بين جبلين عظيمين، وحشرهم في أسفل ذلك السد، وسكب فوقهم مصهور الحديد، ليحجزهم هناك، حتى يحين موعد ظهوروهم، الذي يرافق قيام الساعة.
يأجوج ومأجوج، أُسطورةٌ كثيفةٌ وجميلة، تحفّز الخيال التصوري، وتستدعي الجموح الروائي، لكتابة فنتازيا خيالية غير مسبوقة، لو قُدِّر للكاتبة ج .ك .رولينج أن تقرأها، لكانت قدمت للسينما العالمية، فيلماً أكثر إثارةً وتشويقاً من فيلمها البائس هاري بوتر، ولكرّت معها المِسبحة، وكتبت لنا جزءاً ثانياً وثالثاً، وحتى عاشر.
ويأجوج ومأجوج الذين بالقرآن، أنا لم أشهد عليهم ولا أعرف مكانهم، إذ لم أكن مع الإدريسي ولا ابن حوقل ولا المستوفي، من الجغرافيين المسلمين، الذين قدّموا محاولات لمعرفة مكانهم، ومن باب أولى فأنا لم أكن رفيقة ذي القرنين عندما أنشأ ذلك الردم العظيم، وإن كان البروفيسور المصري مصطفى محمود، الذي جعل من الجهل علماً قائماً بذاته، له أداواته ونظرياته وتحليلاته، طلع علينا بالقرن العشرين، ليزعم أن يأجوج ومأجوج موجودون حقاً، في موضعٍ ما تحت الأرض بالقطب الشمالي وعند أقاصي سيبيريا، وهو يقول هذا عن يقين، متجاهلاً مكتشفات وكالة ناسا الأميركية، التي صوّرت كوكب الأرض مقطعياً وإشعاعياً لمعرفة أزمنته الجيولوحية، ومعادنه وطبقاته، وصولاً حتى نواته الملتهبة، ولم يبدُ أن ناسا، قد تمكّنت من التقاط صور لتلك المخلوقات وهي تكافح كل مطلع شمس، من أجل الخروج للضوء والحياة بالأعلى، ولا رصدت لنا مطلقاً، ذلك السد الصناعي الذي أنشأه ذو القرنين.
لكن يبدو أنه قد قدر لي أخيراً، أن أشهد على إنبعاثهم بالقرن الواحد والعشرين، والحمد في ذلك لله والمنة، إذ يمكن الآن أن أتحدث عن ذاكرة تخص معرفتهم، فصورهم، وأفلامهم، وكتاباتهم، وخطابهم، وخططهم، محفوظةً بأرشيف بصري وسمعي ومقروء تحفظه المواقع الإلكترونية، والمحطات الفضائيه، والصحف والجرائد المحلية والدولية، وملامحهم تعرّف بنفسها في صور القتلى، وعدد الجثث التي يُعثر عليها بين الفينة والأخرى، في مقابر جماعية، وتشي بهم حروق السجائر وصعقات الكهرباء وقرضات الكلاليب، والاعتداءات الجنسية على المعذبين في السجون.
يأجوج ومأجوج الذين بيننا، هم من نسل آدم الخالص، من مادة الإنسان الذي شق القنوات، واكتشف تطعيمات الحصبة والجُدَري، والذي كتب المعلقات، ورسم الموناليزا، والذي ذهب في رحلةٍ للفضاء الخارجي.
مادة يأجوج ومأجوج الذين بيننا، تتخلق اليوم من غرين الإسلام اللزج، والطري، ذلك الغرين المطواع لتقبل أي تشكيل، فهم إن أرادوا قتلاً وجدوا فتوى، وإن جنحوا للسَلْم وجدوا فتوى، وإن أرادوا نكاحاً وجدوا فتوى، وإن أرادوا صبراً عن النساء وجدوا فتوى، يأجوج ومأجوج الذين بيننا، تتخلق قسماتهم من طين الإستبداد، ومرارة الجوع، وقسوة الآباء، وزلال الجهل والأمية، وسعير الحرمان الجنسي.
طباعهم، تستعير خصائص الفطريات السامة، وملمس الخبازيات الشوكية، والصبّار الوحشي، دمهم أنساغ الحمضيات، ونبات المر، وخلاصة الحامول المخشوشن، المتطفل على أشكال الحياة من حوله، يمتص عُصاراتها، ويعيد تمثيلها في بيئات رطيبة، معتمة، لم تعرف النور ولا الحرية.
ينسِلون من كل حدبٍ وصوب، يطلعون من قيظ الخليج الجحيمي، حيث سياط الحر هناك تسفح الرؤوس، وتؤجج الفحولة العربية، ينسِلون من مدنٍ عرفت الحضارات وتعدد الآلهه والإلهة الأنثى، وعرفت الملاحم، وأطلقت النحت والرسم والشعر، كبغداد، والرباط، وطهران، والقاهرة، وطرابلس، وبيروت، وتونس، وغروزني الباردة، الهائمة في عناق القوقاز، ينسِلون من كثبان الصحراء العربية في الربع الخالي، وبطحاء ليبيا، ينحدرون من قمم ومستدقات الجبل الغربي والزنتان، وصور وصيدا، وصنعاء وأغادير، وعدن، ينسِلون من المدن العريقة بمصراتة، وأصفهان، وقم، وقرطاج، والجزائر، وبنغازي، والإسكندرية، والرياض، وحتى من بابل، زحفاً صوب سوريا، للاشتباك مع نظرائهم من يأجوج ومأجوج نظام الأسد، في الأحياء والأزقة الدمشقية، والحلبية، والحمصية، ليحصون الشوارع هناك موتاً موتا، حيث يأكلون قلوب ضحاياهم، ويمضغونها بأسنانهم أمام كاميرات التصوير، تحت سماء مجللة بالصدمة.
طعامهم هو كل ما يدب على أربع، أو يطير في الهواء، أو يزحف على الأرض، فلم يبقَ موضع قدم تحت شمس الله، لم يسلم من تمشيطهم في ليبيا، حين يطاردون مختلف أشكال الحياة البرية، فيقنصون الأيائل وحيوان الودان، الذي عاش وادعاً في ذرارينا لملايين السنين، ويفتِكون بالصقور والحبارى، وينشرون لحومها أو قرونها المشطورة نصفين، على سياراتهم المسروقة، من "الأزلام"، ومن سرت، وطرابلس، ومن معسكرات النظام الساقط، ومن مخلفات الهمجية التي شهدتها 17 فبراير، طعامهم كل جماد ثابت ومتنقل، يملكه غيرهم، طعامهم الفِلل، والمزارع، والكراسي، وقطع الآثاث، والسجاد، والأسلحة، وحتى أكياس المكرونة وقناني الزيت في بيوت الأثرياء بغرغور في طرابلس، وسرت، وبيوت أبناء القذافي وخدمهم وحرسهم وحتى جيرانهم، لأنهم جيرانهم.
آثارهم، الأشجار التي اقتطعوا أغصانها وأتلفوا أوراقها لتحمل لافتات الدعاية لهم، وجلود الحيوانات البرية المصطادة من محميات الطبيعة، وثقوب الرصاص وقذائف الآر بي جي، على بنايات الوزارات، والمباني الحكومية، والمحال التجارية، وجدران المدارس، وحتى البيوت، وجثث المئات من البشر ممزقة الأوصال، مشوهة، ومتداخلة الملامح.
شرابهم الدماء، وعَرَق الأبرياء، ودموع الثكالي، والآباء المكلومين، موسيقاهم، أنّات المعذبين في غيابات السجون غير الحكومية، بمصراتة وطرابلس والزنتان وبنغازي، وبغداد والبصرة، وفي أقبية البيوت المهدمة في مختلف المدن السورية، وصراخ الأطفال بمخيمات أهالي تاورغا، وأنطاكيا.
ولا تفوتهم التحلية، باللحم البشري الأسمر الغض، للطفلات التونسيات، المستجلبات بالتضليل وغسيل الأدمغة، وخطب أئمة المساجد القوادين، بالدعوة لجهاد المناكحة، حيث تساعد إناث يأجوج ومأجوج في الجهاد، بمساعدة ذكورهن على قضاء إيربهم، وإشباع هوسهم الجنسي، ريثما ينتقلون سراعاً للجنة، حيث تنتظرهم المكافأة الإلهية ـ إثنتان وسبعون حورية ـ فيتداول عليهن بقية الأحياء من المجاهدين، لسد النقص بالمنخرطات في الدعارة الإسلامية.
منهجهم، إسقاط شواهد الحضارة الإنسانية، والروحية، والفنية، والتاريخية، للشعوب التي سبقتهم، لإستدعاء الجدب الإنساني، والنكوص، ومشي القهقري إلى منابتهم الأولى، حينما كانوا رعاعاً، همجاً، ومستوحشون، يسرحون بالإبل، أو يهشّون على التيوس، أو يرمون الرشا في البئر، ويغرقون في عرقهم، ومنيّهم، وهم يطاردون أي شيء يتنفس، ويحتمل المضاجعة، كالحمير والماعز والخرفان والكلاب، تعويضاً عن غياب المرأة من حياتهم البوهيمية، فلا يدَعون قبراً لوليٍ صالح إلا ونبشوه وهدّموا قبته، ولا تركوا تمثالاً لرموز حضارية، إلا وعملوا على طمسه، كما فعلوا مع تمثال أبي العلاء المعري، ومئات الشواهد والتماثيل العراقية والمصرية والسورية، وتغطية أي تمثال لإمرأة، كما فعلوا بتمثال أم كلثوم بالمنصورة، وتمثال الغزالة في طرابلس، كي لا تذكّر بهوسهم الجنسي، الذي يصطخب تحت دكة سراويلهم، في ترجمة للطبيعة التي ينحدرون منها، وللمذاهب الذي تحكمهم، وفي صورة لنبذ الفن والجمال، واحتقار الإبداع، الذي يهيّج غرائزهم، بدل أن يروضها، ويلطّف من قساوتها.
أخلاقهم، أخلاق الغزاة، يغتصبون النساء في الشوارع، في ميدان التحرير بالقاهرة، وفي التجرؤ حتى على مريضة غارقة في غيبوبتها في طرابلس، وفي التداول ـ جماعياً ـ على عجوز جاوزت السبعين خريفاً بتونس، وفي سجون العراق، وبالتطواف بمخيمات اللاجئات السوريات بتركيا، ولبنان، والأردن، لانتقاء الأصغر والأجمل، والأطرى، والأكثر بياضاً وطلاوةً من طفلات لم يجاوزن الخامسة عشرة، يروّحون بهن على أنفسهم، أو يحاربوا بهن عجزهم الجنسي، مقابل بضعة مئات من الدولارت، ينقدونها لآبائهن الذين يتلقفونها بالبكاء والحمدله.
مسلكهم، الغنمية وطلب المكافآة عن كل شيء، فكل ما ليس لهم يجب أن يكون لهم، يذهبون للقتال بالجبهات، ويعودون للمطالبة بالنساء، والمناصب، والرواتب رغم تواضع المستوى التعليمي لمعظمهم، والعلاج من أمراض لا يعانون منها، فقط لئلا يتركوا فرصة الإستفادة من النصر، الذي يعتقدون أنهم جلبوه.
ديدنهم النفاق، بسبّ الغرب والتحقير منه، ورميه بالكفر والعهر في النهار، ليعشوا حياته المتفسخة في الليل، يتهتكون، يزنون، يسكرون، يعربدون، وينسلّون لبيوت العاهرات خُلسةً في جنزور، تُلتقط لبعضهم الصور وحتى الفيديوهات، وتنشرها المواقع، لكنها تختفي باليوم التالي، وفي بعض الأحيان يعيشون عهرهم نهاراً، بممارسة الدعارة الدينية، تحت جهاد المناكحة.
رموزهم، وكلاء الله الحصريون، بفروع ليبيا، والسعودية، ولبنان، ومصر، وتونس، وإيران، والشيشان، وقطر، والعراق، لشخصيات دينية تسلقت الثورات حين لم يكن ثمة بد، تمسّحت بالطغاة والتقطت معهم الصور، وسوّقت لمشاريعهم في المصالحة والتوريث، منافقون آفاقون، دجالون، داعرون، مزواجون، يتمرغون في المال والمناصب، يعيشون حياتهم، يتنعّمون هم وأبنائهم في الغرب، بين الدراسة والطبابة، يتنقلون بين الخليج ومصر واسطنبول ولندن، لكنهم يأمرونهم بالجهاد في سوريا، وعدم الخروج في مظاهرة، ويسكّنونهم بالصبر، والجنة، والتداوي بالعسل وحبة البركة.
حركتهم، الزحف على بطونهم ومؤخراتهم، يغلون بين المدن ليلاً، يتسربون من الأزقة، يتدفقون إلى الساحات كالتتار، وهم يمتشقون الأسلحة، والبلطات، والسيوف، يفاخرون بتعليم الأطفال إطلاق الرصاص، وذبح الأسرى، أصواتهم التكبير باسم الله، والهمهمة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وتراتيل وأذكار، وهتافات وطنية، ضد القذافي، والأسد، والطاغوت الأميركي، والعدو الصهيوني، وحزب الله، وأهل السنة والجماعة، يرددون شعاراتهم، وتكبيراتهم وتحميداتهم، وهم ينهبون، أو يذبحون، أو يمشّطون المدن بعد خرابها، للإستيلاء على ما فيها من نساء ومؤونة، وممتلكات.
من بينهم نكرات، لم نعرف لها اسماً، لم نشهد لها نضالاً، لم نلحظ لها موقفاً، انشقوا في ضباب الثورات، وظهروا من غبار الفوضى والتباس الأمور، بعد سقوط المدن والعواصم، تسرّبوا بسحر التكبير للصفوف الأولى، وتعلّقوا بالمنابر يشتمون المعارضين الحقيقيين، يسفّهون الكتّاب، والشعراء، والصحافيون، والثوار الغيورين، ومنهم متسكعون على أرصفة الغرب لسنين، عاشوا حياة البطالة والتخثر، فشلوا في الاندماج، والدراسة، أو العمل، استسلموا للإعانات الاجتماعية، وحين سقطت الأنظمة، عادوا هرولةً للحاق بالقطار، ورفعوا عقيرتهم بالمزايدات، واختلقوا الأكاذيب حول هربهم من بطش الأنظمة، وتفضيلهم العيش بالغربة كي لا يشاركوا في الحياة العامة، فمرقوا بين المناضلين، يعوّضون فشلهم في الغرب الذي ركنهم على الرف، حين لم يكن ثمة جدوى منهم.
لغاتهم، ألسنة كل اللهجات بالمشرق والمغرب والخليج وبلاد فارس، وينطقون العربية، والكردية، والفارسية، والأمازيغية، والتاباوية والنوخستية.
عاشوا محتجزين تحت أحذية الحكام العرب والمسلمين، بالخليج العربي وشمال أفريقيا، والقوقاز، وبادية الشام، وطهران، وكردستان، نومهم بالسجون، أو بالمنفى الإضطراري أو الاختياري، وبعد أن إنهار سد الإستبداد الحديدي للقذافي، ومبارك، وعبد الله صالح، وبن علي، والأسد، وصدام حسين، هبوا من ضجعتهم سِراعاً، فطلعوا علينا كالجراد المنتشر، يُغيِرون ويقنصون، يهتكون، ويغتصبون، ويتسلقون، يتفننون في تخريب أوطانهم، وأوطان غيرهم، بانتظار إسكندر مقدوني آخر يأتيهم من الشمال، أشقر الشعر أزرق العينين، ليبني سداً يسكب فيه مصهور الحديد، ويحجزهم من جديد تحته، ليعيدوا سيرة التيه لكل الشعوب الناطقة بالعربية، وليستقروا في مكانهم المفضل أبداً، في أسافل الأمم، وتحت أنقاض الحضارات، وبذيل العالم.
وفاء البوعيسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق